الجمعة 26 دجنبر 2014 أدانت عدة جهات حكومية سويدية الهجوم الذي استهدف أمس الخميس مسجدًا في مدينة إسكيلستونا، جنوب شرق البلاد، حيث أصيب 5 أشخاص بجروح، إصابة أحدهم خطيرة، جراء الحريق الذي اندلع في المسجد، عقب إلقاء مجهولين زجاجات حارقة عبر نوافذه. وبحسب وكالة الأناضول، فقد وصف وزير الداخلية، أندرش إغمان، الهجوم بأنه "مثير للاشمئزاز"، و"غير مقبول"، داعيًا لتكثيف الجهود من أجل مكافحة جرائم الكراهية. فيما رأت وزيرة الثقافة والديمقراطية، أليس باه كونكه، الهجوم "اعتداءً خطيرًا"، مشددة على أهمية تزايد الوعي بالحقوق القانونية لدى الجميع، "لأن منع الناس عن التعبير عن دينهم، يشكل تهديدًا لمبدأ حرية التعبير، وهو أحد أسس الديمقراطية"، مؤكدة ضرورة أخذ التقارير التي تحذر من تنامي الكراهية، والتحرش ضد الناس الذين يمارسون شعائرهم، على محمل الجد. من جانبه، اعتبر وزير العدل، موغان جوهانسون الهجوم "اعتداءً جبانًا على الحريات الشخصية والدينية، ولا يمكن قبوله في السويد". وتداعى مجموعة من النشطاء السويديين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن رفضهم وتنديدهم بالهجوم الذي استهدف المسجد، ودعوا إلى الذهاب إليه، وتعليق شعارات على شكل قلب، تعبيرًا عن التضامن مع المسلمين، حيث ورد في خطاب الدعوة: "فلنهبَّ جميعًا من أجل مدينة يعيش فيها الجميع بمساواة ودون خوف بسبب معتقداتهم". يشار إلى أن بحثًا أجرته مؤسسة إكسبو السويدية، المناهضة للعنصرية، أظهر أن 12 اعتداءً على الأقل استهدف المساجد في السويد خلال العام الجاري، وشملت هذه الاعتداءات، خلال الأشهر الأخيرة، الإضرار بمباني المساجد، وكسر زجاج النوافذ، وحرق السجاد، ورسم صلبان معقوفة (شعار النازية) على مداخلها. وأظهرت نتائج الانتخابات العامة التي أجريت في سبتمبر الماضي، والتي حصل فيها "ديمقراطيو السويد" (حزب يميني متطرف) على 13% من أصوات الناخبين، تضاعف الدعم الشعبي للحزب، الذي عارض وبشدة، في وقت سابق إعلان الحكومة عزمها قبول 80 ألف لاجئ في السويد، خلال العام الجاري. مسلمو السويد ينشطون ضد الاعتداء على مركز إسلامي طالب مسلمون في السويد، السلطات في بلادهم، بضرورة التحقيق في جريمة الاعتداء على مركز إسلامي مساء الخميس. وقال حسين الداودي، نائب أمين عام "وقف الرسالة الاسكندنافي" (سويدي تشكل عام 2003 وضم بقية الدول الاسكندنافية اليه) اليوم إن أمانة الوقف طالبت السلطات السويدية ببذل جهد أكبر في القاء القبض على المتورطين في الهجوم على مركز إسلامي مساء الخميس. وأضاف الداودي في تصريح لوكالة أنباء الأناضول على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر "دور الوقف في تنمية الأقليات الإسلامية في أوروبا" بمدينة لاشودفون (أقصى وسط غرب سويسرا) إن هذه "الأعمال تسيئ إلى المجتمع السويدي ومكوناته من جميع فئات الشعب". في الوقت ذاته أشاد برفض بعض الوزراء واستنكارهم لمثل هذه الاعتداءات التي بلغت 8 حالات اعتداء على دور عبادة ومساجد ومراكز إسلامية سويدية هذا العام أكثرها عنفا كان الاعتداء الآثم مساء الخميس على المركز الإسلامي في مدينة "اسكلستونا" التي تبعد 90 كيلومترا غربي العاصمة استوكهولم. وأوضح أن المعلومات المتوفرة عن هذا الحادث هي قيام زجاجة حارقة على نافذة المركز الذي تواجد مصلون بداخله فأصيب عدد منهم واحدهم في حالة حرجة. وأضاف "الآونة الاخيرة شهدت بوادر واضحة لنشر الكراهية والحقد ضد مسلمي السويد نتيجة حملات انتخابية لبعض الأحزاب التي أرادت استغلال تواجد الإسلام في المجتمع السويدي لأغراض انتخابية وتحاول بث روح العداء بين المواطنين من خلال إثارة النعرات الدينية والوطنية". وشدد الداودي على أن "مسلمي السويد هم جزء لايتجزأ من الشعب السويدي المتحضر وقد استنكر الكثير من الاحزاب السويدية من اليمين واليسار هذه الظواهر والتي بدات من "الحزب الديمقراطي السويدي" الذي يدعوا الى طرد ومنع المسلمين واليهود وطائفة السامر (البدو الرحل في شمال السويد) من البلاد. وأوضح أن هذا الحزب نجح ضمن خطة محكمة من إيجاد موطأ قدم في الانتخابات الأخيرة وحصل على نسبة من مقاعد البرلمان تمكنه من عرقلة القرارات المهمة بل نجح في إسقاط الحكومة الأخيرة بسبب عدم حصول الائتلاف الحاكم على الأغلبية في الانتخابات. وقال الداودي "هذا الحزب استطاع أن يزرع اتباعه في هيئة المحاكم التي تبت في قضايا اللجوء والعلاقات الخارجية ومن ثم بدت بوادر العنصرية بشكل واضح جدا في مقالات الحزب ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة". وأوضح أن الامانة العامة لوقف الرسالة الاسكندنافي تحث المؤسسات السويدية الإسلامية على التحرك بكل مهنية لحماية الحرية الدينية والديمقراطية الرائدة. وأضاف أن قيادات العمل السويدي الاسلامي عليها التفاعل مع هذه القضية للحد من هذه الظواهر الخطيرة والحد من اثارها السلبية وعدم السماح بتطور الامر الى مزيد من عزلة الأقلية. كما شدد على ضرورة التركيز على "المواطنة السويدية" كمظلة واحدة لكل الشعب السويدي والبدء بلقاءات صحفية وبرامج متخصصة لنشر روح التسامح والتعايش والعيش المشترك من منطلق الانتماء والشعور بالمسئولية الوطنية لاسيما وأن البرلمان السويدي به عدد من الأعضاء من المسلمين كما يوجد 3 وزراء من المسلمين في الحكومة الحالية. وأوضح الداودي وجود تجاوب مجتمعي مع مساعي التواصل الحضاري وتجلى هذا في "الملتقى الاسكندنافي الاول للتواصل الحضاري" في نوفمبر الماضي تحت عنوان "التواصل ورؤية مستقبلية" بتنظيم من وقف الرسالة الاسكندنافي. ولا توجد احصائيات رسمية حول عدد مسلمي السويد لعدم إضافة بيانات عن الديانة لدى السلطات لكن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن عدد المسلمين يصل إلى حوالي 900 ألف نسمة.