في إطار فعاليات الرواق المؤسساتي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المقام بالمعرض الدولي للنشر والكتاب تحت شعار "الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة رافعة للثقافة المغربية"، سلطت ندوة نظمتها الشركة، السبت، الأضواء على "دور الإعلام العمومي في نقل المعرفة"، من خلال نموذج تجربة بث الدروس التعليمية على أمواج الإذاعة الوطنية. وأوضح بلاغ، توصلت به هسبريس، أن المتدخلين في الندوة انطلقوا من تجربة بث الدروس التعليمية من طرف باقة قنوات الشركة الوطنية الإذاعية والتلفزية خلال فترة الحجر الصحي، للتأكيد على الدور البارز للمرفق الإعلامي العمومي في التثقيف والتعليم ونشر المعرفة بعد إنتاجها، تحقيقا للأهداف العامة للخدمة الإعلامية العمومية بالمغرب في ميادين تشجيع التربية والتعليم، وكذا المساهمة في تدبير الأزمات الطارئة، ومنها جائحة "كوفيد-19" التي مازالت تداعياتها متواصلة. وفي هذا الشأن، أبرز كريم السباعي، مدير التواصل والعلاقات المؤسساتية، أنه "انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الخاصة بالظرفية الاستثنائية لجائحة "كوفيد-19′′، ووفاء لرسالتها كمرفق عمومي، حرصت القنوات التلفزية والإذاعية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على تكييف شبكاتها البرامجية مع الظروف الاستثنائية التي عاشتها بلادنا كباقي دول العالم". وأبرز المتحدث ذاته أنه "علاوة على التجند لمواكبة كافة الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بجائحة "كوفيد- 19′′، برزت خدمات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فاعلا مركزيا في تأمين عملية التعليم عن بعد عن طريق التلفزة والإذاعة خلال فترة الحجر الصحي"، مؤكدا أن "هذه المساهمة كانت لها انعكاسات إيجابية على ضمان التعليم والتكوين لأكثر من 10 ملايين تلميذ وطالب في جميع أنحاء المغرب". من جهته، أوضح علي خلا، مدير الإنتاج والبرامج للإذاعة، أن "مساهمة باقة القنوات الإذاعية والتلفزية للشركة الوطنية لم تتوقف عند بث أكثر من 19000 ساعة من البرامج التعليمية والتحسيسية خلال فترة الحجر الصحي، بل امتدت إلى تعليم اللغات الأجنبية والمهارات الحياتية على أثير الإذاعة الوطنية"، مشيرا إلى أن هذه "التجربة كرست مكانة الإذاعة الوطنية، ومعها الإذاعات الجهوية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فاعلا محوريا وتاريخيا في المحطات الكبرى التي تعرفها بلادنا". وأضاف أنه "رغم التحولات الرقمية المتسارعة لوسائل الإعلام، تحافظ الإذاعة على حضورها الثابت وتؤدي أدوارها القوية، وهو ما تعكسه نسب الاستماع إليها". بدورها أبرزت صباح بنداود، المديرة المساعدة المكلفة بالإذاعات الجهوية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن "هذه الخدمات الجهوية تضطلع بدور كبير في تجسيد مبدأ إعلام القرب، وتميز أداؤها خلال فترة تعليق الدراسة بالأقطاب الجامعية في المغرب بسرعة الاستجابة لحاجيات هذه الأزمة، لاسيما الاستمرارية البيداغوجية، فخصصت 2970 ساعة لبث 980 درسا جامعيا"؛ مضيفة أن "هذا الدور الذي اضطلعت به إستراتيحي، وفتح أفقا جديدا بشأن المستقبل، خصوصا التأسيس لعلاقة جديدة بين المرفق الإعلامي العمومي الجهوي والجامعات المغربية، في مجال نقل المعرفة عبر الإعلام". وساهمت في هذه الندوة كذلك كنزة المهاجر، مسؤولة برامج التعليم والإنجليزية في المركز الثقافي البريطاني بالمغرب، التي أشادت ب"المساهمة الكبيرة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في ضمان تكافؤ الفرص بين التلاميذ خلال تعليق الدراسة الحضورية، بفضل نجاح الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في تأمين تغطية بث خدماتها لعموم أقاليم المغرب بنسبة 100 في المائة، مما مكن تلاميذ المناطق غير المجهزة بتغطية شبكة الأنترنت من متابعة دروسهم عن بعد". كما استعرضت "الحصيلة المشرفة للشراكة والتعاون بين المركز الثقافي البريطاني والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في مجال بث برنامج"Obla Air" ثم "English Time" الخاصين بتعليم اللغة الإنجليزية والمهارات الحياتية". من جانبها، أكدت لطيفة سبأ، رئيسة مصلحة الإنتاج العربي في الإذاعة الوطنية، على "الدور الكبير للإذاعة في نقل المعرفة بفضل تميزها كوسيلة إعلام بالقرب من المواطن، وسهولة استعمالها، والاستماع إليها حتى في لحظات انشغال المستمع بأمور حياته اليومية، مما يجعلها ناقلا ملائما للمعرفة إلى أوسع فئات المجتمع؛ وبثها معلومات وأخبارا تتميز بالمصداقية، فكان لها الفضل خلال فترة اشتداد الجائحة في مكافحة الأخبار الزائفة وتوعية المواطنين وحمايتهم من التهويل والمعلومات الخاطئة". يشار إلى أن "فعاليات الرواق المؤسساتي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في الدورة ال27 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، المنعقد بالرباط، مستمرة إلى غاية 12 يونيو الجاري، وتتنوع فقرات برنامج أنشطتها لتضم موائد مستديرة للنقاش المفتوح حول أدوار الخدمة الإعلامية العمومية في تثمين الثقافة والكتاب، وإحياء الذاكرة الإعلامية الوطنية بتكريم واستعادة مسار وإسهامات عدد من الكفاءات المهنية التي نذرت حياتها المهنية لخدمة الثقافة عبر الإذاعة والتلفزيون، وكذلك استطلاع وتلقي ملاحظات المشاهدين عبر منصة الوسيط".