تسبب الزلزال الذي هز منطقة الريف، زوال الجمعة، ووصلت قوته إلى 5,2 درجات على سلم ريشتر حسب مواقع الرصد العالمية، في إصابة ساكنة أقاليم الحسيمة والدريوش والناظور ومليلية المحتلة بحالة ذعر. وسارع عدد كبير من السكان، حسب ما عاينته هسبريس، إلى الخروج من منازلهم إلى الشارع والمكوث في الخارج للحظات تحسبا لوقوع كارثة. كما تخوف الكثير من وقوع هزات ارتيادية، وأبدوا استعدادهم للبقاء في حالة ترقب بشكل يستحضر سيناريو زلزال 2004 بالحسيمة. ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات تكشف عن حجم الذعر الذي أحسوا به خلال الهزة الأرضية، التي استمرت لثوانٍ ولم تسبب في أية خسائر تذكر حسب المعاينات الأولى. وقال محمد مفتوح، ساكن بحي أولاد إبراهيم بالناظور: "كنا في المسجد لصلاة الجمعة حين اهتزت الأرض بقوة؛ ما اضطر معه أغلب المصلين إلى الخروج من المسجد والبقاء خارجه لبضع دقائق". وتابع مفتوح حديثه قائلا: "كان الزلزال قويا اهتزت معه النوافذ والمصابيح وزجاج الثريات، كما تسبب في سقوط بعض الأحذية من الرفوف المثبتة على جدران المسجد". ومن جهته، قال عبد اللطيف المجدولي، ساكن بحي محمد عبد الكريم الخطابي بالناظور: "بعد الهزة القوية، سارع الجيران ممن كانوا في منازلهم إلى الخروج، كما سُمع صراخ الأطفال الصغار، وسادت حالة استنفار شديدة في الحومة التي أقطن بها". وأوضح المتحدث "أن الزلزال كان قويا مقارنة مع الهزات الأرضية السابقة التي تعود عليها سكان منطقة الريف"، مشيرا إلى أن زلزالا بهذه القوة وبهذا الحجم من إثارة الذعر لدى السكان لم يحدث منذ سنة 2016". وقال خالد مسكيني، ساكن بجماعة إمزورن إقليمالحسيمة: "ذكرتنا هذه الهزة الأرضية القوية بسيناريو زلزال 2004، الذي عشنا فعلا أحداثه المأساوية بوفاة العشرات وإصابة آخرين وتشريد الأسر والعائلات التي تهدمت منازلها". وأضاف المتحدث: "اضطررنا حينها إلى المبيت في الخيام، التي نصبناها في الخارج خوفا من تكرار السيناريو. وأعتقد أن هذه الهزة اليوم ستجبر الكثيرين على المكوث في العراء، خاصة من عايشوا مأساة زلزال الحسيمة وظل شبحا يطارد خيالهم". وأكد مسكيني أن "الزلزال في منطقة الريف، التي تعد نشطة جيولوجيا، صار مصدر رعب حقيقي للساكنة، وإن كنا قد تعودنا على حدوث الهزات الخفيفة التي نشعر بها أحيانا؛ لكن ذلك لا يمنعنا من استحضاره كخطر طبيعي قد يسبب كارثة ومأساة في أية لحظة". وتعليقا على الحدث بإقليم الدريوش، قال أبو عبد السلام زكرياء، الساكن بجماعة بن الطيب: "في حقيقة الأمر، أضحت الهزات الأرضية التي تشهدها مختلف مناطق الريف عادية لدى العامة لكثرتها، خاصة في الآونة الأخيرة، إذ يتناقل الجميع أخبار الزلازل في مواقع التواصل الاجتماعي كحدث عابر". وأضاف المتحدث قائلا: "إن ما تجب مناقشته حقيقة هو الغياب التام لتدخل الجهات المعنية التي لا تقدم أية إمكانات ولا تكلف نفسها وضع إشارات للمناطق التي تشهد الهزات، كما تجب أيضا مناقشة غياب الدراسات والأبحاث العلمية حول الأسباب المتكررة لحدوث الزلزال في منطقة الريف". يضاف إلى ذلك، تابع أبو عبد السلام، "عدم تنظيم دورات تحسيسية لفائدة الساكنة حول مخاطر هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها"، منتقدا ما سماه الاكتفاء ب"نقل الجهات الرسمية لأخبار الزلزال في كل مرة بشكل يزيد من رعب الناس في الريف ولا ينفعهم في شيء". ونقلت صحيفة "ألفارو دي مليلية" خبرا عن أضرار مادية أصابت بعض المنازل بالثغر المحتل. كما كشفت، استنادا إلى تصاريح السكان، عن حجم الذعر الذي شعروا به بعد الهزة الأرضية القوية؛ ما اضطرهم إلى ترك منازلهم". كما نقلت الصحيفة الإسبانية وصول قوة الزلزال إلى الأندلس، حيث شعر بها سكان مالقة وألميريا ونيرخا وغرناطة واستيبونا وتوري ديل مار... والمناطق المجاورة. ويذكر أن الهزة الأرضية، التي حددت بؤرتها ببحر البوران، سجلت على عمق 8 كيلومترات، وعلى بعد 38 كيلومترا عن مركز مدينة الحسيمة، عند التقاء خط العرض 35.5 شمالا، وخط الطول 3.65 غربا، وعند الساعة الواحدة زوالا و35 دقيقة و49 ثانية بتوقيت غرينتش +1.