يمكن للحاج حمله كالهاتف الجوال.. يشمل مناسك الحج، والأدعية المستحبة، والقرآن الكريم كاملا باللغة العربية واللهجات المغربية الثلاثة: (تمزيغت وتريفيت وتشلحيت).. إنه "مرشد الحاج" الإلكتروني الذي استفاد منه نحو 25 ألف حاج مغربي هذا العام. "" ففي بادرة هي الأولى من نوعها قامت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالمغرب بتعديل جهاز "إم بي 3" من صناعة صينية، ليستعين به الحجاج في تأدية المناسك. ويضم "مرشد الحاج" الإلكتروني 15 زرا، خصص أحدها للقرآن الكريم، وأربعة لدروس عن مناسك الحج باللغة العربية واللهجات المغربية المحلية الثلاث (تشلحيت وتمزيغت وتريفيت). وخصصت تسعة أزرار بالجهاز للأدعية المسنونة والمستحبة في الحج عند الإحرام والتلبية، وعند رؤية البيت، وعند الصلاة بين الركنين، وعند شرب ماء زمزم، والسعي بين الصفا والمروة، وعند الوقوف على منى، وعند المشعر الحرام، وفي يوم وقفة عرفات، إضافة إلى أدعية مختلفة للطواف والسعي والوقوف، فيما خصص زر آخر للتشغيل وموضع السماعات. ولتيسير استعمال الجهاز على الحجاج الأميين، ألصقت على الأزرار صور تبين مضمون الدروس والأدعية التي يمكن للحاج الاستماع إليها عند الضغط على كل زر. حقيبة الحاج وفي تصريح خاص ل"إسلام أون لاين.نت" قال مصدر مسئول بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية: "إن الجهاز استفاد منه أكثر من 25 ألف حاج مغربي من حجاج البعثة الرسمية، وهو تطوير لمحتوى حقيبة الحاج التي تضم شريطا سمعيا وسي دي -أسطوانة مدمجة- وهو عملي جدا؛ إذ يمكن للحاج حمله كالهاتف المحمول والاستعانة به عند الحاجة". وذكر المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الجهاز الرقمي (جهاز "إم بي 3") "شهد إقبالا لافتا من قبل الحجاج، الذين يسألون عنه قبل غيره من تجهيزات الرحلة المباركة، بما في ذلك أماكن السكن بالأراضي المقدسة". وأشار إلى ورود طلبات من وكالات سفر خاصة وبعض الحجاج من دول أخرى إلى الوزارة لمدهم بعينات من "مرشد الحاج" الإلكتروني. التيسير ولفت المصدر ذاته إلى أنه "عندما اقترحت فكرة الجهاز لم يتحمس لها بعض المسئولين؛ حيث اعتبروه مثل الكاميرات البلاستيكية، التي عادة ما يجلبها الحجاج لذويهم بعد عودتهم وتحمل صورا للمناسك، إلا أن شدة الإقبال عليه غيرت النظرة له كليا". وحول استعمال اللغة العامية واللهجات المحلية في توضيح المناسك، أكد المصدر أنه "يدخل ضمن تبيين مبادئ الدين لعامة الناس؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بلسان مبين، خاصة أننا نعلم أن الحجاج ليس كلهم من النخب المثقفة، كما أن معرفتهم بمناسك الحج تستغرق وقتا كبيرا، وهو ما لا يتيسر". وتنخرط مبادرة الجهاز الرقمي ضمن مجموعة آليات أخرى دشنتها وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالمغرب هذا العام ومنها تصميم موقع إلكتروني خاص باسم "ركاب الحجاج"، يضم كل ما يحتاجه الحجاج من إجراءات تنظيمية وإدارية وعلمية. الإلكتروني لا يُغني ورغم تثمينه لفكرة الجهاز التي اعتبرها "خطوة متقدمة جدا في توظيف التكنولوجيا لتقريب أصول الدين للمجتمع" شدد الدكتور أوس الرمال، الداعية الإسلامي بمدينة فاس، على أن "مرشد الحاج" الإلكتروني "لا يغني عن دور المرشدين الدينيين المرافقين للحجاج في تتبع سلوكهم، ومساعدتهم في أداء مناسك الحج". وقال الرمال في تصريح خاص ل"إسلام أون لاين.نت": "استثمار جهاز إم بي 3 لتقريب أصول الدين أفيد وأكثر سهولة في الاستعمال، وتبقى الملاحظة حول الحيطة في المضمون المدرج فيها، كما أن إرفاق صورة معبرة مع الزر يتماشى مع أسلوب التيسير، خاصة أن أكثر الحجاج أميون". ورفض الرمال المقارنة بين "مرشد الحاج" الإلكتروني، وبين ما استجد من استخدام أجهزة التلفزيون في الوعظ الديني بالمساجد؛ حيث أعرب عن رفضه للأسلوب الأخير؛ لأنه "من شأن استعماله بالمسجد عدم الاستفادة من الواعظين المتطوعين، وتغييب الدفء التربوي".