كشفت مصادر متطابقة مقربة من التحقيقات المعمقة التي تباشرها الأجهزة الأمنية، تحت إشراف الوكيل العام لاستئنافية طنجة بشأن قضية مصرع مهاجر غير شرعي من جنسية كاميرونية، بأن الأمر يتعلق بتصفية حسابات بين بعض المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء لها علاقة بالاتجار في المخدرات الصلبة. وأضافت ذات المصادر أن الأجهزة الأمنية تسابق الزمن لإماطة اللثام عن جميع الملابسات المحيطة بهاته القضية بعد إمساكها ببعض الخيوط التي من شأنها أن تقود إلى توقيف المتورطين فيها. وعن المعطيات التي أشارت إلى كون العناصر الأمنية متورطة في هذا الحادث على إثر تنفيذها لتدخل أمني بمنطقة بوخالف التي تعتبر معقلا للمهاجرين السريين جنوب الصحراء، فند مصدر من ولاية الأمن رواية المهاجرين الأفارقة جملة وتفصيلا، مؤكدا أنها "لا تستند على أي دلائل دامغة" وأنها لا تعدو أن تكون محاولات للركوب على الحادث بهدف إرغام السلطات العمومية على إيقاف عمليات ملاحقتهم وترحيلهم إلى خارج الحدود المغربية، مضيفا في تصريح لهسبريس أن القوات العمومية "تحرص في جميع تدخلاتها على الاحترام التام للقانون الجاري به العمل والتقيد بجميع المواثيق الدولية المعمول بها في مجال الهجرة غير الشرعية". "الخوفُ لا يزَال مخيمًا هنَا، ومن النَّاس من ترددَ فِي بعثِ أبنائه إلى المدرسَة بعد مَا حصلَ، على مرأى النَّاس، من فوضَى لم يسبقْ وأنْ شهدُوا لهَا مثيلًا" هكذَا استهلَّتْ إحدى شهود العيان حكيهَا لهسبريس عمَا أعقبَ مقتل المهاجر الكاميرونِي، فِي طنجةِ، من احتجاجٍ رفعَ فيه مهاجرون من إفريقيا جنوب الصحْرَاء شعاراتٍ ضد الأمن بدعوى تورط عناصره في دفع صديقهم من شرفَة البيت. السيدة التِي تقطنُ شقَّة معظمُ سكانهَا من الأفارقة، بالحيِّ، غير بعيدٍ عن المكان الذِي انطلقت منه شرارة الغضب، رفضتْ أنْ تكشفَ عن اسمهَا خشيةً مما قدْ يأتيها من متاعب ، قالتْ إنَّ ما أثير فِي الكثير من الصحافة، حول تسببِ رجال الأمن فِي مقتل الشَّاب، لمْ يكن صحيحًا.. "عددٌ من السكان هنَا شاهدُوا حواليْ 3 مهاجرِين أفارقة يطاردُون الشاب الكاميرونِي الذِي كانَ حاملًا لمحفظةٍ على ظهره، حتَّى دخلَ العمارة، وسقط من شرفة إحدَى شققها". المتحدثَة ذاتها، التِي شاهدت الجثَّة في مشهدٍ وصفته بالفظيع، قالتْ إنَّ ذات الأفراد وجدُوا أنفسهم فِي ورطةٍ بعد سقوط مطَارَدهم من شرفة العمارة، فلمْ يجدُوا خيرًا من مشجبِ الأمن ليعلِّقُوا عليه حادثة الوفاة "إحدَى الكاميرونيَّات أكدتْ لِي أنَّ "المغاربة ليسُوا مسؤولِين عنْ وفاته"، شأنَ آخرين منهم، لمْ يتوجهُوا للمغاربة بالاتهَام، قائلين المشكل داخليٌّ" تقول السيدة. مقْتل الشاب الكاميروني، ليستْ إلَّا القطرة التِي أفاضتْ الكَأس، حسب السيدة التِي تحدثتْ لهسبريس.. "نعيشُ هنا فِي بوخالفْ جحيمًا مع أولئك المهاجرِين الذِين جلبُوا الكثير من الإزعاج للسكان، حتَّى إنَّ عماراتٍ كثيرة كسرُوا أبواب شققها وسكنُوها بالعشرات لغياب مالكِيها، وغالبًا ما يخلون الأمكنة قبل وصول الشرطة إلى عين المكان" تقول المتحدّثة لهسبريس. نفس شاهدة العيان زادت: "نحن لسنَا عنصريِّين، ولا نترددُ فِي مساعدة هؤلاء، لكننا سئمنَا العيش هنا.. لكمْ أن تتخيلوا الحركة في عمارة يسكن كل شقة من شققها العشراتُ منهم، ونتانة الرائحة، والحديث بصوتٍ عالٍ"، مضيفةً: "قبلَ أيامٍ عثر على صحفيين أجنبيين، أحدهما من الدانمارك والآخر من الولاياتالمتحدة، اكتريا شقَّة بالحيِّ من المهاجرِين مقابل 3 آلاف درهم، هناك بيوتٌ خربتْ، وانتزعت أبوابها ونوافذها، فيمَا مالكوها بالخارج، لا يعلمون ما لحقَ ببيوتهم من أذَى".