منذ تأسيس اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية سنة 1922، إثر نجاح ثورة 1917، لم تكن أوكرانيا إلا جمهورية من الجمهوريات الخمس عشرة المكونة للاتحاد المنهار سنة 1991، الذي بدأ اليوم سنة 2022، أي بعد مرور 100 سنة / قرن على التأسيس، استعادة حدوده الموروثة عن الثورة، بعد ظهور تهديدات حقيقية وجدية للأمن القومي الروسي، إذ شكل ويشكل تمدد حلف شمال الأطلسي – الناتو- في دول أوربا الشرقية خطرا على المصالح العليا لروسيا في المنطقة التي تعتبرها مجالها الحيوي . وفي هذا السياق قدمت روسيا في ديسمبر مشروعي معاهدتين تحتويان على طلبات بشأن ما أشارت إليها باسمِ «الضمانات الأمنيّة»، بما في ذلك تعهد ملزم قانونًا بأن أوكرانيا لن تنضمَّ إلى حلف شمال الأطلسي، وكذلك خفض عدد قوات الناتو والمعدات العسكرية المتمركزة في أوروبا الشرقية، وهدَّدت «برد عسكري غير محدد» إذا لم تتم تلبية هذه المطالب بالكامل. وأمام تعنت حلف شمال الأطلسي وتطبيقه سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الغرب بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية ( التدخل في العراق، سوريا، ليبيا ...) اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا في فبراير من سنة 2022 للدفاع الشرعي عن مصالحها العليا، في "حرب استباقية" يهدف من ورائها "الكريملن" إلى جعل أوكرانيا دولة منزوعة السلاح؛ وهي الخطة التي يصر بوتين على الذهاب فيها بعيدا، إلى درجة تحييد أوكرانيا واستعادتها للوطن الأم، إذ اعتبر في مقالة له صادرة سنة 2021 تحت عنوان: "الوحدة التاريخية للروس والأوكرانيين" أن الروس والأوكرانيين "شعبٌ واحدٌ".