قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، إن "الجزائر تجند إمكانات مالية هائلة في مناوراتها ضد مصالح المغرب في قضية الصحراء، وبأنها تستخدم دبلوماسيتها من أجل هذا الغرض في مختلف المحافل الدولية"، مردفا أن "المغرب رغم كل تلك المحاولات حاول الحفاظ على وشائج الأخوة مع الجزائر". وتابع بنكيران، لدى أجوبته زوال اليوم على مداخلات فرق أحزاب الأغلبية والمعارضة خلال الجلسة الشهرية لمجلس النواب حول موضوع الوحدة الترابية للملكة، بأن المغاربة "ماغايتبدلوش على الجزائريين..حنا خوتهم، والخُّوت خصك تحمّْلهم"، مشددا على أنه في نفس الوقت "يجب على الجزائر أن تعلم أن المغرب لن يفرط في وحدته الترابية". وأبرز بنكيران أن ملف الصحراء يقوده الملك محمد السادس، وسيبقى يقوده، و"نحن معه حكومة وشعبا وجيشا"، فالصحراء قضية كبيرة وعظمى وإستراتيجية غير قابلة للتراجع" على حد تعبير رئيس الحكومة الذي زاد بأنه "لا مكان للإسفاف في القول، ولا قبول كلمة خارج الموضوع، أو غير متناسبة مع حجم القضية" في إشارة ضمنية إلى بعض مداخلات فرق المعارضة. واستطرد بنكيران بالقول "نحن على حق فيما يخص قضية الصحراء، وهذا الحق مسنود بالإجماع الذي امتد على مدار أربعين سنة، تجاوب فيها الشعب مع الملك من خلال التضحيات الجسيمة التي بذلها، حيث كان يلبي النداء كلما طُلب منه ذلك، وأبان عن صمود كبير على حدود جيراننا هداهم الله" وفق تعبير بنكيران. وفي إشارة إلى متانة الصلة التي تربط سكان الصحراء بملوك المغرب، أوضح بنكيران أنه بعد نفي السلطان محمد الخامس رحمه الله، قامت ساكنة الصحراء بالتقصير في الصلاة، وإفطار شهر رمضان، معتبرة أنها توجد في حالة جهاد إلى ان يرجع ملك البلاد إلى وطنه. وأفاد رئيس الحكومة أن "موقف الدول والمنظمات الدولية حاليا من قضية الصحراء ليس نابعا من عبث، بل هو نتيجة تقدير للمغرب وقائده الملك محمد السادس"، مؤكدا أنه "لا يمكن للباطل أن ينتصر على الحق، رغم إمكانية الوقوع في الأخطاء فيما يخص تدبير هذا الملف". وأبدى بنكيران اتفاقه مع الدعوة التي تطالب بإرساء المزيد من الإصلاحات كضمانات سيساية لكسب ملف الصحراء، قبل أن يؤكد أن الحكومة تحاول خلال مسارها الذي يمتد إلى حوالي سنتين أن تقوم بهذه الإصلاحات بالرغم من أن الأمور أحيانا لا تسير بالسرعة المرجوة".