في خطوة ذات أبعاد أمنية إستراتيجية، أحدث المغرب منطقة عسكرية جديدة هي المنطقة الشرقية؛ وذلك لأهداف جرى الكشف عن بعضها، مرتبطة بمحاربة التهريب والهجرة. وهذه المرّة الأولى التي يتوجّه فيها المغرب شرقا لإنشاء منطقة عسكرية متكاملة، على غرار نظيرتها في الجنوب، وذلك في أعقاب عمليات عسكرية متعاقبة أدت إلى تحرير مناطق واسعة، تحت إشراف الجنرال دو بريكاد قائد المنطقة الجنوبية فاروق بلخير. وجرى تعيين الجنرال محمد مقداد قائدا للمنطقة الشرقية، وهو المسؤول العسكري المعروف في أوساط الجيش بخوضه معارك في الصحراء المغربية، وكان ضابطا ساميا في المنطقة الجنوبية. وخطوة إحداث منطقة عسكرية شرقية ترمي إلى تعميم النظام الدفاعي والعيش العسكري الخاص بالمنطقة الجنوبية على المنطقة الشرقية (أي على كامل الحدود البرية للمملكة). والغاية من إحداث هذه المنطقة هي الحد من الجريمة العابرة للحدود والتهريب والهجرة غير الشرعية... و"تعزيز قدرات الدفاع عن حوزة وسلامة أرض المملكة". محمد شقير، الخبير في الشأن الأمني والعسكري، قال إن الغرض من إنشاء منطقة عسكرية جديدة في شرق المملكة هو مواجهة تهديدات الجزائر، التي أصبحت تتمركز في الجهة الشرقية وتنصب قواعد عسكرية في الحدود". وأوضح شقير، في تصريح لهسبريس، أن "القوات المسلحة الملكية تضع، بشكل مسبق، جميع السيناريوهات الممكنة لمواجهة الوضع الحدودي"، مبرزا أن "المنطقة العسكرية الشرقية ستكون امتدادا إستراتيجيا للمنطقة الجنوبية، حيث سيكون أساس التحرك هو نهج أسلوب دفاعي لإبعاد جميع التهديدات". وشدد الخبير ذاته على أن "الجيش الجزائري تمادى في إطلاق تهديدات وأقام مناورات على الحدود الشرقية، وهو ما يتطلب تحركا حازما من القوات المسلحة الملكية".