منذ تنصيب حكومة عزيز أخنوش تكون قد مرت مائة يوم على سقوط حكومة الإسلاميين بالمغرب غير المأسوف عليها، التي ذهبت بدون رجعة تاركة وراءها المغاربة غارقين في خيبات ابن كيران وقرينه العثماني الطبيب النفساني. مائة يوم بدون حكومة الإسلاميين الذين أوهموا الشعب بالتغيير ومحاربة الفساد، ولكنهم في الواقع لم يغيروا إلا أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، ولم يحاربوا الفساد واعتبروه محميا من قبل التماسيح والعفاريت، لهذا حاربوا الفقراء والطبقة الوسطى، باتخاذهم قرارات لا شعبية لم تستطع الحكومات السابقة الإقدام عليها، أليس في عهدهم جُلد المعطلون من الدكاترة؟ أليس في عهدهم تم إقبار مرسوم التوظيف المباشر؟ أليس في عهدهم منع الموظفون من الترقي بالشواهد؟ أليس في عهدهم تم ترسيم بدعة الأجر مقابل العمل وأصبح الحق في الإضراب قاب قوسين؟ أليس في عهدهم حوكم شباب 20 فبراير الذي أوصلهم حراكه للحكومة؟ أليس في عهدهم انتهكت الحريات والحقوق الجماعية والفردية؟ أليس في عهدهم هجمت شبيبات التجديد الطلابي على الجامعات؟ أليس في عهدهم أحرقت الزيادات الصاروخية في المواد الغذائية الأساسية جيوب الفئات الهشة؟ مائة يوم مرت على تواري خطاب العدمية والشعبوية والتهريج، والحروب التي فتحها حزب بلا عدالة ولا تنمية بل ساهم في إفشال ما بنته الحكومات السابقة، حتى إن أعلى سلطة في البلاد أعلنت عن فشل النموذج التنموي في ظل حكومة الإسلاميين، وفي ذلك إدانة غير مباشرة لتدبير الإسلاميين للشأن العام في ظل ولايتين متتابعتين وسنوات عجاف عانى فيها المواطنون من ازدواجية الخطاب المنبري للإسلاميين الذين تاجروا بالدين وارتقوا في السلم الاجتماعي على حساب عرق المقهورين.