اليوم أحاول أن أبدل قلمي ومدادي بصوتي وصورتي لأرد بكل صدق وتقة بالنفس وبكل وطنية على الرئيس المريض والعدو الأول للوحدة الترابية بوتفليقة فما أقدم عليه هذا الرجل الذي عاش في أحضان المغرب واستفاذ من خيراته وتعلم في جامعاته وتأطر من مدارس أحزابه زاغ لغريب وللإنفصال بعدما أصبح مسؤولا بدولة الجوار , فخطابه من ابوجا ليس جديدا فقد عودنا عن خرجاته المعادية للوحدة الترابية منذ ان كان وزيرا للخارجية واستشاط غضبه وحقده مباشرة بعد منصب رئيس الجمهورية حيث قدم الدعم المالي والعسكري والمخابراتي لجبهة البوليساريو محافظا على ايوائهم فوق التراب الجزائري لبث الفتنة داخل المغرب الآمن (...) فرسالته من أبوجا لا تخلو من النوايا السيئة ولا من المؤامرة ضد الوحدة الترابية فاعترافه رسميا بأن البوليساريو ملحقة خامسة تابعة للجيش الجزائري فإنه يوقع رسميا على أن الصراع في ملف الصحراء هو صراع مغربي جزائري وعندما يكون الخطاب بهذا الشكل ورسميا بلسان رئيس دولة فلابد من أخذ الحيطة والحذر وكل الإحتياطات اللازمة لصد أي مجابهة او إرهاب اعتبارا أن البوليساريو تدعم الإرهاب وتفعله بكل الوسائل المتاحة لها فالمستوى الذي وصل إليه الرئيس بوتفليقة يؤكد مرضه الحقيقي وإفلاس المؤسسة الرئاسية في دولة مالي وغرب تونس ودعمها لجماعة " مختار بلمختار " مما جعل المنتظم الدولي يتخلى عنه لممارسته سياسة عشوائية جاهلة بالمنطقة أفقدته التخطيط المحكم والمتوازن حيث في المقبل وجد المغرب يدعم دولة مالي بخبرته وآلياته في شتى الميادين دفعه الحقد المكين من توجيه تحريضه الكامل ضد المغرب في سيادته ليطوي مطالب مجلس الأمن الداعية ألى إحصاء سكان المخيمات ومن جهة أخرى بدا يروج لأطروحة مراقبة حقوق الإنسان التي سبق للمغرب أن انتصر فيها أمام قرارات الخارجية الأمريكية وهو مطلب انتهازي غادر مصلحي لكون العالم يعرف جيدا بأن المغرب كان واضحا منذ مسيرته الخضراء فالمغرب في صحرائه والصحراء في مغربها فكان من واجب المغرب من تنمية هذه المنطقة وجعلها في مصاف المدن الكبرى والعمالات الأقاليم وحظيت ولا فخر والزائر يؤكد النهضة التنموية والحقوقية . فما شهدناه من أحداث كانت وراءه المخابرات الجزائرية وانفصاليي الداخل من بلطجية يناورون كلما حل ضيوف ومسؤولون على المنطقة ليعاد مسلسل حقوق الإنسان لكن في كل مرة تظهر الحقيقة وتخيب الجزائر والبوليساريو ويصفعون من قبل المجمع الدولي . لابد وأن استشهد بخطاب للراحل الحسن الثاني رحمه الله عندما قال متنبئا بما يجري اليوم وبعد رحيله 14 عاما وكأنه حي يعيش بيننا لحظة بلحظة :" شعبي العزيز عليك أن تكون الرقيب الشهيد على نفسك طيلة القرون لأن قضية الصحراء لن تقف عند الحدود ، فدائما ستبقى محسودا عليها والأطماع دائما متوجهة نحوها وستكون مكاييد ضد الصحراء تتلون فهي تارة بوليساريو وتارة الشعب الصحراوي . وفي القرن المقبل ستظهر المؤامرة في شكل أخر فعليك شعبي العزيز أن تبقى دائما على يقظة دائما مستعدا لخوض المعركة دائما مستعدا للإظهار على أن مسيرتك الخضراء السلمية لم تحكم عليك نهائيا بالمسالمة بل إن قدراتك ومواهبك الحربية والعسكرية موجودة كذلك فيك كامنة فيك لم تمت وستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها " وهنا تلتقي كلمة الراحل الحسن الثاني بخطاب الملك محمد السادس من خلال افتتاح البرلمان في دورته التشريعية لأكتوبر 2013 مطالبا نواب البرلمان والإعلام والأحزاب والمجالس المنتخبة بالتحرك وعدم انتظار فقط المبادرات الملكية ... يقول الملك" الوضع صعب والأمور لم تحسم ومناورات خصوم وحدتنا الترابية لن تتوقف " كلمتين ساميتين لابد من إعطائهما الإهتمام الكبير في ملف الصحراء والوحدة الترابية وأخذ العبرة والحذر من القادم والآتي على أن لا يستها بأي من التدابير . فقبل أن انهي كلمتي هذه لابد وأن أكون في مستوى تطلعات ملك البلاد من خلال خطابه وأن أتحلى بالصراحة وأقول من على ها المنبر : أننا نفتقد لمرصد استراتيجي ينتج دراسات مخصصة في رصد الواقع الحقيقي يطور ملف الصحراء بعيدا عن سلوك السهرات الكبرى ونظرة الحلول من خلال الحفلات والغناء والرقص والفولكلور وترديد الإسطوانات التي تنتهي في ظرفها وآنيتها فليس بين أيدينا ولا دراسة تحذر من الوضع في الصحراء دوليا إلى أن جاء الخطاب الملكي الأخير كما أتأسف لبعض من يقدمون أنفسهم محللين سياسيين أو خبراء في قضية الصحراء وملفها الثقيل وتغيبهم عن الأسباب الحقيقية لتجميد اتفاقيات الصيد البحري وإرغام المغرب على بعض التنازلات وكذا عدم الإفصاح وتنوير الرأي العام بإحداث لجنة تقرير المصير من قبل أعضاء الكونغريس الأمريكي وغيرها من الحقائق في غياب تام للوبي مغربي حقيقي قد يساهم فعلا كقوة ضاغطة وليس كمضخ لأموال الخزينة دون العطاء , كما لا يمكن الإستهانة بالفاعلين الجمعويين في الولاياتالمتحدة وإعلاميين وكتاب وأدباء ودورهم في هذا الإطار الداعم وتبقى المعضلة في أن القائمين على تدبير الشأ ن العام من حكومة وأغلب الأحزاب باستثناء بعضها لاهون عن ملف الوحدة الترابية غير مبالين إلا فيما يهم مناصبهم وانتخاباتهم وما يذر عليهم أموالا طائلة لترويج حساباتهم البنكية متناسين المصالح العليا للبلاد والعباد الذي يستحق كل تكريم. * صحفي مغترب بالولاياتالمتحدة الأمريكية