كاريكاتير حسن عين الحياة من أسبوعية المشعل تراهن الجهات الرسمية على عاملي الزمن والثقوب التي تميز الذاكرة الجماعية للمغاربة،من أجل طي ملف حسن اليعقوبي وجعله يلتحق بملفات أخرى أريد لها أن تبقى طي الكتمان لأن فتحها ومتابعة أطرافها يتعارض مع مصالح اللوبي المخزني ... ويكفي أن نتساءل حول مصير لجنةالتقصي التي أحدثت على خلفية الأحداث المؤلمة التي عرفتها مدينة سيدي إيفني،والتي تشير كل الشهادات والأنباء القادمة منها إلى أن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان قد وقعت بها. "" فحسن اليعقوبي لم يطلق النار على شرطي أراد أن يقوم بواجبه المهني وبما يمليه عليه ضميره والقانون الذي تم تنصيب من أجل سيادته فحسب،وإنما كذلك،قام بالتنظير وشرح نظريته والتي جاءت لتقوم بتحليل الواقع المغربي والكشف عن المضامين العامة له،والمنظور القروسطوي للإنسان من طرف نخب رثة تستفيد من وضعيتها الاعتبارية على رأس الهرم المغربي . ووفقا لذلك فإن التيار الاستبخاشي هذا،يجسد مثالا للقدوة السيئة والتي لايمكن لعاقل إلا أن يرى فيها نهلا من المنهج المخزني التليد،وتطبيق لقواعده ورؤياه تطبيقا جديرا بالتأمل والملاحظة . وبذلك فإن" النظرية اليعقوبية في وصف حال الأمة البخوشية " جديرة بوضعها في كتب التربية على المواطنة للفئات الناشئة من أجل وضعها أمام الصورة،ولأن ذلك وحده من سيعفينا من خوض نقاشات عقيمة حول جدوى تطبيق القانون على نماذج كثيرة يزخر بها المغرب من أمثال حسن اليعقوبي . وما يجب التركيز عليه أن إطلاق النار من قبل "شريف"على "بخوش" يعد حقا من حقوق المواطنة . ولذلك فإنه لم تكد تمضي سوى أياما رمضانية معدودات،حتى كان ابن والي كلميم بطل نازلة أخرى تسببت في مقتل مواطن أعزل وإصابة شرطي بعد مطاردة هوليودية بسبب السرعة الجنونية لسيارته والسياقة في حالة سكر . إلا أن الحادثة تبقى متوقعة إذاما تأمل المرء الطريقة التي تم بها تغيير مسار قضية حسن اليعقوبي،والتي جندت لها كل الوسائل وأخضعت كل السلط لمشيئة الاستبخاشيين الجدد. فلا الجهازالأمني والقضائي كانت لهما جرأة توقيف ومتابعة صهرالملك والتي أظهرت مرة أخرى أن المغاربة ليسوا سواسية أمام القانون . ولا إعلام "كولو العام زين" جهر بالحقيقة ومارس سلطته الإخبارية . ويكفي المرء أن يطالع ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء والتي قامت بتبرئة المتهم قبل أي جهة أخرى ولم ترى في الحادثة سوى كونها قد أسفرت عن جروح خفيفة . فما كان في النهاية إلا أن رست سفينة التخميناتعند مرضيدعى"الكورساكوف". والمغاربة يدركون جيدا معنى "الكورساكوف" كأحد أمراض الاحتقار،والذي كان السبب مرة أخرى فيما تعرضت له شرطية بمدينة وجدة والتي تكرر معها نفس السيناريو،مع اختلاف البطل،وإن كان محسوبا على نفس التيار. فبينما طالبت الشرطية أبناء أحد أعيان مدينة وجدة بأوراق سيارته بسبب مخالفة ارتكبها في شارع محمد الخامس،أشبعها ضربا وسبا،فما كان إلا أن أحست بالمرارة وهي تذرف الدموع حسرة على حالها . وعوض أن تقوم السلطات الأمنية بعد اعتقالالبطل بتنفيذ القانون فإنها قامت بالضغط على الشرطية من أجل التنازل عن الدعوة بعد تدخل جهات نافذة لصالحه . ولعل أخطر مافي هذا كله التصريح الذي أعطاه والي الأمن عبد الله بلحفيظ لجريدة المساء والذي اعتبر فيه الحادث عاديا ولايستدعي منحه اهتماما مبالغا فيه لأنه يدخل ضمن حوادث روتينية مشابهة تحدث بين السائقين ورجال الأمن . وللإشارة فإن الاعتداء وقع قبل يومين من العاشر من أكتوبر،وهو اليوم الوطني للمرأة،وربما يكون المغرب البلد الوحيد في العالم الذي يتم فيه تكريم المرأة والاحتفاء بها بهذه الطريقة المذلة في عيدها . وكان بإمكان السلطات أن تجعل من الحادث مناسبة لرد الاعتبار للمرأة ولرجال الأمن الذين أصبحوا بدورهم بحاجة لمن يحميهم من سادية "الاستبخاشيين الجدد"،وخاصة أن الأمر يتعلق بأحد رموز الدولة وسيادتها . ولو أن وزير الداخلية شكيب بنموسى كان له حرص حقيقي على هبة الدولة لكان سارع إلى إصدار تعليماته بشأن الاعتداءات المتكررة التي أصبح رجال الأمن يتعرضون لها باستمرار كي لايتم التساهل مع مرتكبيها للحفاظ على هبة الدولة،وإذا كان ضرب رجال الأمن بالرصاص ووصفهم بأقبح النعوث والتفنن في ذلك لا يعد مسا برمز من رموز الدولة وسيادتها فاسمحوا لنا أيها العقلاء بأن ندعوكم إلى إعادة النظر في التعريف المناسب للقانون،لأن هذا ما سيجعلنا نتعايش مع تهممن قبيل،الإخلال بالاحترام الواجب للمخزن.وذلك طبعا وفقا لما تنص عليه قوانين دولة مخزنستان العظمى . [email protected]