باللغة العبرية، صدر كتاب حول العاصمة الرباط بعنوان "الرباط، عبق تاريخ، إشعاع وتألق"، عن دار النشر "أكسيون التواصل". وسبق أن صدر هذا الكتاب باللغتين العربية والفرنسية، تحت إدارة محمد أمين بنعبد الله وسعد الحصيني، وشارك فيه مجموعة من الباحثين والمصورين، الذين تناولوا بالكلمة والصورة "تاريخ المدينة وتراثها ورجالاتها وفضاءاتها وتقاليدها". وبرئاسة فاطمة آيت محند، رئيسة المشروع، شارك في هذا العمل كل من: أحمد عيدون، هجر بن نزهة، وائل بنجلون، بثينة بناني، وفاء بناني، عبد الكريم بناني، فرانسوا كليمون، عبد الإله الفاسي، عبد الحق المريني، لطفي المريني، وجمال أحجام. كما شارك في الكتاب كل من: عبد الجليل الحجمري، سعد الحصيني، مصطفى الجوهري، منى المحمدي، فؤاد اسويبة، دافيد طوليدانو، محمد التويجر، وفريد الزاهي. وتحضر في هذا المؤلف صور كل من: تيدي سوكان، ماكسيم مييني، حسن نديم، تحت الإدارة الفنية لمحمد بنلحسن، والإدارة التقنية لكمال الحصيني. ويأخذ هذا الكتاب قارئه في رحلة مصوّرة داخل الرباط ومعمارها المغربيّ الأصيل، ومعمارها الكولونياليّ، وما تضمّه من معابد للدّيانات السّماويّة الثلاث، وما تزخر به من مآثر تشهد على غناها التاريخي؛ ليجد المتصفّح نفسه بعد ذلك أمام الرباط العاصمة اليوم، وأبرز معالمها المعاصرة، وشخصيّاتها البارزة، وما تشهده من حركيّة في مجال الفنّ والإبداع، والرياضة، وتحوّلات معماريّة وخدماتيّة تعكس رؤية واضحة لما يراد للمدينة أن تمثّله في المستقبل القريب. ويذكّر الكتاب بأنّ الرباط صُنّفت تراثا عالَميّا للإنسانية من "اليونسكو"، ويصفها بأنّها "مدينة ذات روح، ومدينة بصيغة الجمع، ومدينة للفنّ والثقافة"، ويزيد: هي "مدينة للأنوار، وعاصمة مغربيّة وإفريقية للثقافة، يكمن سرّها في تاريخها، لأنّه لا يوجد حيّ فيها ليس له تاريخ (...) ويبني مستقبلها". ويتحدّث الكتاب عن الموقع الجغرافي المتميّز والإستراتيجيّ للمدينة، وعن أنها كانت مأهولة منذ عصور ما قبل التاريخ، مستحضرا آثارها الرومانية، ونواتها المرابطيّة، ومراحل إعمارها وتوسيعها في العهود الموحدية، والمرينية، ثم الهجرة الموريسكية إليها؛ وصولا إلى ما تشهده اليوم من أشغال في إطار برنامج "الرباط مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية". ويتوقّف هذا المنشور الجديد عند التعبيرات الوطنيّة الأولى التي عرفتها العاصمة الرباط ضد الاستعمار، وما تلاها من عصيان لسياسة الإقامة العامّة، وتعبير وتنظيم للصفوف الوطنيّة، مقدّما أسماء وترجمات شخصيات وطنية من المدينة، مثل محمد اليزيدي، وعثمان جوريو؛ دون أن يكتفي بالنّصوص التاريخية والوصفيّة لتطوّرات المدينة وحاضرها، بل يشمل أيضا حديثا عن فنّ العيش الرّباطيّ، مقدّما للقارئ بتفصيل تقاليد العائلات الرباطية في الأكل، واللباس، والحديث، والاحتفال، في المناسبات الدينية والأُسريّة.