تناولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين الأزمة السياسية في بلجيكا، وإصلاح القانون الجنائي في فرنسا، وعودة أعمال العنف في مصر، والغارات الجوية التي شنها القوات الخاصة الأمركية في الصومال وليبيا. ففي بلجيكا، أثارت الأزمة السياسية في البلاد العديد من التعاليق في الصحافة المحلية، التي اعتبرت أنه هبت رياح حملة انتخابية قبل أقل من شهر على استحقاقات 2014. ووتطرقت الصحف على الخصوص إلى التصريات الأخيرة لزعيم الحزب الوطني الفلاماني بارت دي ويفر الذي غير موقعه وعبر عن استعداده لتشكيل تحالف مع الأحزاب الأخرى بعد الانتخابات. وكتبت صحيفة (هيت نيوبلاد) أن هذا التغيير يؤكد أن زعيم الحزب مستعد للدخول إلى الحكومة بشرط أن لا يكون الحزب الاشتراكي عضوا فيها. من جهتها، سلطت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين الضوء على العمليتين اللتان قامت بهما وحدات من القوات الخاصة الأمريكية بكل من الصومال وليبيا في إطار محاربتها للإرهاب. وكتبت صحيفة (الديلي تلغراف) أن العملية التي قامت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية بالصومال فشلت في تحقيق الهدف المتوخى منها، والمتمثل في القبض على زعيم جماعة الشباب الإسلامية الجهادية، في مقابل نجاح العملية التي قامت بها في ليبيا حيث تمكنت عناصر القوات الخاصة من اعتقال أبو أنس الليبي الذي يعد من قادة تنظيم القاعدة والتي تتهمه واشنطن بالوقوف وراء عمليتي تفجير السفارتين الأمريكيتين في تانزانيا وكينيا سنة 1998 واللتين خلفتا مصرع عشرات الأشخاص. وأضافت الصحيفة أن عددا من النواب البريطانيين يتوجهون إلى استدعاء وزيرة الداخلية تيريزا ماي لاستجوابها بخصوص اللجوء السياسي الذي منحته السلطات البريطانية لأبو أنس الليبي سابقا حيث كان يقيم في مدينة مانسشتر إلى غاية سنة 2000. من جانبها، تطرقت صحيفة (الاندبندنت) إلى قضية اللجوء السياسي الذي منح سنة 1995 لأبو أنس الليبي بالرغم من أنه كان مطاردا من طرف السلطات الأمريكية للاشتباه في ضلوعه في عملتي تفجيري السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا. وأضافت أن أبو أنس الليبي، قد خضع سنة 1999 للاستنطاق من طرف الشرطة البريطانية في أعقاب عملية استهداف السفارتين غير أنه تم الافراج عنه. وكان المحققين البريطانيين قد وجدوا أثناء تفتشيهم لمنزله كتيبا صادرا عن تنظيم القاعدة. وأشارت الصحيفة إلى أن أبو أنس غادر ليبيا في بداية سنوات التسعينات هربا من الضغوط التي كان يمارسها نظام العقيد القذافي ضد النشطاء الإسلاميين. وكتبت صحيفة (التايمز) من جانبها عن عملية القوات الخاصة الأمريكية بالصومال والتي منيت بالفشل بسبب سوء التخطيط، فيما حذرت صحيفة (الغارديان) من رد فعل محتمل للجهاديين الإسلاميين ولاسيما الناشطين منهم في ليبيا، والذين قد يشنون اعتداءات ردا على التدخل الأمريكي. وأضافت الصحيفة أن الحكومة البريطانية سارعت إلى التأكيد على نفي علمها المسبق بالعمليات العسكرية الأمريكية. وفي فرنسا، واصلت الصحف اهتمامها بمأساة جزيرة لامبيدوزا حيث كتبت صحيفة (لاكروا) في هذا السياق أنه إذا كان الاتحاد الاوروبي يرغب في تفادي مآسي جديدة والاخذ بعين الاعتبار كرامة أولئك الذين يطمحون للوصول الى اوروبا على حساب حياتهم، أن يتحرك على عدة مستويات ومن ضمنها تحسين بنيات الاستقبال على اراضيه والتضامن في ما بين دوله وتعزيز وسائل المراقبة والانقاذ بالحوض المتوسطي والتصدي لمافيا تهريب البشر والانخراط في سياسات التنمية المستديمة بافريقيا . من جهتها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بمشروع اصلاح القانون الجنائي الذي عرض الاسبوع المنصرم خلال مجلس الوزراء، مشيرة الى أن 75 في المائة من الفرنسيين يعتبرون أن هذا المشروع لن يمكن من مكافحة فعالة للانحراف. وأضافت الصحيفة انه اذا كانت وزيرة العدل كريستيان توبيرا ترغب في مصالحة الفرنسيين مع العدالة فإنه يتعين عليها اولا سحب مشروعها من جدول اعمال مجلس الوزراء، مشيرة الى ان الفرنسيين بحاجة الى الطمأنة وان المشروع يشكل مصدر قلق لهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. من ناحية أخرى أماطت صحيفة (ليبيراسيون) اللثام عن وثيقة خاصة يقدم فيها تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي بتفصيل مخططات السيطرة على مالي ومنطقة الساحل، موضحة أن هذه الوثيقة تكتسي طابعا استثنائيا ليس فقط من حيث كشف الهدف الذي سطره تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي قبل التدخل الفرنسي والمتمثل في خلق دولة شمال مالي بل أيضا من حيث الوسائل وكذا التحول الذي كانت تعتزم إنجازه. وخلصت الصحيفة الى ان هذه هي المرة الأولى التي تتوفر فيها عناصر تؤكد بالملموس أن تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي كان يشتغل وسيشتغل بدون شك باستقلالية فكر حقيقية. أما الصحف البرتغالية فاهتمت بالاقتطاعات التي تعتزم الحكومة تنفيذها من أجل اترام الالتزامات المالية بالنسبة لسنة 2014 التي تم التفاوض حولها مع الدائنين الدوليين. وحسب صحيفة (دياريو إيكونوميكو) فإن الحكومة تعتزم خفض المعاشات التقاعدية من أجل تحقيق هدف الحد من العجز ب4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بالنسبة للسنة المقبلة الذي حددته ترويكا دائنيها ( الاتحاد الأوروبي ، البنك المركزي الأوروبي و صندوق النقد الدولي). أما الصحف الألمانية فتركز اهتمامها اليوم على انسحاب الجيش الألماني من أفغانستان، ومأساة لامبيدوزا للاجئين، وعلى مسألة الضرائب التي تطغى على المفاوضات لتشكيل الائتلاف الحكومي. ونقلت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" أن انسحاب الجيش الألماني من أفغانستان دخل مراحله الأخيرة وسيبقى البعض في قاعدة مطار مزار شريف وبمكتب صغير في كابول لكن تقول الصحيفة إن الأمل ضعيف في مستقبل آمن واستقرار أفغانستان بالنسبة للغربيين. من جهتها، ترى " لايبتسيغر فولكزتسايتونغ" أن الألمان يرون أن انسحاب الجيش من أفغانستان جاء متأخرا في حين تعتبر "نوين أوسنايبروكر تسايتونغ" أن المنطقة حصدت أرواح أزيد من 3000 جندي من الحلفاء، من ضمنهم 54 جنديا ألمانيا، إضافة إلى إنفاق ميزانية تقدر بالمليارات منها أيضا مساهمة ألمانية كبيرة أخذت من أموال دافعي الضرائب الألمان. وتساءلت الصحيفة عن جدوى كل هذه الخسائر، معتبرة أن معسكر قندوز هو رمز لفشل الغرب، مشيرة إلى أن " الجنود الألمان الذين كانت مشاركتهم مقتصرة على أعمال الإغاثة والبناء ، وجدوا أنفسهم، مع ذلك، أمام حرب العصابات الإرهابية وهو الأمر الذي تجاهله الرأي العام الألماني". أما صحيفة "دي فيلت" فاعتبرت أنه لا يمكن إخفاء الوضع القاتم في أفغانستان رغم ما طبع تسليم القوات الأفغانية المفاتيح من قبل القوات الدولية من احتفاء، وستحتفظ الذاكرة بضحايا الغارة الجوية التي وقعت في شتنبر 2009 واستهدفت المدنيين، معتبرة أن طالبان لديه حضور قوي في المنطقة فيما قوات ايساف لا تحظى بشعبية. أما صحيفة " ديلمونهوغستر كرايسبلات" فاعتبرت أن ما تحتاج إليه أفغانستان في الوقت الراهن هو برنامج إعادة البناء الاقتصادي ، وهذا قد يكلف ميزانية ضخمة أكبر مما كلفته عملية نشر الجيش الألماني لمدة عشرة سنوات في المنطقة. وبخصوص المفاوضات الجارية حول الائتلاف، كتبت صحيفة "ماغكيشه أليغماينه" أن المفاوضات حول تشكيل الائتلاف بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الاشتراكي طغى عليها موضوع الزيادات الضريبية، معتبرة أنه كان على الأحزاب تجاوز هذه العقبة والتفاهم بشأنها لتشكيل ائتلاف واسع. وترى" هانوفرشه أليغماينه تايتونغ" أن كل الظروف الاقتصادية مستقرة فسوق الشغل والنتائج التي حصل عليها كل من الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر في الانتخابات تبين بالملموس أن أغلبية المواطنين يرون أن على الدولة أن تواصل طريقتها في التعامل مع الأموال المحصلة من الضرائب. من جهة أخرى، واصلت الصحف الألمانية اهتمامها بكارثة لامبيدوزا للاجئين، حيث كتبت "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" أن "عدد من اللاجئين الذين لقوا حتفهم الأسبوع الماضي قبالة لامبيدوزا أمر مؤلم، لكن لا يعرف بالضبط عدد الذين لقوا مصرعهم في البحر المتوسط من قبلهم"، معربة عن اعتقادها بأن هذه المأساة لن تكون الأخيرة بسبب موجة التهريب والجريمة المنظمة، وتفاقم الصراعات الاجتماعية والعرقية والدينية في أجزاء كثيرة من العالم. وفي ماي يتعلق بالصحف الإسبانية فقد تركز اهتماها بعودة المواجهات في مصر بين مؤيدي الرئيس المخلوع محمد مرسي وقوات الأمن مخلفة العشرات من القتلى. وهكذا كتبت صحيفة (أ بي سي) أن "احتجاجات الإسلاميين خلفت العشرات من القتلى"، مشيرة إلى أن الاحتفال بذكرى الحرب ضد إسرائيل "تحولت إلى حمام دم". وأضافت أن "نحو 50 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم في تصعيد جديد للعنف بمصر"، مبرزة أن قوات الأمن المصرية مدعومة بالسكان، أوقفت تقدم الإسلاميين نحو ميدان التحرير. من جهتها، تحدثت يومية (إلباييس) عن "العشرات من القتلى في اشتباكات بمصر"، مضيفة أن قوات الأمن ردت ب"صرامة" على احتجاجات أنصار جماعة الإخوان المسلمين. وأعربت اليومية عن أسفها ل"تصاعد احتجاجات مؤيدي الرئيس الإسلامي المخلوع محمد مرسي أمس الأحد، وتحول الاحتفال بالذكرى 40 للحرب الأخيرة ضد إسرائيل إلى حمام دم". وبدورها كتبت يومية (إلموندو) تحت عنوان "عيد وطني يتحول إلى حمام دم" أن العشرات من الأشخاص لقوا مصرعهم في المواجهات التي وقعت أمس بين أنصار الإخوان المسلمين وقوات الأمن. وفي روسيا، أشارت صحيفة "أر بي كا ديلي" الى أن قمة مجموعة دول آسيا والمحيط الهادي بدأت اجتماعها السنوي الجديد اليوم الاثنين في جزيرة بالي الإندونيسية، مضيفة أن روسيا نجحت في رئاسة مجموعة دول آسيا والمحيط الهادي، التي تبلغ نسبة مساهمتها في الناتج الإجمالي العالمي 57 في المائة، لكنها فقدت الاهتمام بهذه المجموعة بعد أن أنجزت مهمة رئاستها. ويعقد خبراء المجموعة آمالهم على رئيس الدولة الروسية فلاديمير بوتين،الذي يؤكد على أهميتها الدولية . وتحت عنوان "برميل النفط الأمريكي يحضر مفاجآت غير سارة لنظيره الروسي"، قالت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إنه قد ينخفض سعر برميل النفط إلى 80 أو 60 دولارا ، وأن ذلك سيحدث لأن سوق النفط ستستفيد من كمية كبيرة من النفط الأمريكي، حيث يتوقع الأمريكيون أن يشغلوا المرتبة الأولى في استخراج الذهب الأسود، مضيفة أن هذا التنبؤ تم إعداده من قبل خبراء قسم تحليل الأبحاث لصحيفة "وال ستريت جورنال" الأمر الذي لا بد أن يثير قلقا بالنسبة لروسيا لان سعر برميل النفط يلعب دورا مهما بالنسبة لروسيا لأن عائدات الصادرات تتوقف عليه. نفس الصحيفة، قالت إن غيوم سوداء خيمت على منظمة التجارة العالمية، منذرة باحتمال تفككها لأن المباحثات الهادفة إلى تنظيم المعاملات التجارية بين الدول الأعضاء، وهي المباحثات التي بدأت منذ 12 عاما في مدينة الدوحة، وصلت إلى طريق مسدود.وأضافت الصحيفة ،إن انهيار هذه المنظمة ليس من مصلحة روسيا التي انضمت إليها منذ سنة ودفعت ثمن الانضمام غاليا.