قبل يوم واحد من حفل افتتاح المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية، الذي سينطلق يوم الثلاثاء فاتح أكتوبر، بالرباط، وسيستضيف 3500 شخصية من مختلف دول العالم، على مدى أربعة أيام، عقد المجلس الإداري للجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات اجتماعا بأحد فنادق الرباط، تمحور حول الطريقة المثلى للاستفادة من "قمّة الرباط" وفتح علاقات دولية واسعة بين رؤساء الجماعات المحلية بالمغرب، وباقي المشاركين من مختلف دول العالم المشاركة في مؤتمر الرباط 2013. وأكد فؤاد العماري، عمدة طنجة، ورئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، خلال كلمته، على أهمية هذا المؤتمر في إبراز الخطوات الإيجابية التي حققها المغرب خلال السنوات الأخيرة، مبرزا أنه في زمن عولمة حقوق الإنسان والمواطنة، لم يعد من الممكن اختزال المهام المنوطة بالمجالس الجماعية فقط في ما تنص عليه القوانين والمواثيق المنظمة لعملها، ولا في الالتزامات والتعاقدات التي تربط الناخبين بالمنتخبين المحليين بناء على مضمون البرامج والوعود الانتخابية، ذلك أن الانتظارات التي تعقدها المواطنات والمواطنون على المجالس البلدية حسب العماري سواء أكانت حضرية أو قروية، أصبحت تكتسي أهمية أكبر من تلك المهام والتعاقدات. العماري أشار إلى أهمية المؤتمر الدولي وعلى اختيار المغرب ليُعقد فيه هذا المؤتمر الذي يستضيف 3500 شخصية من 100 بلد في العالم، وعلى أهمية النقاش الذي سيتخلل هذا المؤتمر الدولي الذي سيتحدث في جانب منه على جودة العيش في الحواضر والقرى، الذي أصبح رهينة بمدى جودة الخدمات العمومية التي توفرها المرافق الجماعية في مجالات الربط بشبكات الماء الصالح للشرب والتطهير والكهرباء والإنارة والطرق والنظافة والمواصلات والمرافق الصحية والمدرسية والثقافية ومحاربة السكن غير اللائق والفقر وكافة أشكال التمييز والإقصاء والتهميش.. وأوضح عمدة طنجة، ورئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، على أن حاجيات المجتمع الجديد قد تنوعت، كماً وكيفاً، وأضحت مُتشابكة، وهكذا، لم يعد اليوم أي معنى للمخططات الجماعية التي لا تراعي في مشاريعها خصوصيات الأطفال والنساء والعجزة والشباب والمثقفين وذوي الحاجيات الخاصة والمبدعين والفنانين وغيرهم. ومن ثمة، فالمجالس الجماعية مُطالبة باعتماد مقاربات تشاركية مندمجة تستوعب المعنى العميق للمواطنة، وتوفر المناخ السليم الملائم لتحرير المبادرات الفردية والجماعية، وهو ما لن يتحقق إن لم تتشبع وتستحضر الجماعات برؤسائها على الدوام، خطاباً وممارسةً، المبادئ الكونية لحقوق الإنسان بمختلف أجيالها، وهو التصور الذي بإمكانه المجالس الجماعية إلى قاطرة حقيقية للتنمية الديمقراطية المستدامة. من جهته أكد عمدة مدينة الرباط، فتح الله ولعلو، أمام المجلس الإداري للجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، على أهمية هذا المؤتمر الدولي في إبراز الإصلاحات السياسية التي عرفها المغرب واصفها إياها ب"الإصلاحات الرزينة والهادئة". ودعا ولعلو المشاركين إلى الاستفادة من التدبير بالمحلي لأعضاء الدول المشاركة في المؤتمر وتقديم تجربة المغرب في المجال خصوصا أن رؤساء الجماعات المشاركين سيكونون وجه المغرب في هذا المؤتمر الدولي الذي ستحتضنه الرباط ما بين فاتح إلى 4 أكتوبر الجاري.