ينهي أسود الأطلس مشوار الإقصائيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقررة بقطر سنة 2022، كما بدؤوه بمواجهة منتخبي السودان وغينيا برسم الجولتين الخامسة (12 نونبر) والسادسة الأخيرة (16 نونبر) على التوالي. ويتطلع المنتخب الوطني إلى تكريس نتيجة الفوز التي حققها أمام المنتخبين السوداني (2-1) والغيني (4-1)، والحفاظ على صدارة المجموعة التاسعة، التي خاض منافساتها إلى حد الآن بدون كبوة، وبالتالي لعب الدور الحاسم الذي ضمن مسبقا بلوغه، محققا العلامة الكاملة. ويدخل أسود الأطلس اللقاءين في صدارة ترتيب مجموعتهم وفي حوزتهم 12 نقطة من أربعة انتصارات، بفارق ثماني نقط كاملة عن منتخب غينيا بيساو الوصيف، وتسع نقط عن منتخب غينيا، فيما يتذيل منتخب السودان ترتيب المجموعة برصيد نقطتين، حصدهما من تعادلين وتلقيه هزيمتين. وتحسبا لهاتين المباراتين، اختار الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش، عموما، الاحتفاظ بأغلبية الأسماء التي خاضت المباريات السابقة، الشيء الذي يؤشر على نوع من الاستقرار ولو نسبيا في تشكيلة المجموعة الوطنية، مع بعض التغييرات الاضطرارية لغيابات بداعي الإصابة أو انضباطية. ولم تشهد لائحة المنتخب المغربي أي مفاجآت تذكر، حيث استقر المدرب الوطني على جميع الركائز الأساسية التي اعتمد عليها في الفترة الأخيرة، مع تسجيل عودة حارس مرمى الوداد رضا التكناوتي بدلا من منير المحمدي. وعلى عكس ما كان عليه الحال في إقصائيات كأس إفريقيا للأمم (الكاميرون 2021)، باتت التشكيلة الأساسية لمنتخب المغرب واضحة المعالم بتواجد ياسين بونو في حراسة المرمى إلى جانب رباعي الدفاع المكون من أشرف حكيمي وآدم ماسينا وغانم سايس ونايف أكرد، فضلا عن رباعي خط الوسط سفيان أمرابط وأيمن برقوق وعمران لوزا وإلياس الشاعر، وثنائي خط الهجوم ريان مايي وأيوب الكعبي. في المقابل، تمت المناداة على اسمين جديدين، ويتعلق الأمر بسفيان علاكوش (ميتز الفرنسي)، ويوسف مالح (فيورنتينا الإيطالي)، قبل أن يضيف الناخب الوطني إلى اللائحة اللاعبين محمد الشبيي، لاعب فريق الجيش الملكي، وزكرياء أبوخلال، لاعب فريق ألكمار الهولندي، علما بأن مجموعة من الغيابات الأخرى مثل أيوب العملود وسفيان رحيمي جاءت بتنسيق مع الطاقم التقني للمنتخب الرديف المشارك في كأس العرب بقطر. وكان يتعين على وحيد حاليلوزيتش تجديد الثقة في المجموعة الموسعة ذاتها في مباراتيه ضد منتخبي السودان وغينيا، حيث يأمل الفوز فيهما حتى لا يتراجع في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي يكتسي أهمية بالغة باعتباره سيمكن أفضل خمسة منتخبات إفريقية من خوض مباراة الإياب على ملعبهم، ناهيك عن كونهما فرصة إعدادية لكأس إفريقيا للأمم التي تنطلق في يناير المقبل. وبما أن الفريق الوطني حافظ نسبيا على التركيبة البشرية نفسها، فمن المتوقع أن يبدأ أسود الأطلس من حيث انتهوا، أمام منتخب السودان بالمعنوية العالية والحماس والعزيمة القوية، مع الانضباط ذاته، والمحافظة على تماسك مختلف خطوط المجموعة، خصوصا على مستوى الدفاع ووسط الميدان. والأكيد أن الناخب الوطني سيركز في التداريب، التي باشرتها العناصر الوطنية بمركز محمد السادس لكرة القدم منذ يوم الإثنين، على الجانب التكتيكي للرفع من درجة الانسجام بين اللاعبين وتثبيت نظام اللعب الذي سيعتمده خلال المباراتين. وتعد مباراة المغرب والسودان، الجمعة المقبل، السابعة في تاريخ الموجهات المباشرة بين المنتخبين، حيث التقيا من قبل في ست مباريات كانت كلها رسمية. ويرجع أول لقاء جمع بين منتخب المغرب ومنتخب السودان إلى سنة 1969، عندما التقيا في التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 1970 في المكسيك، وتعادلا ذهابا بالسودان بدون أهداف، وفاز المنتخب المغربي إيابا بثلاثية نظيفة وتأهل إلى كأس العالم. وفي سنة 1972، لعب المنتخبان في دور المجموعات لكأس إفريقيا للأمم الثامنة، وتعادلا 1-1، ثم عاد المنتخبان سنة 1976 وتقابلا مرة أخرى في الكأس القارية العاشرة بدور المجموعات وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي 2-2. أما آخر مباراة جمعت بين منتخب المغرب ونظيره السوداني، فكانت في كأس العرب الثامنة لسنة 2002، وشهدت فوز صقور الجديان. وافتتح أسود الأطلس مشوارهم في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم بقطر بفوز مستحق على حساب منتخب السودان بهدفين نظيفين، في الرباط في شتنبر الماضي. أما لقاء أسود الأطلس بمنتخب غينيا فيعد الخامس عشر بين الفريقين، حيث فاز المغرب في سبع مواجهات وتفوق منتخب غينيا في مواجهتين وتعادل المنتخبان في خمسة لقاءات. وكانت أولى المواجهات الرسمية بين المنتخبين المغربي والغيني بكوناكري برسم إقصائيات مونديال 74 (1-1 ذهابا بكوناكري و2-0 بتطوان)، فيما كانت آخرها تلك التي جمعت بين المنتخبين على أرضية ملعب أوهين دجان بأكرا، برسم الجولة الثانية من الدور الأول (المجموعة الأولى)، ضمن الدورة ال26 لكأس إفريقيا للأمم بغانا، وخسرها الأسود 2-3. وتعود أبرز مواجهة جمعت بين المنتخبين المغربي والغيني إلى عام 1976 بأديس أبابا، وستبقى خالدة في الذاكرة لكونها حملت أول وآخر تتويج لأسود الأطلس باللقب القاري حتى الآن، بعدما انتهى اللقاء النهائي بالتعادل 1-1.