خرج عبد الرزاق سوماح، القيادي السابق بما يسمى "حركة المجاهدين بالمغرب"، في شريط فيديو ردا على حوار لعلي أعراس على قناة ب"يوتيوب"، معتبرا أن الأخير يواصل نشر الأكاذيب من أجل تشويه صورة المغرب. وشدد سوماح، في رده، على أن محاورة علي أعراس لا تعرف شيئا عن ملف الإرهاب، و"لا تعرف أنها تستضيف شخصا متهما بالإرهاب وحوكم من أجله"، واصفا إياها بأنها تقوي الأفكار الإرهابية وتشيد بها؛ "لأنها لم تقم بمحاورة شخص تراجع عن أفكاره وتصالح مع الدولة والشعب، وقدمته كنموذج لمواطن صالح؛ لكنه في الحقيقة شخص ثبتت في حقه بجميع الأدلة واعترافه أنه أدخل أسلحة إلى المغرب من أجل ارتكاب أفعال إرهابية". وأورد القيادي في الحركة الإرهابية أن أعراس بعد خروجه من السجن وهجرته إلى أوروبا غيّر من جهاده بالسلاح إلى الجهاد الإعلامي، متهما المحاورة بتمكينه من ذلك من خلال منحه الفرصة، مؤكدا أنه "لا يمكنك الحديث في الموضوع إذا لم تكن لك دراية بمبدأ التقية الذي ينظم العمل السري داخل الحركة الجهادية، ولن نعذرك إذا لم يكن لك علم بنواياه، وهذا يعني أنكم تشتغلون على أجندة واحدة وهي تشويه صورة البلد". وأضاف: "التاريخ سيذكر أنك حاولت دعم أشخاص لديهم نوايا إجرامية ضد مصالح بلدهم. وإذا كنت تبحثين عن الحقيقة، أنا مستعد لإجراء حوار معك، وسأحكي لك عن حركة المجاهدين بالمغرب والدور الذي لعبه على أعراس فيها". ونبه المعتقل السلفي السابق إلى أن الحوار حمل تناقضات عديدة؛ "من بينها أن أعراس قبض عليه في إسبانيا في 2008 وأحيل على المغرب في 2010، وأنا لم يقبض علي إلا في 2012، وهو من ذكرني في التحقيقات وقال إنه سلم لي بعض الأسلحة، وأنا لم قبض علي اعترفت بذلك وأكدت ما قاله، مع العلم أن السلاح المتحدث عنه حجز مع أمير جماعتنا في 2003، يعني أنه هو من اعترف علي، ومن غير المقبول أن ينكر لأن ما قاله صحيح ووقع عليه في المحاضر، ولا يمكن له أن يقول الآن أن ذلك افتراء". واستغرب سوماح من إنكار أعراس الانتماء إلى حركة المجاهدين بالمغرب وقال: "تريد أن تنكر انتماءك إلى الحركة، وتكذب أزيد من أربعين شخص ينتمون إلى التنظيم شهدوا بذلك، لا تنسى أن الأمير ذكرك في التحقيقات في 2003، وذكرك بلعيرج أيضا في 2008، وذكرك آخرون داخل المغرب وخارجه، هذا جبن منك أن تنكر". واسترسل موجها كلامه إلى أعراس: "هل تريد أن تتهرب من المسؤولية؟، ألا تريد أن نسائلك عن أموالنا التي كنت تحوزها وتشتري بها الأسلحة وتتمتع بها، وهناك إخوان بيننا يموتون جوعا، وتأتي الآن لتنكر علاقتك بنا؟". وأكد سوماح أن أعراس لا يمكن أن يعترف بأنه أدخل الأسلحة إلى المغرب، وكان مسؤولا في الحركة عن الجانب العسكري والتمويل بالأسلحة، وكان عضوا فعالا؛ "لأن ذلك سيضرب في الصميم ما يروجه من أكاذيب وسيدحض ما يروجه بكونه حقوقيا، الدولة لا يمكنها أن تقبض على شخص وتلفق له تهما ثقيلة دون سبب". وعن حديث أعراس بخصوص محل تجاري كان يملكه، شدد سوماح على أن الأمر يتعلق بمكتبة النور التي أسست بأموال الجماعة، و"التي كان نعقد فيها لقاءات وتباع فيها كتب إسلامية، وكانت معروفة في مولمبيك ببلجيكا كأول مكتبة إسلامية، وبسببها تمكنت من فتح محل آخر، والذي بمداخيله وأموالنا التي نرسلها من فرنسا التي كنا نشتغل فيها بدون إقامة قانونية كنت تشتري الأسلحة". وواصل سوماح: "أمير الجماعة عندما قبض عليه، ذكر بعض الأسلحة التي أدخلها أعراس وحجزت بطنجة وبركان، وقدم بها إلى قاضي التحقيق، واعترف بأن هناك أسلحة أخرى وذكر أنواعها وأعدادها وحدد مكان تواجدها دون تعذيب، لقد تكلم من تلقاء نفسه، وهذه كانت رسالة لنا بأن العمل المسلح لحركة المجاهدين انتهى، وكان لدينا قرار جماعي بعدم التعامل بهذه الأسلحة، وحينها جاء عندي أعراس إلى سلا وكنا رفقة آخرين وعرض علينا جلب أسلحة أخرى ورفضنا الاستمرار في هذا الاتجاه، وغضب علينا وغادر، ولا نعرف إلى حدود الآن مصير تلك الأسلحة إن كانت قد أعطاها لبلعيرج أو لحركات أخرى أو ما زالت في مليلية". وختم سوماح رده على مستضيفة أعراس بالقول: "هذه بعض الحقائق التاريخية ردا على الزور الذي قاله ضيفك في الحوار، ويجب أن تعرفي أن أولاد المغاربة لن ينسوا لك هذا الموقف باستضافة إرهابي وتصويره على أنه ملك يجلب أسلحة عاشوراء للأطفال، والحمد لله أننا لم نستعمل ذلك السلاح؛ لأنه كان سيسفك دماء المغاربة، وربما كان من بين الضحايا أفراد من عائلتك، وأؤكد لك أننا سنواصل فضح الكذابين والأفاقين".