أثارت التصريحات التي أدلى بها أخيرا اللاعب السابق لفريق الرجاء البيضاوي، أمين الرباطي، عندما اعترف بأن النادي قدم تحفيزات مالية لبعض لاعبي الفرق الأخرى من أجل التهاون في مبارياتهم ضد "الرجاء" في البطولة الاحترافية للسنة المنصرمة، جدلا ولغطا بين من أيد اللاعب في تصريحاته، ومن انتقدها وشكك في مصداقيتها. وكان اللاعب أمين الرباطي قد كشف، في حوار مع إحدى الصحف المغربية، عن حقائق تتعلق بمحاولة إرشاء بعض لاعبي الفرق المنافسة للرجاء في الموسم الماضي، بإيعاز من إدارة الفريق، وهم لاعبون من فرق نهضة بركان، وشباب الريف الحسيمي، وحسنية أكادير. أباطيل وحقد دفين تصريحات الرباطي جرت عليه غضب ناديه السابق الرجاء البيضاوي، والذي قرر في اجتماع طارئ عقده، مساء أمس الثلاثاء، مقاضاة اللاعب وأيضا جريدة "المساء الرياضي" التي نشرت تصريحاته، وذلك بتكليف مكتب محاماة للدفاع عن حقوق النادي في هذا الملف الذي يعد أن يكون أكثر سخونة في مستقبل الأيام. وأعرب نادي الرجاء البيضاوي، في بلاغ اطلعت عليه هسبريس، عن استغرابه من نشر ما سماها "الأباطيل على لسان لاعب قضى سنوات كثيرة في صفوف النادي"، معتبرا أن "استغناء الرجاء عن خدمات اللاعب لا يبرر كم الحقد الدفين الذي نقل على لسان اللاعب والذي أفقد تصريحاته من كل مصداقية". ورفض نادي الرجاء طعن أية جهة كانت في أحقية استحقاقه لألقابه"، مبرزا أن المزاعم تفندها رسائل التهنئة التي توصل بها من رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم علي الفاسي الفهري، وكذا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتير الذي هنأ الرجاء بفوزه بالبطولة الاحترافية، ووصفه بالمستحق". بطولة مشبوهة مسألة الاستحقاق هذه، التي تؤكدها إدارة نادي الرجاء، لا تشاطرها جمعية "جمهور العاصمة لأنصار نادي الجيش الملكي"، والذي جاء وصيفا لفريق الرجاء في بطولة الموسم المنصرم، حيث أكدت أن بطولة السنة الفائتة كانت "مشبوهة وملغومة بكل المقاييس". وأوردت الجمعية، في بلاغ توصلت به هسبريس، أن تصريحات اللاعب الرباطي توضح للجميع أنه فعلا "كانت هناك تلاعبات واختلالات واضحة في بعض المباريات"، مطالبة جميع الجهات المسؤولة، خاصة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة، بالتدخل العاجل عوض موقف المتفرج الذي لا يحرك ساكنا". وأثنت جمعية جمهور العاصمة لأنصار الجيش الملكي على ما وصفته "جرأة وشجاعة اللاعب أمين الرباطي، في فضح هذه المؤامرات والتلاعبات، لأن ذلك لن يكون إلا الحجر الأساس لإعادة الكرة الوطنية إلى سكتها الشريفة والصحيحة" على حد تعبير بلاغ الجمعية. فتح تحقيق وفيما ظل هاتف اللاعب أمين الرباطي يرن مرات عديدة دون جواب على اتصالات هسبريس، أكد لاعب دولي سابق أنه "يلزم على الجهات المعنية والوصية على كرة القدم ببلادنا فتح تحقيق جدي وعاجل فيما كشفه اللاعب الرباطي، هذا إذا صحت تصريحاته التي نشرتها إحدى الجرائد الوطنية". وتابع اللاعب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأنه في المقابل يتعين على الرباطي أن "يُوثق اتهاماته تلك حتى لا يتسبب في أضرار معنوية كبيرة لفريقه السابق"، مشيرا إلى أن "غاية كل رياضي نبيل يحب الخير لبلاده أن تنمحي مثل هذه الاتهامات والاتهامات المضادة، بهدف الرقي بالممارسة الكروية إلى مصاف الدول الحضارية والمتقدمة".