جدل إعلامي تعرفه إسبانيا بسبب رفض شركة الإذاعة والتلفزة العمومية (RTVE) مشاركة صحافييها في زيارة إعلامية إلى مخيمات تندوف، وهو ما دفع الصحافيين المعنيين إلى تقديم استقالتهم من القناة التلفزيونية التابعة للشركة المذكورة. وحسب صحيفة "إلباييس" الإيبيرية، فقد دعت قيادة جبهة "البوليساريو" مجموعة من المؤسسات الإعلامية الإسبانية لزيارة تندوف، وهو الأمر الذي رفضته إدارة مؤسسة "RTVE" بدعوى "اللحظة الحساسة غير المناسبة". واحتجّ صحافيو الإذاعة الوطنية الإسبانية (RNE) والقناة التلفزيونية الإسبانية (TVE) المعنيون بالزيارة على قرار الإدارة بتقديم الاستقالة من المؤسسة، مستنكرين "الضغط السياسي" الذي مورس عليهم بخصوص هذه المهمة الإعلامية. ونشرت ما تسمى "وكالة الأنباء الصحراوية"، الأحد الماضي، قصاصة تشير إلى "حلول العديد من الوفود الأوروبية بمخيمات تندوف من أجل زيارة مؤسسات جبهة البوليساريو، والاطلاع على أحوال السكان الصحراويين في ظل الجائحة"، بتعبيرها. وتحضر العديد من وسائل الإعلام الأوروبية في الزيارة التي تنطلق الثلاثاء، من بينها منابر في إسبانيا وفرنسا وبلجيكا والبرتغال، وألمانيا وكولومبيا والولايات المتحدةالأمريكية، وإيرلندا والمملكة المتحدة وإيطاليا وروسيا، وفق المصدر الإعلامي ذاته. وتعليقا على ذلك، قال يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، إن "الموضوع أثار نقاشا كبيرا داخل المشهد الإعلامي الإسباني، بسبب دعوة البوليساريو العديد من وسائل الإعلام الإسبانية لزيارة تندوف، ومن الممكن أن يتم عقد لقاء مع إبراهيم غالي". وأضاف مجاهد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الأمر يتعلق ببرنامج منظم، لأن هذه النوعية من الدعوات تتطلب استعدادات لوحستيكية مهمة، من قبيل ما يتعلق بأماكن الزيارة والمأوى. وبالتالي، فهذه الزيارات لا تهدف إلى القيام بالبحث الصحافي الميداني، بل يتعلق الأمر بزيارات دعائية تعودت البوليساريو على تنظيمها". وأكد رئيس المجلس الوطني للصحافة أن "إدارة شركة الإذاعة والتلفزة الإسبانية رفضت زيارة صحافييها إلى تندوف، وهو ما أدى إلى خلاف داخل المؤسسة، ما يكشف أن هذه الزيارات مؤدى عنها، لأنها تقوم ببروباغندا دعائية لفائدة البوليساريو". وتابع المتحدث ذاته بأن "الصحافيين الذين يحضرون هذه الزيارات يسقطون في فخ البروباغندا وخرق أخلاقيات الصحافة، لأن الأصل في المهمة أن يختار الصحافي الموضوع الذي يبتغي التحقيق فيه، على أساس أن تموله المؤسسة، بينما وقع العكس هنا". وأشار مجاهد إلى أن "الواقعة سلطت الضوء على مرامي الزيارات السابقة التي تنظمها البوليساريو، وفتحت نقاشا عموميا حيال واقع تلك الزيارات"، موضحا أن "النقاش فرصة لمساءلة قدرة وسائل الإعلام الإسبانية على التخلص من الدعاية للبوليساريو، واستحضار أخلاقيات المهنة التي تستلزم نيل رأي الطرف الآخر".