قالت مصادر إعلامية إسبانية أن الملك محمد السادس منكب على دراسة ملفات الممتلكات الخاصة التي راكمتها عائلة المسؤول الصحراوي خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أو " الرايس" كما يحب سكان الصحراء أن ينادونه . "" وكشفت الصحافة المحلية للاس بالماس أن أعيانا صحراويين رفعوا تقارير للملك محمد السادس تكشف الأساليب التي استعملها خليهن لكي تصبح عنده ثروة بالملايير (ملايين من الاورو) وانه هو وأفراد عائلته وخصوصا شقيقه حمدي ولد الرشيد استولوا على أكثر من 130 قطعة أرضية في مدينة العيون كانت مخصصة للحدائق والمرافق العمومية. كما أن خليهن لا يتردد على مقر إقامته الفخمة بمدينة العيون، التي يصفها الناس بنوع من السخرية ب"قصر الشعب" إلا لماما، ، فمصالحه تكمن في شركة تصدر الرمال إلى لاس بالماس التي كان يرأسها باسمه شقيقه حمدي ولد الرشيد رئيس المجلس البلدي للعيون. وحسب مطلع على الموضوع فإن "أربع حمولات أسبوعيا بمعدل 3000 طن لكل حمولة، تدر على الشركة مداخيل ملايين الدراهم شهريا". وذكّرت نفس الصحيفة بالحظ الذي يلازم خليهن ولد الرشيد فبعد أن كان مع الجنرال فرانكو في حزب الوحدة الوطنية الصحراوية (البونس) ، أصبح بسرعة رجل الحسن الثاني في الصحراء. وبعد مرحلة تهميش أفادته ماديا، تبنى دور المعارض قبل أن يعين من قبل الملك محمد السادس على رأس المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء في مارس 2006. وخليهن ولد الرشيد أحد أبناء عمومة زعيم مرتزقة البوليساريو محمد عبدالعزيز الذي ينتمي إلى نفس قبيلة الركيبات التهالات التي يتحدر منها خليهن، تولى زعامة حزب الوحدة الوطنية الصحراوية (البونس) الموالي للاسبان قبل أن يتم حله ، ليتلحق خليهن بالمغرب قبل أن يتم استقباله يوم 19 ماي 1975 بالقصر الملكي بفاس، من قبل الراحل الملك الحسن الثاني. وحسب ما أسره أحد المقربين من خليهن فقد حصل هذا الأخير مقابل عودته إلى الصف المغربي على حساب بنكي فتحه له الحسن الثاني بأحد الأبناك السويسرية يدر عليه حتى يومنا هذا ملايين الدراهم سنويا كأرباح صافية. وفي خضم المسيرة الخضراء، سيتوارى خليهن من خلف ظل الشيخ خطري ولد الجماني صاحب المهابة الكبيرة بين قبائل الصحراء. وطيلة تلك الفترة فشلت وساطات الدليمي لدى الملك الحسن الثاني لإقناعه بإيجاد وضع خاص لمحميه بالصحراء، فقد كان الحسن الثاني الذي لا يرتاح للأشخاص الطموحين يقول: لاأريد نائبا للملك بالصحراء. انتخب خليهن برلمانيا، ثم عين كاتبا للدولة مكلفا بالشؤون الصحراوية عام 1977، و في عام 1983 لعب دورا أساسيا (بتحريض من الدليمي) في الانشقاق عن حزب الأحرار، وخلق الحزب الوطني الديمقراطي المعروف بحزب العروبية . وأصبح وزيرا بكامل الصلاحيات عام 1984، وفي الوقت نفسه رئيسا للمجلس البلدي لمدينة العيون، وهو المنصب الذي ظل يتربع عليه لمدة 19 سنة. في عام 1989، أثناء مناقشة ملتمس الرقابة داخل البرلمان انفجر خليهن من جديد في وجه المعارضة واصفا الاتحاد الاشتراكي ب"العصابة التي تريد الإطاحة بالملك"، وتعادلية حزب الاستقلال ب"الديماغوجية"، ومقابل ذلك النقد الجارح فكر نواب حزب الاستقلال برفع ملتمس لمطالبة خليهن بالمحاسبة حسب شعار "من أين لك هذا؟"، وقد تطلب تهدئة الوضع وتراجع الاستقلاليين عن تهديداتهم، حسب ما رواه أحد النواب المطلعين تدخل الحسن الثاني الذي كان يتابع المناقشات عبر شاشة مربوطة مباشرة بالبرلمان، ويطلب من الاستقلاليين أن يسمحوا لمحميه الصحراوي تجاوزاته اللغوية. لكن خليهن لم يخرج من تلك المواجهة سالما، فقد تلقى ضربة قوية من الاشتراكي عبدالواحد الراضي الذي صرخ في وجهه ليس أحد أبناء فرانكو هو من سيأتي ليعلمنا الوطنية. وفي عام 1991 أقبرت وزارة الشؤون الصحراوية المزعجة، وأكثر من ذلك صدرت الأوامر عام 1993 لصالح زمراك عامل مدينة العيون القاسي بأن لا يعاد انتخاب خليهن في الانتخابات التشريعية، فكانت تلك نهاية مرحلة. وبدأ الرجل يتخلص رويدا رويدا من حضانة البصري الذي لم يكن مرغوبا فيه من قبل الملك الجديد. ففي كل فترة كان خليهن يعرف متى يأخذ مسافاته من الذين يحمونه قبل أن يأفل نجمهم. وفي عام 1999، انفجرت أحداث غير مسبوقة بمدينة العيون، فانتظر خليهن اللحظة المواتية للعودة الى السطح، مسترجعا مواقفه القديمة كصحراوي ضد تدخل الرباط، فعقد الاجتماعات، واستمع الى الشباب الغاضب، ولعب دور الإقليمي ونسب إليه وصف سكان الشمال ب"الشليحات" ومطالبتهم بالعودة الى ديارهم. وعندما تم تعيينه في مارس2006 على رئاسة المجلس الملك الاستشاري لشؤون الصحراء، كان خليهن قد بلغ مراده، أي أن يصبح رجل الحل والعقد في الصحراء.