ابتداء من ليل الجمعة، أُغلقت بعض المحاور الطرقية المؤدية إلى قنطرة الحسن الثاني، أكبر ممر يربط بين العاصمة الرباط ومدينة سلا المجاورة، وذلك من أجل فتح ممر تحت أرضي بهدف تخفيف الازدحام الذي تعرفه القنطرة، خاصة في فترة الذروة صباحا. وانطلقت أشغال حفر الممر التحت أرضي صباح السبت في نقطتين عند تقاطع شارع الحسن الثاني وشارع العلويين، فيما تم إغلاق الطريق المؤدية إلى كورنيش الرباط، والخطّين المؤديين إلى ساحة باب شالة؛ بينما مازالت خطوط أخرى تصب في قنطرة الحسن الثاني مفتوحة في وجه حركة السير. وحسب المعلومات التي حصلت عليها هسبريس فإن الممر التحت أرضي الذي سيُقام عند تقاطع شارعي الحسن الثاني والعلويين سيكون شبيها بالممر المُحدث في "باب لحد"، بهدف تيسير حركة المرور. لكن أصحاب العربات من مستعملي قنطرة الحسن الثاني يتخوفون من أن يشتدّ الازدحام الذي كانت تشهده القنطرة خلال مدة إنجاز أشغال الممر، التي ستمتد شهرين. وبالنسبة لحركة سير "الطرام"، تفيد المعلومات التي حصلت عليها هسبريس من المهندسين المشرفين على إنجاز الممر التحت أرضي بأنه خلال المرحلة الأولى من الأشغال فإن "الطرام" المنطلق من مدينة سلا سيتوقف في محطة قنطرة الحسن الثاني، وهناك ينزل الركاب ليستأنفوا رحلتهم عبر استقلال عربة أخرى انطلاقا من ساحة 16 نونبر في اتجاه مدينة العرفان أو مولاي يوسف. وكانت جماعة الرباط وجهت إخبارا للعموم أوضحت فيه أن إنجاز ممر تحت أرضي على مستوى المدارة المتواجدة بتقاطع شارع الحسن الثاني وشارع العلويين سيترتّب عنه غلق بعض المحاور الطرقية المؤدية من وإلى قنطرة الحسن الثاني، ابتداء من أمس الجمعة وطيلة شهرين كأقصى مدة لتنفيذ الأشغال. ويُتوقع أن تعرف حركة السير بين مدينتي سلاوالرباط ازدحاما شديدا ابتداء من يوم الإثنين المقبل، مع استئناف العمل والدراسة، سواء للمواطنين أو أرباب النقل العمومي. وذهب حسن الدكالي، الكاتب الإقليمي لنقابة سيارات الأجرة بسلا التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إلى أن إغلاق عدد من المحاور المؤدية إلى قنطرة الحسن الثانية "سيخلق أزمة خانقة في حركة المرور". وانتقد الدكالي مباشرةَ أشغال إنجاز الممر في هذا التوقيت الذي يعرف ذروة التنقل بين العدوتين، معتبرا، في تصريح لهسبريس، أن الأشغال كان يحب أن تتم خلال مرحلة الحجر الصحي، أو خلال العطلة الصيفية التي تعرف فيها حركة المرور انخفاضا، ويقلّ التنقل فيها بين الرباطوسلا بنسبة أربعين في المائة، على حد تعبيره. وأفاد المتحدث ذاته بأن مهنيي النقل العمومي، خاصة أصحاب سيارات الأجرة، ينتظرون بداية الأسبوع المقبل لمعرفة مدى تأثير الأشغال المباشرة على عملهم، وقد يوجهون شكاية في الموضوع إلى الجهات المعنية من أجل تيسير عملهم، عبر إقامة نقط جديد لنزول الركاب عوض النقط الموجودة حاليا، مضيفا: "لا شك أن الأشغال ستؤدي إلى اختناق حركة المرور بشكل أكبر، والمواطنون هم الذين سيعانون من هذا الوضع".