عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، الدبلوماسي الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا مبعوثا شخصيا له إلى الصحراء المغربية. في ما يلي بورتريه سابق عن دي ميستورا تعيد هسبريس نشره بمناسبة تعيينه رسمياً مبعوثا أمميا إلى الصحراء المغربية خلفا لهورست كولر. نزاعات حارقة، أبرزها الملف السوري، هي جزءٌ من مسار حافل لستافان دي ميستورا، الذي جرى إعلان تعيينه رسميا من قبل الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة. ويخلف دي ميستورا الألماني هورست كوهلر، الذي أنهى مهمته في 22 مايو من سنة 2019. وفي حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، وصف عمر هلال دي ميستورا بالدبلوماسي الذي "أثبت نفسه في سورياوأفغانستانوالعراق وإفريقيا". وأضاف: "خبرته الدبلوماسية الدولية الطويلة، وأصوله المتوسطية التي بلورت معرفته العميقة بمشاكل هذه المنطقة، واستيعابه للتهديدات الأمنية وزعزعة الاستقرار في شمال إفريقيا، فضلا عن استقلاليته وحياده اللذين طبعا عمله في الأممالمتحدة، (كلها عوامل) سوف تساعده كثيرا في الاضطلاع بطريقة هادئة وبناءة بمهمة تيسير العملية السياسية المتعلقة بهذا النزاع الإقليمي". وحول سبب استقالته من مهمته كمبعوث خاص للأمم المتحدة إلى سوريا، سبق أن قال دي ميستورا إنه "تجنب مصافحة يد الرئيس السوري بشار الأسد"، حتى لا يكون الشخص الذي يقول له "معلِش" (لا بأس) بعدما رأى أن الأسد يتجه نحو ربح الحرب الأهلية في سوريا، المندلعة بعد الثورة في 2011، عقب ما قام به في حلب وإدلب وداريا. هذا الدبلوماسي السويدي الإيطالي، الذي راجت من قبل أنباء عن تحفظ المغرب على اسمه كمبعوث لحل ملف الصحراء المغربية، سبق أن كان نائبا لوزير الخارجية في الحكومة الإيطالية، وعمل لأزيد من 40 سنة بين أروقة منظمة الأممالمتحدة، خلال سنوات عيشه الأربع بعد السبعين. وقاد دي ميستورا، سويدي الأم وإيطالي الأب، بعثات الأممالمتحدة في كل من العراقوأفغانستان وجنوب لبنان. وهو أستاذ مساعد بمعهد الدراسات السياسية الفرنسي (سيونس بو)، وأستاذ زائر بجامعة "ييل" الأمريكية. وبدأ هذا الدبلوماسي مسيرته مع منظمة الأممالمتحدة مديرا لمشروع للأغذية في السودان، ثم مكلفا بالإغاثة الطارئة في تشاد، مطلع سبعينيات القرن الماضي. ولما يقرب عشرَ سنوات كان مديرا لعمليات منظمة الأغذية والزراعة، حيث كان مسؤولا عن مهام إنسانية في مناطق، مثل: سراييفو وإثيوبيا وفيتنام. ولثلاث سنوات، عمل دي ميستورا مديرا للعلاقات الخارجية لمكتب الأممالمتحدة المعني بشؤون أفغانستان، كما اشتغل منسقا للشؤون الإنسانية بالعراق في الأممالمتحدة، وممثلا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة بجنوب لبنان، ثم ممثلا خاصا له بالعراق، ورئيسا للبعثة الأممية إلى أفغانستان، وكانت له مهام بمنظمة ال"يونيسيف" بالصومال. وإلى جانب اللغات السويدية والإيطالية والإنجليزية، يتحدث المبعوث الأممي اللغات الفرنسية والألمانية والإسبانية والعامية العربية، وفق حوار سابق له؛ ذكر فيه أنه على الرغم من قدرته على الحديث بهذه الألسن فإنه "سيء في الرياضيات".