في الصورة جومانا مراد الوافدة الجديدة على الجزء الثالث من باب الحارة لطالما عرضت على الشاشة الرمضانية مسلسلات ذات أجزاء عدة، حقق العديد منها نجاحات متتالية، نذكر منها: ليالي الحلمية، وحمام القيشاني. "" واليوم نجد هذا الأمر يتكرر في عدد من المسلسلات، ولكنها لم تحقق ذلك النجاح المرتقب، ليس من الناحية الجماهيرية، بل من ناحية المضمون والرسالة الدرامية التي يحتويها المسلسل. فعلى سبيل المثال، حقق المسلسل السوري "باب الحارة" حضورا دراميا غير مسبوق، فما أن تأتي ساعة عرضه، حتى ترى ما يذكر بالأوقات التي عرض فيها مسلسل "نور" على شاشة التلفزيون. إلا أن باب الحارة في جزئه الثالث يختلف كثيرا عن الجزأين السابقين، ففي الوقت الذي حقق فيه الجزء لأول نجاحا كبيرا، جاء الثاني ليبني على هذا النجاح، ومن ثم الثالث، الذي جاء بوضع وصفه مراقبون ب "الركيك". وبينما تميز الجزء الأول بتنوع شخصياته، وغنى محتواه، لم يتمكن الجزء الثالث، المعروض حاليا، وحصريا على شاشة MBC، من الظهور بنفس المظهر.. فنجد أن الشخصيات قلّت، والأحداث أصبحت مكررة لا جديد فيها. وإذا ألقينا نظرة على الشخصيات، على سبيل المثال، نجد أن العديد منها قد تم إقصاؤه من العمل، لسبب أو لآخر، بينما تمت إضافة شخصيات جديدة، يرى النقاد أن لا داعي لها، لأنها جاءت فقط لتسد الفراغ. كما أن هناك بعض الشخصيات التي تكرر نفسها، ولم تأت بالجديد، مثل شخصية أبو غالب، التي لا زالت هي نفسها المسببة للمشاكل، ولم تتم إضافة أي جديد عليها، رغم البعد السياسي الجديد الذي أضيف للعمل. وهناك شخصية فريال وابنتها لطفية، التي تكرر نفسها أيضا في العمل، فهي لا تزال تحاول اختلاق المشاكل من أجل أخذ ابنتها إلى منزلها، وإبعادها عن زوجها عصام. وإذا كانت بعض الشخصيات قد كررت نفسها، فهناك أخرى تم الدخول في مضمونها، كشخصية أبو حاتم، صاحب القهوة، الذي دخلنا هذا العام إلى بيته، لنتعرف إلى زوجته، وبناته. فأبو حاتم، الذي قام بأداء دوره الفنان القدير وفيق الزعيم، أضاف على وجوده وجودا آخر، فهو لم يعد بنظرنا صاحب المقهى وأحد أهم الرجال في الحارة، بل أصبحنا نراه أيضا بعباءة الأب والزوج الذي يرعى عائلته وبيته. وبالطبع، فإن اللوم كله هنا يقع على الكاتب، صاحب العمل، لعدم قدرته على إثراء الشخصيات المذكورة، خاصة مع دخول العمل أبعادا جديدة. أما على صعيد الأحداث، فلا جديد فيها، إذ أنها تعتبر استمرارا لسلسلة الحياة اليومية لأهل الحارة، في نزاعاتهم وعاداتهم وتقاليدهم المتكررة، والتي قد تجدها في أي مسلسل سوري آخر يدور في نفس الحقبة، وبذات الملامح. وهكذا، فإن مسلسل باب الحارة لم يعد مميزا كما كان، فلماذا يعمد أصحابه وغيرهم على مواصلة أسلوب الابتداع لأجزاء جديدة؟ يقول عدد من المراقبين إن هذه المسلسلات تعمد إلى بناء نجاحها على نجاح أجزائها السابقة، كما أن الدافع يبدأ معنويا، وينتهي باتجاه المادة، وذلك للحصول على المزيد من الأرباح، جراء المتابعة الكثيفة لهذه الأعمال. من ناحية أخرى، يحذر النقاد من أن مشاركة الممثلين في هذه الأجزاء قد تقضي على نجوميتهم، لأن التكرار في التمثيل يضعف من قوة الشخصيات، وبالتالي يؤثر على العمل. ويرى النقاد أن ظهور نفس الأبطال بنفس الوجوه كل رمضان يؤدي إلى ملل المشاهد، خصوصا وأنه دائما يبحث عن الجديد، ويتطلع إلى رؤية قضاياه وذاته مصورة في مسلسل درامي. إذا، ما بين جزئه الأول والأخير نجاحات بدأت معنوية وانتهت مادية للقائمين على صناعته. فهل يقبل الجمهور هذه المعادلة، وينتظر متابعة الجزء الرابع من مسلسل باب الحارة؟