ما زال موضوع الأزمة السورية والتهديد الأمريكي بشن ضربة عسكرية ضدها على خلفية استخدام السلام الكيماوي يشكل محور اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس إلى جانب مواضيع أخرى كتطورات الوضع في مصر وليبيا واليمن والعلاقات بين شطري السودان . ففي مصر اهتمت الصحف بتطورات الأوضاع في سوريا بعد اجتماع الكونغرس الأمريكي أمس ، وتأييد جامعة الدول العربية للموقف الذي عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة ،بان كي مون، حول التعامل مع الرد المحتمل على جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية . كما تناولت الوضع الاقتصادي والأمني في البلاد. ففي الشأن السوري، كتبت صحيفة (الأهرام) تحت عنوان " الكونغرس يقترب من التصديق على ضرب سوريا" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقترب أمس من الحصول على تأييد عريض من الكونغرس لخطته بتوجيه ضربة عسكرية لسورية ، بعد فوزه بدعم قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ. وبخصوص الوضع الأمني في سيناء، أكدت الصحيفة نجاح القوات المسلحة خلال ال 48 ساعة الأخيرة في تنفيذ عمليات عسكرية خاطفة في سيناء قتلت خلالها 20 إرهابيا وأصابت 50 آخرين من العناصر المسلحة والإجرامية. أما جريدة (الأخبار) فتطرقت إلى المسودة الجديدة للتفويض التي أعدتها لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي أمس بطلب من الرئيس باراك أوباما لتوجيه ضربة عسكرية إلي النظام السوري، تثمن خصوصا تحديد الإطار الزمني لهذه الضربة ب 60يوما قابلة للتمديد 30يوما أخري. وفي لبنان تناولت الصحف موضوع الإضراب العام الذي شل المرافق الانتاجية بالبلاد أمس ، فضلا عن مواصلتها الاهتمام بالملف السوري. فتحت عنوان "جلسات (البوكر) الأميركي ترفع احتمال إقرار ضربة سوريا"، كتبت (الأخبار) (مقربة من دمشق) أن الخطوة الأولى في رحلة الأيام العشرة لانتزاع موافقة الكونغرس على العدوان على سورية قد بدأت، موضحة أن "قرارا قد مر في لجنة الخارجية والأمن في مجلس الشيوخ، حيث عقدت على مدى اليومين الماضيين جلسات أشبه بحلقات البوكر، الرهانات فيها عبارة عن مصير بلدان وحياة شعوب. لعبة تبدو كأنها تقليد أميركي مورس على مدى عقود، من أيام حرب الكوريتين، مرورا بكوبا وفيتنام وأفغانستان والعراق". داخليا، قالت (النهار) إن الإضراب الذي شنته الهيئات الاقتصادية اللبنانية أمس "اكتسب أبعادا عدة تجاوزت المطلب المحوري الأساسي الذي رفعته هذه الهيئات والمتمثل في الإلحاح على تشكيل حكومة جديدة تكون المنفذ من شبح الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يتهدد البلاد تحت وطأة الأزمات السياسية والامنية وانعكاساتها المخيفة على بقايا الصمود الاقتصادي"، بينما تساءلت (السفير) عن مصير "الصرخة التي وجهها الاقتصاديون أمس الى الطبقة السياسية للإسراع في تأليف الحكومة، عبر الإضراب (غير المسبوق). وفي الكويت اهتمت الصحف بمناقشة استعدادات الكويت للانعكاسات المحتملة للأزمة في سورية على الوضع الداخلي في هذا البلد ، إضافة الى الآثار الاقتصادية لهذه الازمة على بلدان الخليج العربي. وفي هذا الصدد أبرزت صحف ( الكويتية ) و( الجريدة) ، و( النهار) ان الحكومة عرضت خلال جلسة خاصة عقدتها أمس الاربعاء مع النواب ، خطتها لمواجهة تداعيات الحرب في سوريا والتي تقوم على إجراءات لمواجهة أي طارئ . وأضافت أن الحكومة قررت منع تصدير الاغذية ، مع توفير 200 مولد كهربائي في حالة وجود خلل في شبكة الطاقة الكهربائية ، فضلا عن تعبئة مخزون من المياه يكفي لمدة أربعة أشهر ، ومخزون من الدواء يغطي سبعة أشهر. وبخصوص انتخابات المجلس البلدي بالكويت 2013 ( الانتخابات الجماعية ) ، التي ستجرى يوم 28 من الشهر الجاري ، أبرزت صحيفة ( الوسط) أن امرأتين تقدمتا بترشحهما لعضوية المجلس البلدي الى جانب عدد هام من الرجال ، وذلك منذ انطلاق عملية الترشح التي تستمر حتى السادس من الشهر الجاري . وفي اليمن اهتمت الصحف بمضمون الكلمة التي القاها الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال لقائه بممثلي الشباب في مؤتمر الحوار الوطني أمس، وبتفاقم الأوضاع الأمنية للبلاد، وكذا بمجريات الحوار الوطني الشامل.هكذا أبرزت صحيفة (الثورة) الرسمية، قول الرئيس "الشباب هم الضمانة الرئيسية لاستكمال التحول الحضاري"، أما صحيفة (أخبار اليوم) فكشفت أن الرئيس أبلغ الحضور بأنه لا يريد التمديد له في منصب الرئيس، ناسبة اليه قوله "لا أريد تمديدا وكفاكم مزايدة".في المقابل هاجمت أسبوعية "الصحوة" التي يصدرها حزب (الاصلاح) الإسلامي، المشارك في الحكومة، عهد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وكذلك جماعة الحوثيين في إقليم صعدة، واعتبرت في مقال رئيسي لها ان "إفشال مؤتمر الحوار وعمل الحكومة والاعتداء على منشآت الدولة هي وسائل الثورة المضادة في اليمن". أما جريدة (اليمن اليوم) المقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح فتطرقت الى تفاقم الأوضاع الأمنية في البلاد مشيرة في هذا الصدد الى اغتيال ضابط في مأرب ونجاة آخر في شبوة وتحرير الحراك الجنوبي سيارة منظمة أجنبية في عدن، كما تطرقت الى "تجدد المواجهات بين الحوثيين وأولاد الأحمر (حزب الاصلاح) في منطقة العصيمات". وفي البحرين، اهتمت الصحف بمواضيع مختلفة من أبرزها المباحثات التي أجراها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس الأربعاء بلندن، مع وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، والتي أكد خلالها على ضرورة "وضع حد للمجازر في سورية". وأشارت صحيفة (الوسط) إلى أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي خاصة في المجال العسكري في ضوء رغبة البحرين في دعم المنظومة الدفاعية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بشراء طائرات الطايفون البريطانية. وتطرقت الصحيفة، من جهة اخرى، إلى إلغاء جلسة حوار التوافق الوطني، أمس، نظرا لمقاطعة المعارضة احتجاجا على قرار وزارة العدل إلزام الجمعيات السياسية بحضور ممثل عن وزارة الخارجية لقاءاتها مع الهيئات الدبلوماسية والتنظيمات الأجنبية. وأبرزت صحيفتا (أخبار الخليج) و(البلاد) دعوة رئيس الوزراء، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، إلى تسريع إجراءات التقاضي والفصل في ملفات الإرهاب وعدم التهاون مع الخارجين عن القانون تفعيلا لتوصيات المجلس الوطني. وفي السودان واصلت الصحف المحلية اهتمامها بالزيارة الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية جنوب السودان أول امس الثلاثاء للخرطوم . ونشرت صحف ( الخرطوم ) و ( الرأي العام) و ( الانتباهة ) ، في هذا الصدد ، مقالات أبرزت فيها" الحميمية والثقة " التي طبعت اجواء المحادثات بين الطرفين والكيفية التي تمت من خلالها معالجة المواضيع والقضايا الملحة والشائكة احيانا ، ملاحظة " ظهور معطيات ايجابية واضحة تصب في اتجاه دعم العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين ". وتحدثت صحيفة ( المجهر السياسي) عن إعلان بنك السودان المركزي ضخ المزيد من النقد الاجنبي للأبناك جراء القرار الناتج عن الزيارة القاضي باستمرار تدفق نفط جنوب السودان عبر الانابيب السودانية . على صعيد آخر تطرقت الصحف لموضوع رفع الدعم عن بعض المواد والسلع خاصة المحروقات . واودت صحيفة ( السوداني ) بهذا الخصوص تصريحات لوزير التجارة اكد من خلالها أن الحديث عن رفع الدعم عن المحروقات في السودان في ظل عدم تخفيض تكلفة الانتاج أضحى قابلا للنقاش . أما صحف ليبيا فاهتمت بقرار الحكومة الليبية رفع أجور موظفي الدولة وإنشاء لجنة أزمة لمعالجة الاوضاع الامنية التي تواجهها البلاد ونفي المؤتمر الوطني العام مناقشته لأي مقترح للاستعانة بقوات أجنبية . وأفادت صحيفة "ليبيا الجديدة" بأن رئيس الوزراء علي زيدان أعلن أمس في مؤتمر صحفي عن قرار برفع أجور موظفي الدولة بنسبة 20 بالمائة مبرزا أن هذه الزيادة التي سترافقها منح سنوية "وفقا لأوضاع الاقتصاد والتضخم " ستنضاف الى "منحة العائلة" والى مبلغ مالي آخر سيعزز دخل المواطنين بعد رفع دعم الدولة عن السلع. وأوردت صحيفة "فبراير" نفي المؤتمر الوطني العام للاخبار التي تداولتها بعض وسائل الاعلام والتي مفادها أن المؤتمر ناقش مقترحا بشأن الاستعانة بقوات اجنبية لفرض الامن بعد تفاقم الاختلال الامني وتعطيل تدفق امدادات النفط عبر الموانئ والحقول النفطية. وفي الجزائر واصلت الصحف اهتمامها بالواقع السياسي في البلاد، خاصة في ظل أنباء عن إجراء تعديل حكومي، حيث رأت صحيفة (الشروق) أنه "حتى وإن ظل هذا التعديل مجرد قيل وقال ومستبعدا برأي ملاحظين بسبب الأولويات والرهانات المنتظرة قريبا، فإن أوساطا سياسية تعبد الطريق نحوه بمبررات واقعية، وجدوى تفرضها عدة معطيات وقرائن، أهمها ما يرتبط بتعطل البرنامج الرئاسي أشهرا قليلة قبل انقضاء العهدة الثالثة لبوتفليقة، وكذا الاستعدادات التي تستدعيها رئاسيات 2014، ومضمون التعديلات التي ستطرأ على الدستور الجديد".ومن جهتها كتبت صحيفة (الخبر) أن "هناك واقعا ملموسا لا يمكن القفز عليه هو أن الرئيس لم يجتمع بوزرائه منذ قرابة سنة، أي حتى قبل مرضه، وفي المقابل يد الرئيس مذكورة في الصراع السياسي المحتدم" وانتقدت صحيفة (جريدتي) الصور التي يتم ترويجها للرئيس وهو يستقبل كبار مسؤولي البلاد على غرار قائد أركان الجيش القايد صالح والوزير الأول عبد المالك سلال، حيث "يجري في كل مرة يجري إظهار بوتفليقة بصور مهينة لا تليق بمقامه ولا بمنصبه، وقد حولوه إلى ما يشبه الدمية تحرك وفق ما يريده المخرج، حتى صوته لم يسمعه الجزائريون منذ فترة طويلة. فالمشاهد الصامتة التي بثت عندما قيل أنه استقبل سلال وبعدها صالح لمرتين تؤكد أن الرجل لا يتحكم حتى في حواسه. فكيف به أن يحكم دولة بحجم الجزائر ويسيرها في ظروف صعبة ومعقدة أمنيا وإقليميا مثلما هي عليه الآن.