يتطلع البارالمبيون المغاربة بقوة إلى تعزيز مكانتهم على خارطة الرياضة العالمية، من خلال تكريس التألق الذي حققوه في الدورات الثلاث الأخيرة من الألعاب البارالمبية، التي تنطلق نسختها ال16 بالعاصمة اليابانية طوكيو في 24 غشت الجاري وتستمر إلى غاية خامس شتنبر المقبل. ويطمح الرياضيون والرياضيات المغاربة إلى إعلاء العلم المغربي خفاقا على أرض بلاد "الشمس المشرقة"، بعدما أضاؤوا سماء لندن وريو دي جانيرو، وتمكنوا من الخروج من دائرة الظل ليصنعوا تاريخ رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة الوطنية في أكثر من محفل عالمي. وتعد هذه تاسع مشاركة للمغرب في الألعاب الأولمبية الموازية (البارالمبية) بعد دورات 1988-سيول، و1992-برشلونة، و1996-أتلانتا، و2000-سيدني، و2004-أثينا، و2008-بكين، و2012-لندن، و2016-ريو دي جانيرو. وحصد الرياضيون المغاربة في مجمل مشاركاتهم 27 ميدالية، بواقع 12 ذهبية و7 فضيات و8 برونزيات، في أفق المراهنة على المحطة القادمة من الألعاب من أجل كسب المزيد من الميداليات والألقاب. أما الرياضات التي شارك فيها المغرب في الدورات السابقة فتمثلت في السباحة، وألعاب القوى، وكرة السلة على الكراسي المتحركة، والكرة الطائرة جلوس، وكرة المضرب على الكراسي المتحركة، ورفعات القوة، وكرة القدم للمكفوفين، والترياثلون. ففي دورة سيول 1988، تشكل الوفد المغربي من سبعة رياضيين، منهم أربعة في ألعاب القوى (أبو زداد عبد الرزاق، وعنباز عبد الرزاق، وخولى فؤاد ولعلالي سعيد) وثلاثة في السباحة (عبد الجليل البيار وعز الدين السرغوشني وعز الدين زوري)، إضافة إلى فريق كرة السلة على الكراسي المتحركة (عليلو محمد وخالد النادي وكداري عبد الكريم ومراد مسعودي وميلودي حافا وعبد المجيد نجمي). وشارك المغرب بخمسة رياضيين فقط في دورة برشلونة بإسبانيا عام 1992، أربعة في ألعاب القوى (أبو زاد عبد الرزاق ومصطفى بويحيا ومدجينوش كريم وحسن صمصم) ورياضي واحد في السباحة (حسن شكبوب). وفي أولمبياد أتلانتا لسنة 1996، خاض المنافسات أربعة رياضيين؛ اثنان في ألعاب القوى (مدني مرضي ولكبير مسند) واثنان في رفعات القوة (خالد كردة وسعيد الطويل). أما دورة سيدني 2000، فشارك المغرب فيها برياضات ألعاب القوى (أحمد النموري) والسباحة (بدر بوبكر) ورفعات القوة (سعيد كلخ وعبد القادر الشاطبي وفتيحة أطرطور وخديجة عاصم وسعيد الطويل). وخلال أولمبياد أثينا 2004، ارتفعت تمثيلية المغرب إلى عشرة رياضيين، ستة في ألعاب القوى (محمد ضيف ومصطفى أوزاري وعبد الجليل العاطفي والكرعة ليلى وعبد الله الزين وعبد الغني كطيب)، وأربعة في رفعات القوة (خديجة عاصم ومليكة مطار وسعيد كلخ وأحمد الخياطي)، في حين شارك المغرب في دورة بكين ب14 رياضيا ورياضية تباروا في ألعاب القوى، وأربعة في رفعات القوة. وشهدت دورة لندن 2012، مشاركة المغرب لأول مرة بأكبر وفد رياضي في تاريخه، تشكل آنذاك من 15 عداء وعداءة في ألعاب القوى و11 في الكرة الطائرة جلوس و3 في رفعات القوة ولاعب واحد في كرة المضرب على الكراسي المتحركة. وشارك المغرب في دورة الألعاب البارالمبية ريو 2016 بوفد قوامه 26 رياضيا ورياضية تنافسوا في رياضات ألعاب القوى ورفع الأثقال والثرياتلون وكرة القدم، وذلك من أصل حوالي 4300 بطل وبطلة مثلوا 160 بلدا في 22 نوعا رياضيا من أجل الفوز ب2642 ميدالية، منها 528 ذهبية. ومثل ألعاب القوى المغربية 14 رياضيا هم عبد الإله مام، وسعيدة عمودي، ويوسف بن إبراهيم، وسناء بنهمة، والأمين الشنتوف، الحاصل على الميدالية الذهبية لسباق 5000م في دورة ريو، وعز الدين نويري، صاحب ذهبية رمي القرص في الدورة ذاتها، ويسرى كريم، ويوسف ودالي، وحياة الكرعة، ومحمد أمكون، وحسناء موبال، وعبد الهادي الحارثي، وحفيظ أحراك، ومهدي أفري. وفي رياضة رفعات القوة، كان المغرب ممثلا بالرباعة نعيمة اليسري، إلى جانب محمد لهنة في رياضة الترياثلون. وفي كرة القدم للمكفوفين، ضم المنتخب المغربي، بطل إفريقيا، عشرة لاعبين هم عماد بركة، وعثمان درويوش، ومحمد الداودي، وأحمد العزوزي، وزهير سنيسلة، وحسن المكاوي، وعبد الرزاق الحطاب، وحسام غيلي، وسمير بارا، وأيوب الصراخ. ونجح المغرب خلال دورة ريو دي جانيرو، في تحسين موقعه على سبورة الترتيب (المركز 33)، وتخطي ما تم تحقيقه في دورة 2012 بلندن، حيث اكتفى آنذاك باحتلال المركز 37، فضلا عن إحرازه ميداليات في تخصصات كان شارك فيها لأول. ويشارك المغرب في الدورة السادسة عشرة للألعاب الأولمبية الموازية (طوكيو 2020) بأكبر وفد رياضي في تاريخه (38)، يتشكل من 19 عداء وعداءة في ألعاب القوى، و3 في رفعات القوة، و2 في كرة المضرب على الكراسي المتحركة، ودراج واحد في سباق الدراجات، و3 في الباراتايكواندو، و10 في كرة القدم الخماسية للمكفوفين. وتميزت المشاركة المغربية في دورات الألعاب البارالمبية بتحطيم الأمين شنتوف الرقم القياسي العالمي لسباق 5000م لفئة تاء 12، بعد إحراز ذهبية دورة لندن.