وجه محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية صبيحة اليوم الأحد بالرباط العديد من الرسائل لكل الفرقاء السياسيين، مؤكدا أن حزبه ستكون له كلمة واضحة في حال تشكيل الحكومة المقبلة، على مستوى هيكلتها وتوجهاتها الأساسية، أو بصدد موقف الحزب منها أو موقعه فيها. وقال بنعبد الله كلمته خلال انعقاد لجنة الحزب المركزية إنه لن يكون هناك مناص من إجراء انتخابات سابقة لأوانها ، إن لم تسفر المشاورات الجارية حاليا لتشكيل أغلبية حكومية جديدة، مؤكدا أن حزبه "مستعد تمام الاستعداد لكل الاحتمالات بما فيها الانتخابات السابقة لأوانها"، وإن "كان يرى أن التعامل الرصين، في هذا المجال يستوجب الحرص على تجاوز الأزمة الحكومية بأقل تكلفة، وهو حل مناسب يغني عن إجراء انتخابات سابقة لأوانها"، في الوقت الذي قال فيه إن حزبه "سيجتهد كذلك من أجل ضمان تمثيلية منصفة للنساء في تركيبة الحكومة المرتقبة". الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أكد "أن المؤسسة الملكية أبانت عن إرادة إصلاحية أكيدة وحرصت على إعمال المنهجية الديموقراطية المنصوص عليها في الدستور الجديد، لدى تعاملها مع الأزمة الحكومية الأخيرة"، مشيرا إلى "استبعادها التأويلات التعسفية لمقتضياته والالتزام بالتأويل الديموقراطي". وفي هذا الاتجاه أوضح بنعبد الله أن ما يميز المغرب من خصوصيات النظام المؤسساتي، لا تستقيم معه المقارنات السطحية التي يحاول البعض عقدها بين تطورات الوضعية السياسية فيه ومسار الأحداث في عدد من البلدان التي شهدت ما شهدته من حراك شعبي واجتماعي واسع النطاق، متعدد الآثار ومتباين الانعكاسات". وأثناء حديثه عن المشاورات التي "تهدف إلى تشكيل أغلبية جديدة في نطاق تطعيم أو ترميم الحكومة الحالية"، جدد بنعبد الله التأكيد أن "قرار مشاركتنا في هذه التجربة الحكومية الجديدة، جاء لمواجهة الانحرافات ومحاولات للتطويع والتحكم والهيمنة"، مضيفا أنه "كان قرارا صعبا معقدا وشجاعا، ولكنه قرار سيادي ومحسوب ولم يتخذ على حساب هويتنا ومبادئنا، ولم يتعارض مع خطنا الاستراتيجي". وفي هذا السياق هاجم الامين العام لحزب الكتاب حميد شباط الامين العام لحزب الاستقلال، واصفا قاموسه "بغير اللائق ولا المشرف حتى لا أقول سوقي ومنحط"، يضيف بنعبد الله الذي أكد أنه "فوجئنا بازدواجية خطاب طرف من الأغلبية الذي يتفق مع باقي مكونات التحالف على أمور ويتوجه للرأي العام بتصريحات معاكسة تماما، متماديا في المس بكرامة الأشخاص وتبخيس عمل الأغلبية والحكومة"، والكلام موجه لشباط دائماً. وأضاف نفس المتحدث "أدركنا أن هناك مناورات تستهدف تعطيل عجلة التقدم وتحريف مسار الاصلاح عن وجهته الصحيحة، بل ومحاولة افتعال أزمة سياسية بلادنا في غنى عنها"، مشددا على "أن خير جواب إنما يتمثل في الانكباب الجدي على إخراج الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية إلى حيز الوجود، من خلال تسريع وتيرة العمل الحكومي والرفع من فعاليته ونجاعته". وبعدما سجل بنعبد الله بإيجابية البدء في هذه المشاورات، تأسف لخروج حزب الاستقلال من هذه التجربة المشتركة، مؤكدا أنه "كنا نود أن نستكمل معهم المشوار ونواصل مسار الاصلاح من داخل الحكومة"، قبل أن يشدد على أنه دقت ساعة الحسم في أفق تحقيق الجيل الجديد من الاصلاحات الجذرية الذي لابد وأن تتجه بلادنا صوبه. وفي إطار تعديل النظام الداخلي لمجلس النواب، عبر الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن أسفه الشديد لما وصفه ب"السلوك المتملص" "وخلفه تدخلات تحكمت في تغيير الموقف لأغراض ليست حتى سياسية، لأن السياسة أخلاق و التزام، وإنما هي أغراض سياسوية ضيقة"، مشيرا في هذا الاتجاه أنه "خلافا لم يتم ترويجه عن جهل أو عن سبق إصرار وترصد ورغبة دفينة في التغليط فالفريق لا يزال قائما وسيظل كذلك بمقتضى حكم صادر عن المحكمة الدستورية وغير قابل للطعن".