توالت خلال شهر رمضان الجاري تصرفات طائشة كان أبطالها مسؤولون وأعوان سلطة، زاغوا عن مهامهم التي يحددها لهم القانون، ليدخلوا في مواجهات غير محمودة العواقب مع مواطنين، أو ليقوموا بسلوكيات تمس حقوق الإنسان وتحط من الكرامة الإنسانية. قائد المقاطعة السابعة في مدينة العرائش واجه اعتصاما لسكان بعض الأحياء بالمدينة كانوا يطالبون بما يعتبرونه حقوقا لهم، بأن حاول فض الاعتصام بتدخله شخصيا، و"صفعه" لأحد الشباب أمام الملأ، وفق ما نشره موقع إلكتروني محلي، وهو ما أجج الاحتجاجات ضد رجل السلطة هذا، خاصة عندما همَّ باعتقاله، بيد أن باقي الشباب تدخلوا لانتزاعه من يده. وقال خالد السموني الشرقاوي، مدير المركز المغربي لحقوق الإنسان، في تصريحات لهسبريس، إن قائد العرائش ليس من حقه صفع المواطن، مضيفا بأنه حتى لو خرق المواطن القانون وتجاوزه فإنه على القائد أن يتصرف وفق المساطر القانونية المتاحة أمامه. ووصف السموني صفع القائد للمواطن أمام الملأ بأنه "إهانة بالغة وجب فتح تحقيق إزاء هذه الواقعة"، مطالبا في هذا السياق من مصالح وزارة الداخلية بإجراء هذا التحقيق من أجل عدم انتهاك حقوق الإنسان في البلاد، والضرب على يد العابثين بكرامة المواطنين. وتابع المتحدث بأنه إذا ثبت أن هذا القائد صفع المواطن فإنه لا يستحق أن يكون رجل سلطة، ويجب أن تعفيه وزارة الداخلية من مهامه، مردفا بأن رجل السلطة ينبغي أن يكون رجلا حكيما ومنفتحا على الحوار مع المحتجين، ومتمتعا بمبادئ حقوق الإنسان حتى يواكب التوجهات الرسمية للدولة التي تتحدث عن المفهوم الجديد للسلطة. وفي منطقة أغواطيم بإقليم الحوز، اعتدى أربعة عناصر من القوات المساعدة على بائع للتين الهندي "الكرموص"، بسبب رفضه مدهم إتاوة مالية حتى يغضوا الطرف عن بيعه على قارعة الطريق، قبل أن يهددوه بالاغتصاب، ويجبروه على تقبيل أرجلهم، وهو ما فعله تحت الإكراه. ورفعت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، يوم الجمعة، دعوى قضائية، اطلعت عليها هسبريس، ضد هؤلاء "المخازنية" بتهم الاعتداء على المواطن "محماد هركار"، والشطط في استعمال السلطة، ومحاولة الاغتصاب والابتزاز". من جهته اعتبر مدير المركز المغربي لحقوق الإنسان، في تصريحاته لهسبريس، أن طلب "المخازنية" من البائع تقبيل أحذيتهم، عمل دنيء وحاط بالكرامة الإنسانية، مشيرا إلى أن الاتفاقية التي صادق عليها المغرب بخصوص مناهضة التعذيب تشمل أيضا الأعمال التي تحط من الكرامة. ولفت الناشط الحقوقي إلى أن إجبار هذا المواطن على تقبيل أحذية أعوان السلطة يدخل في إطار الأعمال الحاطة بالكرامة الإنسانية، وبالتالي هي أحد أنواع التعذيب، مشددا على ضرورة متابعة هؤلاء "المخازنية" مع توقيفهم من مهامهم"، وفق تعبير الشرقاوي.