وجهة نظر في المشهد السياسي: من الصعب على بعض السياسيين في المعارضة الحالية أن يصطدموا مع التصحيح والتغيير التي تواكبه اليوم الحكومة جنبا إلى ملك البلاد , والأكيد أن لحظة الإنفطام وقطع منابع الفساد جعلت البعض يثور كالثور المصاب بالجنون لهذا كانت حملة الإنتقاذات من أول يوم عين خلاله الملك محمد السادس رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وقبل الإعلان عن برنامج حكومته, حيث عايشنا أحزابا تصرح بأنها تأسست ضد حزب العدالة والتنمية وأخرى اتهمت الحزب نفسه بأنه حزب دعوي وليس سياسي وأنه يوظف الدين من أجل أغراض سياسية ومنهم من استهزء بالحجاب واعتبره " درة " أو " زيف " . ومن حاول أن ينكث على ربطة العنق التي يتزين بها رئيس الحكومة بعد رئاسته للحكومة فحين الأحزاب المجرورة والمخدومة المسخرة للتحالفات والتصفيق حكمت بفشل حكومة بن كيران في بداية انطلاق أشغالها متناسية بأن الملفات العالقة التي ورثتها الحكومة هي تراكمات للسياسة العرجاء التي نهجتها الحكومات السالفة أي أن الحكومة الحالية أخذت المبادرة باش تنقي البلاد من الأوساخ والنجس الذي فرخته سابقاتها من خلال تدبيرها للشأن العام (...) فلماذا بعض النواب في البرلمان المغربي وكذا بعض الوزراء السالفين لم ينصحوا أنفسهم ساعة التدبير ؟ ولماذا اليوم أصبح التآمر على حكومة بنكيران وكأنها من كانت السبب في تعطيل المسار التنموي والحقوقي للبلاد ؟ ولماذا تقدم حزب الإستقلال بانسحاب وزرائه من الحكومة بعد أن رفضت كل مكونات هذه الحكومة تدخل الأمين العام حميد شباط في شؤون الحكومة وخاصة رئاستها صابا جام غضبه وبدون حياء مستعملا كلمات الزناقي لاستفزاز عبد الإله بنكيران والسيد بنعبد الله ؟ وعن البهرجة السياسية منساوش بأن الملك الراحل الحسن الثاني كان قد شبهها بسيرك والكلمة تحمل ما تحمل من انعكاسات على الواقع الذي نعيشه اليوم داخل المؤسسة التشريعية (...) فلا يعقل أن تتآمر أحزاب من أجل تصفية الحسابات ؟ وليس من الحكمة أن تعادي أحزاب حزبا لكونه يكرس الخصوصية والثقافة المغربية ويرفض الدخيل من إديولوجيات تعادي إسلام الدولة وترى فيه التخلف والرجعية باسم الحداثة والحريات الجنسية والركوب على قضايا المساواة وتحرير المرأة ودعم الإفطار في رمضان والناس صيام وتوسيع دائرة الشذوذ باسم الحريات الفردية وتقنين الدعارة لتصبح مهنة مشروعة واستباحة العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج كما هو الحال من تفريخ كثير من الجمعيات العلمانية صانعة الفتنة والتشويش على إمارة المؤمنين . فالمقايضة التي استعملها حزب الإستقلال كورقة ضغط , لم تأكل ثمارها لأن حزب العدالة والتنمية كان واعيا بطرح مطالب حميد شباط التي أراد من خلالها احتلال وزارة الصحة والنقل والتجهيز والمالية والخارجية والتشغيل وكلها وزارات استفاذ منها الحزب حتى جعلها بقرة حلوبا وضرعا سمينا ساعة الإنتخابات , وليس مايبرر طلب استقالة الوزراء غير مصلحة شباط التوسعية . أنزعج كثيرا عندما أتابع بعض الأسئلة الشفوية كما هو الحال لوزير سابق وهو يوجه انتقاذاته للحكومة ويزكي ما قاله بمقترحات متناسيا أنه واحد من الوزراء الذين ساهموا في سوء تدبير الشأن العام وأنه وزير غير مرغوب فيه داخل أي حكومة قادمة وسياسيا انقضى أمره وعليه بالرحيل , لكن دون حمرة الخجل وعنوة يستمر وبنفس المهلة كما هي برامج التلفزة المغربية المرفوضة والمردودة على قسم الإنتاج . أما بعض البرلمانيين فسامحهم الله , ماشي حيث عندهم الفلوس , حيث معندهم لا لغة ولا ثقافة ولا رؤيا ولا برنامج ولا تمثيلية الشعب فتجده يحفظ ما كتب له بأحد الأقلام دون فائدة وحتى الآيات القرآنية يقراها بالغلظ وليس في محلها , زد عليهم التمتامة واللي حاضر باش يصفق واللي كيقضي مشاريع ديالو داخل القبة وتبقى المسؤولية على الذين صوتوا عليهم وسمحوا لهم بمعرفة طريق الرباط فمن الحمارة الطيارة حاشاكم (...) فهذا النوع من البرلمانيين وفي الغرفتين بدورهم يجندون من أجل إظهار عيوب الحكومة بطرق ملتوية قصد إقناع الأمة وإقناع الشعب بهزالة تدبير الشأن العام " والجمل كيشوف غير لحذبة ديال صاحبو " المهم أن يأتي على الأخضر واليابس مقابل إرضاء من يحافظ له على مقعده داخل البرلمان ويبقى محصنا باسم السلطة والنفوذ والهواتف الحمراء مقابل أن يشهد ولو بالزور المهم مصلحته العليا قبل مصالح البلاد والعباد (...) * صحفي