تعقد القيادة العامة للجيش المصري اجتماعا حاليا برئاسة وزير الدفاع القائد العام للجيش، الفريق عبد الفتاح السيسي، وبدون مشاركة الرئيس محمد مرسي الذي يعد القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمتابعة تطورات الأزمة القائمة بين الرئيس والقوى المعارضة، وذلك قبل ساعات من انتهاء مهلة الجيش لجميع الأطراف السياسية بالتوصل لحلول. وأمهل الجيش، الإثنين الماضي، جميع القوى السياسية مهلة 48 ساعة، تنتهي عصر اليوم، ل "الاستجابة لمطالب الشعب"، محذرا من أن عدم حدوث ذلك سيدفعه إلى أن يضع هو "خارطة طريق المستقبل" بالتشاور مع القوى السياسية والشعبية والشبابية، وذلك بعد مظاهرات قامت بها قوى معارضة للمطالبة بتنحي مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بدعوى "فشله" في إدارة شؤون البلاد، ومظاهرات أخرى مؤيدة له تطالب ببقائه. وقال مصدر عسكري مسؤول إن هناك خطة لفرض السيطرة الأمنية في جميع المحافظات، وإن كافة الوحدات العسكرية على درجة عالية من الاستعداد، وإن الجيش "لن يسمح بأي أعمال عنف"، وفي الوقت نفسه فإن القيادة العامة للجيش "تكن كل الاحترام لمؤسسة الرئاسة وتنتظر منها التحرك الإيجابي نحو تلبية مطالب الشعب". ورفض العديد من القيادات العسكرية التصريح عن الخطوات المتوقع اتخاذها في اللحظات القادمة، إلا أن أن مصادر عسكرية أشارت لإذاعة قيادة الجيش بيانا مع انتهاء المهلة المقدمة للأطراف السياسية بحلول عصر اليوم، وأنها قد تتجه إلى تكليف شخصية عامة بتشكيل الحكومة، فيما لم يتم الإشارة إلى مصير الرئيس. من ناحية أخرى نفت المصادر وجود خريطة طريق جاهزة لدى الجيش، مشيرا إلى أن الجيش سيضع الخطة بالتشاور مع القوى السياسية. ويسود توقع بين الأوساط السياسية، خاصة قوى المعارضة، أن الجيش سيتجه إلى إنهاء حكم مرسي، فيما لم تتضح الرؤية حول كيفية هذا الإنهاء أو مصير مرسي بعده. ومن جانبه قال اللواء أركان حرب علاء عز الدين؛ المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة والمقرب من القيادة العامة للجيش، إن الأخير لديه العديد من السيناريوهات للتعامل مع الوضع خلال الساعات القادمة. وأضاف لمراسلة "الأناضول" أن الجيش قد يتجه لفرض حالة الطوارئ لضبط عملية الأمن ومناشدة المتظاهرين العودة إلى منازلهم. وكان صفحة "أدمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة" على موقع "فيس بوك" والتابعة للجيش المصري نشرت فجر اليوم تحت عنوان "الساعات الأخيرة" أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي قال إنه "أشرف لنا أن نموت من أن يروع أو يهدد الشعب المصري ، ونقسم بالله أن نفتدي مصر وشعبها بدمائنا ضد كل إرهابي أو متطرف أو جاهل". ويأتي هذا المنشور الذي لم يحدد متى ولا في أي ظرف ذكر السيسي هذه الكلمات، بعد أقل من ساعتين من خطاب للرئيس المصري محمد مرسي، أكد فيه على تمسكه بشرعية بقائه في الحكم حتى انتهاء مدته في يونيو 2016، كأول رئيس منتخب للبلاد بعد ثورة 25 يناي 2011، حتى لو كان دمه "ثمنا لذلك"، على حد قوله.