بعد عودة الهدوء إلى المعابر الحدودية مع سبتةالمحتلة، تتجه الأنظار إلى وضعية عدد من الأطفال المغاربة الذين تمكنوا من العبور إلى الثّغر المحتل، والبالغ عددهم 1500 قاصر، غالبيتهم من المدن المحاذية للفنيدق. وأعادت السّلطات الإسبانية طيلة الأيام الثلاثة السّابقة حوالي 6600 مغربي إلى مدينة الفنيدق المحاذية لسبتةالمحتلة، فيما تمكن ما يقرب من 10 آلاف شخص من الوصول إلى الثّغر الإسباني. وقالت مصادر إسبانية إنه "من الصعب تحديد عدد الأشخاص الذين دخلوا سبتةالمحتلة، في وقت تشير التقديرات إلى أنه كان هناك ما بين 8000 و10000، ويبدو أن 6600 عادوا إلى المغرب". ووصل معظم هؤلاء المهاجرين عن طريق السباحة وآخرون في قوارب مطاطية؛ بينما تشير مصادر حكومية إلى أن العدد الإجمالي من القاصرين المغاربة الذين بلغوا سبتة حوالي 1500 قاصر. وأظهرت شرائط منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي عددا من الأطفال الذين وصلوا لتوّهم إلى سبتة وهم يفترشون الأرض، كما ظلوا لساعات بدون أكل أو شرب، فيما يحرسهم أفراد من الشرطة الإسبانية. بينما تحاول الحكومة الإسبانية أن تبدد هذه المزاعم بتأكيدها أنه يتم إطعام وكساء القصر المسجلين في هذه المراكز، ويمكنهم البقاء فيها بعد الخضوع لاختبار كوفيد -19؛ "لكن كثيرين غيرهم ينامون في العراء في الحدائق وتحت القناطر، وهم مفلسون وجائعون"، وفقا لما نقلته وكالة "afp" الفرنسية. وتشير التقديرات إلى أن غالبية الأطفال الذين وصلوا إلى سبتة هم تلاميذ تركوا قاعات الدراسة، جاء الكثير منهم بمفردهم، وعبر آخرون الحدود مع الأصدقاء أو الأشقاء الأكبر سنًا؛ والغالبية العظمى من الأولاد أو المراهقين في أوائل العشرينات من العمر. وقال كارلوس رونتومي، النائب الثاني لرئيس سبتةالمحتلة، لإذاعة إسبانيا الوطنية: "لا يمكننا تحمل هذا العبء، فهناك العديد من الأطفال يجب أن يعتنى بهم، والحل الوحيد هو التوزيع بين باقي المناطق المستقلة". "الحل لا يمكن أن يكمن فقط في سبتة"، جادلت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية، إيون بيلارا، وزادت: "يجب على الدولة ككل مواجهة المشكلة، مع مراعاة مصالح القاصر دائمًا". وقالت كارميلا ديل مورال من منظمة "أنقذوا الأطفال" غير الحكومية لوكالة فرانس برس: "هذا الإجراء يمكن أن يساعد في تخفيف الضغط الفوري على نظام الرعاية الصحية في سبتة، مع تقديم رعاية أفضل لهؤلاء الأطفال".