أيام تفصلنا عن هذا الحدث العظيم فقد طال انتظار المحبين وازدادوا شوقا وحنين ، دموع الفرح انسكبت والقلوب إلى هناك ذهبت تسابق الأجساد إلى بيت الله اتجهت، تأشيرات العمرة وزعت ، والروح باتت تفيض حبا للقاء لتحل ضيوفا على بيت الرحمان، في رحلة تكاد تشبه الموت: اغتسال إحرام وترك للدنيا ومشاغلها في شهر مبارك أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار اختلفت النوايا و الأعمار وتعددت الدعوات في جوف القلوب إلى رب رحيم بالسماء ، لكن اجتمعت تحت « … لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك » : شعار أجواء تزيد القلوب خشوعا وطهرا، نسمات روحانية تفوح بعبق الإيمان، أريج، عطر، صوت يقشعر « لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك والخير كله بيديك والشر ليس إليك» : له الأبدان ضمائر استشعرت عظمت من عصت فذهبت إليه لتتجدد وتتطهر وترتوي تقوى وإيمانا، أرواح تيقنت أن لا ملجئ لها من خالقها إلى إليه : أطفال نساء شيوخ ورجال صح فيهم قول الرحمان -وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ-وهذه عمرة رمضان تعدل ثواب حجة مع رسول الله الكريم إذ قال: - فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة - رواه البخاري 3/603 ومسلم 1256 ففي ذلك المكان العظيم، يزيد المسلم تقربا إلى ربه بالطاعات من صلاة وصيام وقيام وأداء للمناسك وتسبيح وتهليل وذكر ودعاء، مبتعدا عن شهوات دنيا فانية، متحليا بأخلاق القران، مقتديا برسول الله لا …يؤذي مسلما، صبورا حليما لينا فنسال الله لهم عمرة مقبولة وسعيا مشكورا وذنوبا مغفورة بإذن الله