بعدما سبقت الدعوة إلى مسيرة وطنية داعمة للقضية الفلسطينية، استعاضت عنها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" ب"يوم احتجاجي" على المستوى الوطني، بعد غد الأحد. تم هذا في ندوة صحافية استقبلها مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الجمعة، وقال فيها المنسق الوطني للجبهة، الطيب مضماض، في تصريح ل هسبريس: "نتمسّك بكون تنظيمِ المسيرة من حقنا ... السلطات توقف الحافلات والسيارات لكي لا تصل إلى الرباط، وتظهر المسيرة على أنها مسيرة المئات فقط ... لن نسقط في هذا الفخّ". يأتي هذا بعد قرار المنع الذي أعلنته السلطة الولائية لجهة الرباط، بعد دعوات مدنية إلى مسيرة صباح الأحد 23 ماي الجاري، وبعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار، من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني حيز التنفيذ. علما أن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين تشبّثت بتنظيم "مسيرة الأحد الوطنية"، في ندوة صحفية، استقبلها أمس الخميس، مقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية. ومن المرتقب أن تنظم الجبهة "قافلة تضامنية مع الشعب الفلسطيني"، مع التنسيق مع باقي الهيئات الداعمة لفلسطين من أجل جمع تبرعات تسهم في إعادة إعمار غزّة وباقي المناطق الفلسطينية المتضررة من القصف الإسرائيلي. وفي الندوة الصحفية التي حضرها كل من النقيب عبد الرحمن بنعمرو، ورئيس الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان عبد الإله بن عبد السلام، ونائب منسق الجبهة عبد الصمد فتحي، ومنسقها الطيب مضماض، وجهت الهيئة "تحية إجلال وإكبار إلى أبناء وبنات الشعب الفلسطيني الصامد المجاهد بكل فصائلهم وأطيافهم في كل المدن والمناطق، أطفالا وشيوخا ونساء ورجالا، وتحديدا إلى رجال المقاومة ونسائها، مع خالص العزاء في الشهداء، والمتمنيات بالشفاء للجرحى، والتضامن مع اليتامى والمشرَّدين". "وبمناسبة وقف إطلاق النار " هنّأت الجبهة المغربية "الشعب الفلسطيني على انتصاره على العدو المحتل بفضل صموده ووحدة عمليات فصائله"؛ كما توجّهت إلى "الشعب المغربي بخالص التقدير والشكر، بكل فئاته وطبقاته وهيئاته"، واصفة إياه ب"الشعب الصادق المخلص للقضية الفلسطينية دائما وأبدا، باعتبارها قضية إنسانية عادلة، وقضية هوية ومقدّسات وتاريخ ووجود". وترى الجبهة في المنع بداعي حالة الطوارئ الصحية، المترتبة عن جائحة "كورونا": "كذبا وتدليسا على الشعب المغربي وعلى القضية؛ فالمنع في المغرب لا يطال إلا من له علاقة بالنضال الشعبي والتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته". وترى الجبهة أن المغرب الرسمي "حدّد ولاءه ومواقفه وانحيازه للعدو الصهيوني بتوقيعه على قرار التطبيع"، مضيفة: "لو كان يملك ذرّة حياء أو ذكاء سياسي لاستغلّ الظرف التاريخي الحالي والاستثنائي للقطع النهائي لعلاقاته مع مجرمي الحرب، قتلة الأطفال والنساء والمدنيين والإعلاميين...". وفي هذا السياق يقول منسق الجبهة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن يوم الأحد 23 ماي سيكون "يوما وطنيا، يكون التعبير فيه شعبيّا وجماهيريّا، لتتمكّن المواطنات ويتمكّن المواطنون في كلّ المدن، من قول كلمتهم في قضية دعم الشعب الفلسطيني وتطبيع النظام الرسمي المغربي مع الكيان الصهيوني". ويذكر مضماض أن جميع مكونات الجبهة ستشارك في مهرجان تضامني مع الشعب الفلسطيني؛ "لنبيّن للشعب المغربي أن القوى الحية بكاملها لها كلمة وصوت واحد تجاه القضية الفلسطينية وتطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني". كما يتحدث المصرح عن "انطلاق المشاورات لتنطلق ميدانيا قافلة طبية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، تسبق الدعم المادي والميداني والفعلي، في غزة وباقي المدن التي أصابها العدوان"، وزاد: "سنحشد لها كامل الدعم الشعبي، ونحن نعلم أن الشعب المغربي بفقرائه وأغنيائه، وشبابه وشيوخه، ونسائه ورجاله، مستعد للتضحية من أجل القضية الفلسطينية". من جهته يقول عبد الصمد فتحي، نائب منسق الجبهة المغربية، إن "وقف إطلاق النار ليس نهاية للعدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني؛ فقبل إطلاق النار كانت هناك انتهاكات، وجرائم عنصرية في حق هذا الشعب". ويزيد فتحي في تصريح ل هسبريس: "سنستمر إن شاء الله عز وجل في التضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالكيان الصهيوني، وفضح كل أشكال التمييز العنصري التي تمارسها دولة الأبارتايد (الفصل العنصري) ضد الشعب الفلسطيني، وفضح كل أشكال الاقتحام والتدنيس ومحاولة تهويد القدس؛ لأن المعركة في غزة انطلقت من أجل القدس ومن أجل المسجد الأقصى، وهذه القضية وقضية حي الشيخ جراح مازالت مستمرّة، وسنبقى صامدين مدافعين عن قضايا القدسوفلسطين إلى النهاية إن شاء الله".