إثر غزو الأفلام و المسلسلات و المسرحيات المصرية للتلفزة المغربية بشكل واضح على اللغة العربية التي يستعملها المغاربة أثناء حديثهم مع شخص ينحدر من منطقة الشرق الأوسط. وتبدو ملامح هذا التأثير جلية عندما تدلي بعض الشخصيات المغربية البارزة في مجال من المجالات بتصريح لوسائل الاعلام العربية، فمثلا عوض استعمال كلمة "لكي" تسمع عبارة "علاشان" أو مكان "جيد" تسمع "كويس". وبما أن العديد من المغاربة يستنجدون باللهجة المصرية أثناء حديتهم مع عرب الشرق الأوسط فقد أصبح يظن العديد منهم أن اللهجة المصرية هي اللغة العربية الفصحى أو اللهجة الأقرب للفصحى وهذا زعم خاطئ بطبيعة الحال. استعمال اللهجة المصرية لا يدل على قرب هته اللهجة من العربية الفصحى بل يعكس التأثير القوي للسينما المصرية سامحها الله على المجتمع المغربي. وبما أن العديد من المناطق المصرية تشهد أزمة سكن خانقة فقد اتخذ الفنانون المصريون من التلفزة المغربية مسكنا لهم. لكن أكثر ما يثير الضحك في هته الظاهرة هو ادماج المغاربة لبعض المصطلحات المغربية أثناء تحدثهم باللهجة المصرية، وهنا تحضرني العديد من الأمثلة، لكن أكثر ما أثار ضحكي هو جملة قالها أحد الأصدقاء المغاربة أثناء حديثنا حول تفاصيل امتحان شفوي في الجامعة. فبما أن الأخ المغربي كان ممتعضا من الأسئلة التي وجهت له ، فانه لم يجد سبيلا للتعبير عن هذا الامتعاض الا بواسطة الجملة الآتية:"و الله يا أخي هذا الأستاذ فعل معي الخايب، دا هو ودالي أسئلة موش موجودة في المقرر، داهو دهشرني". "" وبعدها سأله الأخ المصري" ايه معنى دهشرني؟" فكان جواب المغربي :"دهشرني تعني سهوكني"، وهذا الشرح كان كافيا ليصاب الأخ المصري أيضا بالدهشرة.