في رد فعل على ما اعتُبر انتفاضا من كريم غلاب رئيس مجلس النواب على عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، أمس الخميس أثناء الجلسة العامة للمناظرة الوطنية حول الحق في الوصول إلى المعلومة، قال سلميان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن كلمة غلاب تناولت بعض المضامين خارج قواعد اللياقة والتقدير. واعتبر العمراني في تصريح لهسبريس أن تحميل غلاب الحكومة ضمنيا مسؤولية تعثر بعض مقترحات القوانين في مجلس النواب ومنها المقترحان المتعلقان بالحق في الحصول على المعلومات، مجانب للصواب لأن من يتحمل المسؤولية هو مجلس النواب نفسه لكونه يملك البرمجة بنص الدستور ونظامه الداخلي، مضيفا أن "لمز" رئيس الحكومة في جلسة عامة وبحضور أجانب، واعتبار العديد من المواطنين ومنهم البرلمانيون يجدون عناء، كما ذهب إلى ذلك غلاب في الولوج إلى المعلومات لدى الإدارة، رسالة خاطئة شكلا ولو صحت مضمونا. وأوضح العمراني الذي يشغل نائبا لعبد الإله بنكيران بصفته الحزبية، أن اعتبار رئيس الحكومة واحدا من بين 665 برلمانيا يملكون حق المبادرة التشريعية، تفسير قانوني ضيق لا يستحضر باقي الأبعاد التي نص عليها الدستور، مشيرا إلى أن إثارة غلاب للموضوع تقدير تقني لم يستحضر اللباقة السياسية المفروضة في مسؤول كبير من مثل الرجل الثالث في هرم الدولة، مسجلا أن انتقاد رئيس مجلس النواب لتنظيم المناظرة المشار إليها في فندق بدل مقر البرلمان، أمرا غير لائق شكلا ومضمونا، لأن المُنظم هو الجهاز التنفيذي وهو من يقرر المكان المناسب سواء كان فضاء عموميا أو خاصا. واستدعى سليمان العمراني في تصريحه لهسبريس، قصة للإمام أبي حنيفة المعروفة في مراجع تاريخية، بقصة "آن لأبي حنيف أن يمد رجليه"، في تشبيه صريح لكريم غلاب بالشيخ الذي تبدو عليه علامات الوقار شكلا لكن حقيقته انكشفت عندما تساءل عن موضوع تافه أمام أب حنيفة. وتساءل المتحدث عما إذا كان ما صدر عن كريم غلاب أمس الخميس يتعلق بسوء تقدير من رئيس الغرفة الأولى للجهاز التشريعي وبمقاربة لموضوع المناظرة من الزاوية التقنية "الضيقة"، أم هو اختيار مقصود أبعد ما يكون عن الاعتباطية أريد منه بعث رسائل سياسية أو تصفية حسابات سياسية في مكان خطأ وتوقيت خطأ وطريقة خاطئة على حد تعبير المتحدث.