تابعت الصحف العربية الصادرة٬ اليوم الثلاثاء٬ تطورات الأزمة السورية٬ ولاسيما تداعيات الغارة الاسرائيلية الأخيرة على دمشق٬ والعديد من المواضيع من أبرزها زيارة وزير الخارجية الإيراني للأردن٬ وموضوع الأموال المهربة من مصر للخارج٬ وإقرار المؤتمر الوطني العام في ليبيا لقانون العزل السياسي. ففي مصر عادت الصحف لتسلط الضوء على موضوع الأموال المهربة للخارج٬ حيث ذكرت صحيفة (الأخبار) أن عشرين من رجال الأعمال عرضوا المصالحة مع الدولة بعد فشل لجان استرداد الأموال المهربة وصعوبة تعقب هذه الاموال في الخارج. وأوضحت أن هذا التوجه الجديد للتصالح فرضته مجموعة من الظروف أبرزها الأزمات التي يتعرض لها القضاء وحصول عدد من رموز النظام السابق على البراءة في ما نسب اليهم من تهم والانهيار الاقتصادي بالبلاد. وتابعت الصحيفة أن معظم هؤلاء اقترحوا التنازل عن نصف ممتلكاتهم مقابل وقف الملاحقات القضائية ضدهم والسماح لهم بالعودة الى البلاد٬ مبرزة أن أجهزة الدولة تعمل حاليا على حصر ممتلكات هؤلاء في الداخل والخارج لبدء مسطرة التصالح. وحول نفس الموضوع٬ تساءلت صحيفة (المصري اليوم) عما إذا كان استرجاع الاموال من رجال الاعمال من خلال التصالح سيساهم في إنقاذ مصر من خطر الإفلاس الذي يهددها٬ مشيرة إلى أن الوضع الاقتصادي في البلد صعب للغاية بسبب عجز الميزان التجاري وتوقف الاستثمار الاجنبي وتراجع السياحة وانخفاض سعر الجنيه أمام الدولار. أما صحيفة (روز اليوسف) فذكرت أن عددا من الدول جمدت مليار و 300 مليون دولار من أموال عدد من رموز النظام السابق على شكل أموال وعقارات وممتلكات٬ مشيرة الى أن السلطات المصرية بصدد استكمال الملفات القانونية لتقديمها لهذه الدول في أفق استعادة هذه الاموال. وذكرت صحيفة (الجمهورية) أن نحو ثمانية ملايين مصري يقيمون بالخارج ويحولون سنويا لخزينة الدولة عشرين مليار دولار من العملة الصعبة وفق احصاءات البنك الدولي٬ ودعت الى إشراك هؤلاء المغتربين في صنع مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي. أما صحيفة (الوطن) فأشارت إلى استمرار الحملة العسكرية التي تستهدف الأنفاق مع غزة على معبر رفح الحدودي٬ وأوضحت أن هذه الحملة أسفرت مؤخرا عن تدمير 154 نفقا والسيطرة على 28 نفقا يصعب تدميرها لوجودها أسفل منازل سكنية. وبالنسبة للصحف العربية الصادرة من لندن٬ أشارت صحيفة (الحياة) إلى استمرار أجواء الحذر التي خيمت على المنطقة في أعقاب الغارات التي شنتها اسرائيل على مواقع عسكرية سورية قرب دمشق٬ استهدفت صواريخ متطورة كانت معدة لشحنها الى (حزب الله) اللبناني٬ وذلك في الوقت التي تترقب الاوساط الدبلوماسية نتائج المباحثات التي يجريها اليوم وزير الخارجية الامريكي٬ جون كيري٬ في موسكو مع الرئيس فلاديمير بوتين٬ ووزير الخارجية سيرغي لافروف. وكتبت (الحياة) عن تفاوت ردود الفعل والتوقعات بشأن المرحلة المقبلة واحتمالات الرد من سوريا أو (حزب الله) على الغارات٬ مشيرة في هذا الصدد إلى تصريحات لمسؤول سوري أكد فيها أن بلاده سترد على العدوان الإسرائيلي لكنها ستختار التوقيت للقيام بذلك ومؤكدا أن الرد قد لا يحصل على الفور٬ لأن إسرائيل في حالة تأهب. وأشارت صحيفة (القدس العربي) إلى أن وزير الدفاع الإيراني٬ أحمدي وحيدي٬ طلب من الأسرة الدولية منع اسرائيل من شن هجمات مماثلة٬ محذرا من مغبة وقوع أحداث خطيرة في المنطقة "لن تخرج منها الولاياتالمتحدة وإسرائيل رابحتين". ونقلت الصحيفة عن مصدر إعلامي بريطاني قوله إن قوات إيرانية من بينها وحدات من الحرس الثوري تتدفق على سوريا لدعم قوات الرئيس بشار الأسد٬ في أعقاب الغارات الإسرائيلية الأخيرة٬ التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 42 جنديا حسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الانسان. وأضافت (القدس العربي) من جهة أخرى٬ أن مصادر سورية موثوقة أعلنت عن سماح دمشق للفصائل الفلسطينية بالقيام بأعمال ضد إسرائيل انطلاقا من مرتفعات الجولان. وفي سياق التداعيات الدبلوماسية للغارة الاسرائيلية٬ كتبت صحيفة (العرب) أن الهجوم الإسرائيلي يحرك الحل السياسي في سوريا٬ مشيرة في هذا السياق إلى أن وزير الخارجية الروسي٬ سيرغي لافروف٬ بحث مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا٬ الأخضر الإبراهيمي٬ هاتفيا٬ مسألة تفعيل الوساطة الدولية لتسوية الأزمة السورية٬ وذلك في ظل دعوات مختلفة لمنع خروج الصراع عن حدوده الحالية. وتوقعت الصحيفة أن تقود الهجمات الإسرائيلية على مواقع في دمشق صبيحة الأحد إلى تحريك جهود البحث عن حل سياسي في سوريا٬ ودفع طرفي النزاع لتقديم التنازلات التي تسمح بذلك. وأضافت أنه ليس بإمكان نظام الأسد الرد على تلك الهجمات بشكل عملي٬ وأنه سيكتفي بالتلويح برد الفعل٬ وهو ما سيضعف من ادعائه بأنه يخوض الحرب دفاعا عن حلف "المقاومة والممانعة" في مواجهة إسرائيل من ناحية والمجموعات الجهادية المرتبطة بتنظيم (القاعدة) من ناحية ثانية. وتوقعت (العرب) أن تدفع الهجمات الإسرائيلية٬ التي قد تكون تلقت ضوءا أخضر من واشنطن٬ بشار الأسد إلى الاعتقاد بأن التدخل الخارجي ليس أمرا مستبعدا٬ مضيفة أن القصف الإسرائيلي بعث برسالة واضحة للأسد مفادها أن التدخل الخارجي يمكن أن يكون حلا في ظل رفضه مبادرة الإبراهيمي التي تطالبه بالتخلي قبل انتخابات 2014. ومن جهة أخرى٬ كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) أن المعارضة السورية ستبحث خلال اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف السوري٬ التي ستنعقد في إسطنبول يومي 11 و12 مايو الحالي٬ تغيير رئيس الحكومة المؤقتة الحالي٬ غسان هيتو٬ وتعيين بديل له تتوافق عليه جميع القوى المعارضة. ونقلت الصحيفة عن مصادر من المعارضة قولها إن الأوفر حظا لخلافة هيتو هو أحمد طعمة الذي يشغل منصب أمين سر المجلس الوطني في إعلان دمشق الذي وقع عام 2005 ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وأوضح مصدر آخر في المعارضة في تركيا ل(الشرق الأوسط) أن منصب رئيس الحكومة المؤقتة منصب حساس٬ ولا بد من أن يلاقي التوافق من جميع القوى٬ وأنه رغم نشاط وفاعلية هيتو٬ لم يكن هناك نوع من التوافق على تكليفه منذ البداية٬ وأن الحل الأنسب هو إيجاد شخصية توافقية ترضي جميع القوى٬ لرأب الصدع بين القوى السياسية والثورية. واهتمت الصحف الإماراتية بعدة مواضيع سياسية دولية أبرزها العدوان الإسرائيلي على سورية ومخاطره على أمن واستقرار المنطقة. وكتبت صحيفة (الخليج) "أنه لم يكن مفاجئا أن توفر الولاياتالمتحدة الغطاء للعدوان الإسرائيلي على سورية من خلال التذرع بالأمن الإسرائيلي باعتباره مقدسا ويمكن حمايته في أي زمان ومكان حتى ولو شكل خرقا وانتهاكا للقوانين الدولية المتعارف عليها التي هي أساس ميثاق الأممالمتحدة ومن المفترض أن يكون مظلة للعلاقات الدولية وحماية الأمن والسلم الدوليين". وأضافت أنه عندما يعلن الرئيس الأمريكي٬ باراك أوباما٬ أن من حق إسرائيل أن تدافع عن أمنها "فإنه بذلك يعطيها الحق في ممارسة العدوان متى شاءت وفي أي مكان بذريعة حماية هذا الأمن وهو يفتح لها ساحات العالم كي تمارس حق الدفاع عن أمنها ويوفر لها كل أسباب الحماية وقد فعلت ذلك من قبل وفي أكثر من ساحة من خلال عمليات الاغتيال والاختطاف وظلت بمنأى عن أي محاسبة". وأكدت أن العدوان الإسرائيلي "يستهدف في الأساس سورية كوطن وشعب وكيان ومقدرات٬ وهنا يتجاوز الأمر النظام السوري مهما يقال فيه وعنه لأن العدوان بحد ذاته ينال من دولة عربية في تجاوز فاضح للقوانين الدولية وممهور بإذن أمريكي صريح ينتهك هو الآخر هذه القوانين بل العلاقات الدولية المتعارف عليها". من جهتها٬ رأت صحيفة (البيان) أنه رغم التهديدات والتصريحات الصادرة عن مسؤولين سوريين مثل تصريح نائب وزير الخارجية٬ فيصل المقداد٬ بأن الغارات الإسرائيلية الجوية ضد أهداف في عمق الأراضي السورية خلال الأيام الماضية هي "إعلان حرب وسيكون الرد عليها في الوقت والمكان المناسب"٬ "إلا أنه كالعادة لا يتوقع أن يكون هناك رد فعل من جانب سورية أو (حزب الله) على هذا العدوان السافر الذي يعتبر انتهاكا خطيرا لسيادة دولة عربية من الممكن أن يعرض أمن واستقرار المنطقة إلى أفدح المخاطر والتداعيات". وسجلت أن وزير المصالحة الوطنية السوري٬ علي حيدر٬ "هاجم بيان حكومته البشع والضعيف الذي لا يرقى إلى حجم الحدث مقارنة بالخسائر الجسيمة الناجمة عنه معترفا ضمنيا بشكل رسمي ولأول مرة بأن الهدنة مع العدو الإسرائيلي قد سقطت"٬ مضيفة أن النظام السوري "لا يحتاج لإصدار أي بيان يؤكد فيه أن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتتابعة سيكون في زمان ومكان مناسبين وسيكون بشكل فوري٬ باعتباره لم يستطع في أوقات قوته وسيطرته الكاملة على البلاد أن يمتلك القوة العسكرية الكافية لقصف إسرائيل". واهتمت الصحف الأردنية بزيارة وزير الخارجية الإيراني٬ علي أكبر صالحي٬ اليوم إلى عمان٬ والتي يجري خلالها مباحثات مع نظيره الأردني٬ كما توقفت مجددا عند الغارة التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي٬ على مواقع عسكرية سورية. فبخصوص زيارة وزير الخارجية الإيراني٬ نقلت صحيفة (الدستور) عن المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأردنية٬ صباح الرافعي٬ قولها إن "مباحثات أردنية إيرانية موسعة يجريها الوزيران اليوم٬ تركز على العلاقات الثنائية وتطورات الأزمة السورية٬ كما سيتم التباحث حول القضية الفلسطينية". من جهتها٬ كتبت صحيفة (الغد)٬ في تحليل بعنوان "ماذا في جعبته"٬ أنه "من الطبيعي أن تحظى زيارة وزير الخارجية الإيراني باهتمام كبير في أوساط الرأي العام الأردني٬ لطبيعة الأحداث الكبيرة في سورية اليوم٬ ولما تثيره من استقطابات وانقسامات ملحوظة لدى النخب السياسية الأردنية٬ خاصة بعد التطورات الأخيرةº سواء الغارة الإسرائيلية٬ أو المذابح التي قام بها النظام على خطوط التماس الطائفي٬ في ريفي حمص وحماة٬ والمدن القريبة من الساحل". وأضافت أن "الزيارة تأتي -بالضرورة- في سياق استنطاق ما وراء المشهد السياسي٬ من كلا الطرفين. فالأردن على اطلاع جيد على تفاصيل ودهاليز المواقف الدولية الغربية والعربية٬ من الأزمة السورية. وفي المقابل٬ فإن إيران على اطلاع عميق٬ بل واشتراك في إدارة موقف النظام السوري٬ سياسيا وعسكريا٬ من الأحداث الجارية٬ وتملك مفاتيح وخيوطا مهمة في التأثير على موقف الأسد". وفي ما يتعلق بالغارة الإسرائيلية على المواقع العسكرية السورية٬ كتبت صحيفة (العرب اليوم) أن "العدوان الصهيوني على سورية في هذا الوقت٬ يجب الوقوف على حقيقة مقاصده ودوافعه٬ حتى لا يتم الصيد في الماء العكر٬ ويجب أن لا يتم الاستثمار فيه في معترك الخصومة السياسية٬ وفي ضوء هذه القاعدة٬ ينبغي الوقوف على عدة حقائق٬ منها أن الكيان الصهيوني أعرب عن قلقه البالغ من انهيار النظام٬ والذي سيؤدي إلى سيطرة المنظمات الجهادية والجماعات الإسلامية على مقاليد الحكم في سورية٬ مما يشكل تهديدا مستقبليا على أمن هذا الكيان". بدورها كتبت صحيفة (السبيل) أن العدوان الاسرائيلي يأتي اليوم "في ظل تآكل شعبية النظام السوري٬ وفي ظل التشكيك بروايته حول دوره المقاوم والممانع٬ وفي ظل تآكل قدراته العسكرية٬ وفي ظل مواجهته لمؤامرة دولية كما يقول كل هذه الظروف تجعل من الحكمة والكياسة أن ترد دمشق الصاع صاعين للعدو الاسرائيلي٬ فحينها سوف تختلط الأوراق". وأولت الصحف القطرية اهتماما بتطورات الأزمة السورية خاصة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية٬ علاوة على تطرقها لمخطط اسرائيل الهادف الى توسيع نفوذها في الاراضي العربية المحتلة. واعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن العدوان الإسرائيلي الجديد الذي استهدف الأراضي السورية "لا يمكن أن يخدم بأي صورة من الصور الشعب السوري أو المعارضة السورية التي تقاتل من أجل إسقاط نظام الأسد بل إن توقيت الغارة الإسرائيلية خدم النظام إعلاميا حيث احتلت أخبارها وسائل الإعلام وغاب التركيز على المذابح الطائفية التي يقوم بها جنود النظام وميليشياته في بلدات وقرى مدينة بانياس التي بدأ أهلها بالفرار منها خشية من التطهير الطائفي المذهبي". واعتبرت (الراية) أن اسرائيل أثبتت مرة أخرى أنها دولة "فوق القانون وأنها لا تعبأ بالقوانين الدولية أو تكترث بالعقوبات نتيجة انتهاكها سيادة بلد مستقل - سوريا - بحجة الحفاظ على أمنها"٬ مبرزة أن المسؤولية تقع على عاتق مجلس الأمن الدولي في إدانة الهجوم الإسرائيلي على الأراضي السورية ومحاسبة إسرائيل ومنعها من تكرار عدوانها الذي يصب في صالح النظام السوري. ومن جهتها٬ أكدت صحيفة (الشرق) أن نظام الأسد "يحاول الربط بين الغارة والمعارضة٬ سعيا منه لصرف الانظار عن تضعضعه٬ وللتقليل من انتصارات الثوار٬ وتقدمهم على الأرض"٬ مضيفة أنه "في مقابل ذلك٬ تحدثت أنباء صحفية اسرائيلية عن تطمينات أرسلتها تل أبيب الى دمشق مفادها أن غاراتها لم تستهدف إضعاف الاسد٬ وهذا في حد ذاته يكشف عن وجه آخر٬ ومن له مصلحة في بقاء نظام لفظه شعبه". وشددت الصحيفة في افتتاحيتها على أن "لا خيار سوى انتصار الشعب السوري٬ فمهما طال أمد الظلم٬ فلابد لفجر الحرية أن ينبلج٬ وأن ينتصر الحق٬ ويسود العدل٬ ويرحل الأسد مجبرا٬ كما رحل الطغاة"٬ داعية "الثوار إلى أن يتحدوا أكثر من أي وقت مضى٬ وأن يدركوا أن التضحيات التي يقدمونها٬ تمهد الى النصر والتغيير المنشود". وبخصوص مخطط إسرائيل الهادف الى توسيع نفوذها في الاراضي العربية المحتلة٬ انتقدت صحيفة (الوطن) مواصلة اسرائيل إحداث تغييرات بنائية وديموغرافية في كل الأراضي العربية التي في حوزتها والتي تخضع لسيطرتها ومنها استعدادها لتنفيذ خطة (برافير) التي تنطوي على إخلاء عشرات القرى العربية بالقوة الجبرية من سكانها والتي بمقتضاها ستغير إسرائيل هوية منطقة النقب تماما بعد إخلائها من أهلها وسكانها العرب الذين يسكنون في هذه الصحراء منذ قرون طويلة خلت. وأوضحت الصحيفة أن لجوء إسرائيل إلى هذه التغييرات الديموغرافية "لا تقتصر غايته على محاولة اقتلاع سكان عرب من أرض تمتد جذورهم غائرة في أحشائها ولكن لأن حركة الاستيطان النشطة حاليا في إسرائيل تستهدف التغول على الأرض في كل الاتجاهات"٬ محذرة من أن خطة (برافير) "هي خطة استيطانية وعنصرية بامتياز لأنها لا تسلم بحقوق السكان العرب في البقاء على أرضهم وتمضي في خططها الخبيثة لابتلاع الأرض وثرواتها". واهتمت الصحف الجزائرية بالإضراب المتواصل في قطاع الصحة٬ حيث خصته بعناوين مختلفة منها "مستشفيات مشلولة والمرضى يدفعون ثمن 'التعفن'"٬ "وطوابير لمرضى ينتظرون العلاج وزيباري (وزير الصحة) لا يتحرك"٬ و"شلل بالمستشفيات عبر الوطن وحياة آلاف المرضى في خطر"٬ و"المرضى يموتون.. من المسؤول". ونقلت الصحف عن رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية قوله إن نسبة استجابة ممارسي الصحة للإضراب الذي دعت إليه التنسيقية الوطنية للنقابة "كانت جد معتبرة حيث فاقت 80 في المائة على المستوى الوطني"٬ مما جعل أزيد من 60 في المائة من العمليات الجراحية ومواعيد لقاحات الأطفال تؤجل إلى ما بعد الإضراب. وذكرت صحيفة (وقت الجزائر) أن الإضراب "تزامن مع العثور على جثة مريض عقليا مرمية بالقرب من مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي دون أن تلقى التفاتة إدارة المستشفى". أما الصحف الليبية فقد واصلت اهتمامها بإقرار المؤتمر الوطني العام لقانون العزل السياسي واستمرار محاصرة مسلحين لمقري وزارتي الخارجية والعدل في العاصمة طرابلس. فبخصوص العزل السياسي٬ نشرت الصحف نص القانون الذي يحدد 20 وظيفة يمنع على المشمولين به توليها وأبرزها رئاسة الدولة والحكومة والسلطة التشريعية وقيادة الاجهزة الامنية والعسكرية. ورصدت بعض ردود الفعل الصادرة عن فاعلين سياسيين حيال هذا القانون من بينهم نائب تنسيقية العزل السياسي٬ عادل الغرياني٬ الذي اعتبر أن القانون "يشوبه بعض القصور"٬ مبرزا أن "النقط المثيرة للخلاف تتعلق بالطعن في القانون أمام المحاكم الدستورية". كما أوردت الصحف تصريحات للمتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام٬ عمر احميدان٬ وصف فيها إقرار القانون ب"الحدث التاريخي"٬ مؤكدا أنه "لا يستهدف الاقصاء أو التجريم بل راعى مصلحة ذات أولوية وهي تأمين الثورة وبناء الدولة الحديثة". ودعا احميدان٬ حسب الصحف٬ الى "الفصل بشكل نهائي بين أفكار النظام السابق والأفكار الجديدة التي نطمح الى أن نبني بها دولتنا الجديدة"٬ معتبرا أن "الاشخاص الذين ساهموا في توطيد النظام السابق ينبغي أن يفصلوا وأن لا يسمح لهم بالمساهمة في بناء النظام الجديد". من جهة أخرى٬ اهتمت الصحف الليبية بمواصلة مسلحين تطويقهم لمقري وزارتي الخارجية والعدل بالعاصمة طرابلس على الرغم من مصادقة المؤتمر الوطني العام على قانون العزل السياسي الذي كانوا يطالبون به. وكتبت الصحف في هذا السياق أن "الشارع الليبي وخاصة في العاصمة طرابلس تفاجأ٬ أمس الاثنين٬ باستمرار حصار وزارتي الخارجية والعدل من قبل المسلحين الذين يطالبون بإسقاط الحكومة رغم تأكيدات سابقة بأنهم سينسحبون من محيط الوزارتين بعد التصويت على قانون العزل السياسي". وأشارت الى أن حصار الوزارتين خلف ردود فعل مستنكرة من قبل نشطاء سياسيين وفاعلين في المجتمع المدني وأعيان القبائل الذين عبروا عن "رفض الاعتداءات على الوزارات والمؤسسات السيادية للدولة وأي تغييرات في الحكومة المؤقتة تحت الضغط أو الابتزاز المسلح". وانصب اهتمام الصحف الموريتانية على إدانة أحزاب سياسية موريتانية من الأغلبية والمعارضة٬ للعدوان الإسرائيلي على سوريا والإعلان عن ميلاد حركة سياسية جديدة في البلاد. فقد تصدرت الصفحات الأولى لبعض الصحف الموريتانية بيانات التنديد التي أصدرتها مجموعة من الأحزاب السياسية الموريتانية بالعدوان الإسرائيلي "الغاشم" على العاصمة السورية دمشق فجر الأحد الماضي٬ ودعوتها إلى"التكاتف من أجل الرد على العدو الصهيوني". وأكدت هذه الأحزاب على ما يمثله هذا العدوان الآثم من "تحد واستهتار سافرين بمشاعر الأمتين الإسلامية والعربية"٬ وما يعنيه من "استخفاف أهوج بالمنظومة الأممية"٬ وما يرمز إليه من "احتقار أرعن للقوانين والأعراف الدولية". وذكرت بمطالبة هذه الأحزاب الأممالمتحدة والمنظومة العربية والدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه استمرار العدوان"٬ معبرة عن مساندتها وتضامنها المطلق مع الشعب السوري في "تصديه لآلة التدمير الصهيونية الحاقدة"٬ ومطالبتها كل الشعوب العربية والإسلامية ب "الوقوف بحزم وقوة إلى جانبه في هذا الظرف العصيب". ومن جهة أخرى٬ تطرقت بعض الصحف إلى الإعلان عن ميلاد حركة سياسية جديدة في موريتانيا تحمل اسم (حركة التجديد)٬ مشيرة إلى ما تضمنه بيانها التأسيسي الذي اعتبرت فيه أن "حالة البلد اليوم تتطلب مساهمة كل العقول المستنيرة كما تستوجب تعبئة الجميع رجالا ونساءا ممن يدفعهم الشعور بالوطنية وروح المسؤولية". وأشارت هذه الصحف إلى تأكيد الحركة "انخراطها في نضال دائم من أجل ترسيخ ثقافة الديمقراطية والذود عن كرامة المواطن والعمل على ازدهار البلد".