وصف الدكتور عبد الكريم برشيد، نقيب المسرحيين المغاربة، وضعية المسرح بالمغرب بكونها "مستقرة على اللا استقرار"، فما هو بالميت ولا بالحي، لذلك فهو بالمنزلة بين المنزلتين حيث يعاني ما يعانيه من أمراض وأعطاب بسبب أن الدولة لا تملك سياسة ثقافية ولا ثقافة سياسية". تصريحات برشيد هذه، التي وضع من خلالها جسد المسرح المغربي على سرير الفحص والتشريح، تأتي في سياق احتفال المسرحيين المغاربة باليوم العالمي للمسرح الذي يصادف 27 من مارس كل سنة. وقال برشيد، في حديث هاتفي مع هسبريس، إن الدولة تقدم في جميع المجالات مخططات ومشاريع تتعلق بمجال اللوجستيك والفلاحة والسياحة والصيد البحري، باستثناء قطاع الثقافة ومنه المسرح حيث يلزم الأمر إحداث مخطط واسع لا يرتبط بوزارة واحدة فقط لأن الثقافة مسؤولية الجميع في هذه البلاد. وزاد نقيب المسرحيين المغاربة بالقول إننا نحتاج مخططا مثلا يمتد إلى 2020 نعرف من خلاله كم سيكون لنا من المعاهد المسرحية، وكم عدد المهرجانات، وعدد الجمهور والمستهلكين، مشيرا إلى أنه بالرغم من كوننا نعيش في عصر الإحصائيات والأرقام لكن لا وجود لإحصائيات تسلط الضوء على ما كل ما يتعلق بالمسرح المغربي. وأبدى رائد المسرح الاحتفالي أسفه من كون المسرح بالمغرب يعيش فقط على الدعوات الشخصية، ولا يحضر الجمهور إلى العروض المسرحية، فصار الأمر أشبه بمن يصب الماء في الرمل من فرط تكرار التنبيه إلى تردي أوضاع أب الفنون في البلاد منذ سنوات خلت. واسترسل المتحدث بأن الحاجة ملحة إلى عقد مناظرة وطنية يُستدعى لها كل الفاعلين في مختلف القطاعات، لأن الأمر أكبر من وزارة واحدة، مردفا بأن مسرحنا هو وجهنا وثقافتنا، وبالتالي لا مزايدات في مجال هو مجال حيوي وإنساني وحضاري مثل مجال المسرح. ولفت برشيد إلى أنه منذ 1993 عندما تم تنظيم الناظرة الوطنية للمسرح الاحترافي ثم مسرح الهواة، لم يجتمع مسرحيو المغرب، ولم يتحاوروا فيما بينهم، منتقدا أن ينوب الموظفون عن المسرحيين لكون المسرح يجب أن يُعطى للمسرحيين، كما تعطى السينما للسينمائيين، وكما للشعر بيت في المغرب يتعين أن يكون للمسرح بيت". "ينبغي على الدولة أن تلعب دورها كاملا في إنقاذ وضعية المسرح المغربي، لأنها مسؤولة عن أمننا الثقافي كما هي مسؤولة على حدودنا الترابية وأمننا القومي" يورد برشيد قبل أن يضيف بأنه "يلزم كشف عيوب المسرح المغربي اليوم أمام أعيننا لأن التشخيص الدقيق يفضي إلى علاج جيد".