ماذا عن جالية مغربية لا زالت رغم الأزمة الاقتصادية العالمية تساهم في اقتصاد وطنها الأصلي وتضخ ملايين العملة الصعبة؟ ، لكنها بالمقابل تضطر لمتابعة أخبار مؤسساتها المشلولة بفعل التدبير والتسيير . لن أعيد في هذه المقالة موضوع رئيس مجلس الجالية وإشرافه الصارم والنموذجي على شلل هذه المؤسسة وتدميره الممنهج والمقصود لسمعتها في أوساط من تأسست للتواصل معهم. الواقع أننا اليوم أمام مشاهد سريالية اختلط فيها الحابل بالنابل ولم نعد نعرف من المسؤول ومن البطل، ومن المناضل الشهم الوفي لمبادئه ؟ احتدمت صراعات شخصية رديئة تتعلق بمصير آكلي الفتات وكل الذين تعودوا أن يقتاتوا على ظهر الجالية وباسمها. انتهت مدة ولاية المجلس القانونية ولم نر لا رأيا استشاريا ولا هم يحزنون، ولم تكتمل تشكيلة المجلس و لا حظيت التشكيلة المبتورة بلقاء الملك، و لا اجتمعت جمعيته العامة ولا لجانه أنجزت مهامها وغرق الجميع في تبادل التهم والكيل المتبادل بعيدا عن هموم الجالية التي أصبحت بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية لا تطاق وبعض مشاهدها تدعو للبكاء. في ظل هذه الأوضاع وبعيدا عن روح المسؤولية استيقظ البعض من "مناضلي" زمان من المُعيّنين في مجلس الجالية وأعلن عبر أثير إذاعة هولندية استقالته من المجلس المنتهية صلاحيته ، وهي في الحقيقة استفاقة قبل أن تكون استقالة لكنها في الحالتين متأخرة وغادرة تبحث عن ترميم مستحيل لماض جميل. لم تكتمل القصة عند حدود الاستفاقة عبر الأثير وانتقلت إلى محاولة صنع بطولات تمنح من ماض"نضالي" تم بيعه في مزاد علني بوعود لم تكتمل. و من يعرف "البطل" المستقيل يعرف أنه أسد ترهل ولم يعد يقوى سوى على الزئير. أصحاب الاستفاقة المسماة باستقالة كانوا منذ البداية شركاء في التزوير والتزمير واستفادوا من فتات التمويل لنشاطاتهم الفلكلورية وتمثيليتهم الخيالية للجالية، وكما يقول المثل المغربي " ما بعيدة غير تادلة" مادامت سجلات أوطيل توليب فرح وحسان وغيرهم تصدح بأسماء صاحب الاستفاقة وغيره بمناسبة وغير مناسبة، وكذلك حسابات مجلس الجالية تحمل في طياتها وثناياها الرسمية وغيرها اسماء وعناوين نشاطات المستقيل وجمعيته عبر القارات وعبر الوطنية. العارفون بخبايا شطحات صاحب الاستفاقة المتأخرة نسأل بوضوح عن أسباب تأخره في الاستقالة والاحتجاج على كل التجاوزات الخطيرة التي سردها لاحقا في 17 صفحة من مبررات استقالته، ولماذا لم يحذ حذو رفاق له أعلنوا عن احتجاجهم علنا وانسحبوا وفضحوا وأوفوا مشكورين بفضحهم لخروقات لم تعد سرية. نعرف أن صاحب الاستفاقة وغيره يعيشون اليوم لحظات عصيبة تتعلق بمستقبلهم وبمصير استفادتهم التي شارفت النهاية ونعرف أن كل المبادرات التي يشير إليها في بيان استقالته لم تكن من صنعه، ويعرف الجميع أنها منجزات لا قدرة له عليها، كما يعرف القاصي والداني أن المراسلات التي يشير إليها لا طاقة له بكتابتها ومعروف مهندسها وصاحبها، كما هو معروف أن صاحب الاستفاقة رفض مقترحات من بعض رفاقه في المجلس ومن خارجه بتقديم استقالة جماعية في وقتها واحتجاج رسمي وقوي في وقته لكنه رفض وانغمس في حساباته التي قادته على حساب مالية المجلس إلى الفلبين وغيرها من الرحلات العابرة للقارات. أخيرا وليس آخرا أتساءل كما يتساءل الجميع من الجالية ومن غيرها عن أسباب هذه المسرحية الرديئة في الفحوى والإخراج بعد نهاية ولاية المجلس، نتساءل عن كيف يستقيل عضو من مؤسسة انتهت ولايتها، اتساءل عن من يضحك صاحب الاستفاقة، وعن كيف يتجرأ على استصغار عقولنا وهو يبيع بضاعة انتهت صلاحيتها بقدر ما انتهت صلاحيته. لن أُفصح عن اسم صاحب الاستفاقة لأن اسمه لا يهم، لكنني أحتمل أن مثل هذه الشطحات المدعوة عند المصريين ب"البايخة" قد تساهم في استفاقة ذاكرة الجالية لمعرفة حقيقة بعض من يدعي طهرانية كاذبة ومنافقة. أتمنى أن تكون هذه الاستفاقة/الاستقالة آخر مسرحية نضطر لمتابعتها قبل أن ننتقل إلى ما هو أهم من مصير الجالية وعلاقتها بالوطن وبالمؤسسات التي تعنى بشؤونها وبغيرها من التي تجعل من مواطنتنا صماما للانتماء.