بعد غياب طويل عن الشارع اختارت حركة 20 فبراير بمدينة طنجة ذكرى انطلاقتها الثانية لتدشن عودتها بمسيرة شعبية انطلقت من ما بات يعرف بساحة التغيير بالحي الشعبي بني مكادة في اتجاه وسط المدينة، وبدا الشباب، أثناء المسيرة التي رفعت شعارات مطالبة بالحرية والكرامة وانتقدت سياسات الحكومة، مزهويين بالحضور المتوسط للمحتجين الذين تستطيع أن تميز بينهم عدة نشطاء اجانب جاؤوا لمؤازرة المتظاهرين، خاصة بعد الفتور الذي عرفته أنشطة الحركة مؤخرا. رجال الأمن كان لهم رأي آخر، وكانوا هم أيضا على موعد مع تدشين عودة تعنيفهم للمتظاهرين السلميين ضمن حركة اختفت من شوارع المدينة لمدة طويلة، حيث يعود آخر منع بالقوة لمسيرة فبرياريّة إلى منتصف صيف 2011 .. لذلك تمركزت سيارات الأمن، المحملة بالعشرات من عناصر التدخل السريع، عند ملتقى الطرق الواقع تحت قنطرة بنديبان ،بينما عمدت شرطة المرور الى اخلاء المنطقة من السيارات وأوقفت حركة المرور استعدادا لاستقبال المحتجين القادمين من منطقة بني مكادة. وبمجرد وصول الفبرايريين ،الذين بدوا متفاجئين بالحصار الأمني المضروب على المنطقة، وجه عميد أمن نداء الى المحتجين ليطالبهم بالتشتت، على اعتبار أن تجمعهم خارج القانون.. إلا أن استمرار الشعارات المنددة بالتدخل الأمني دفعت الشرطة إلى محاصرة المحتجين الذين تضاءلت اعدادهم بسرعة قياسية.. لتنهال الهراوات على النشطاء الباقين بعدما وجدوا انفسهم وسط كماشة لم يجدوا سبيلا للإفلات منها سوى مقهى لجأ اليه بعضهم، ما أدى الى وقوع أضرار مادية بها بعد ملاحقتهم إلى هناك.