التئم شمل ثلة من أهل الثقافة والسياسة والمنافحة عن حقوق الإنسانفي حفل تقديم مذكرات المناضل الأمازيغي إبراهيم أخياط، بعنوان "النهضة الأمازيغية: كما عشت ميلادها وتطورها" يوم أمس بالرباط، بحضور رفاق دربه في العمل الأمازيغي، من الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي التي ساهم في تأسيسها منذ سنة 1967، ومن مختلف مكونات الحركة الأمازيغية. قيدوم الحركة الأمازيغية أصر على حضور اللقاء بالرغم من ظروفه الصحية، وألقى كلمة في ختام المداخلات، التي جاءت شهادات في حق الرجل، وفي أهمية المذكرات، وهو الذي غاب عن الساحة الثقافية السياسية منذ أزيد من سنتين، ليعود بقوة بإصدار مذكراته الأولى من نوعها في صفوف الفاعلين الأمازيغ. وأبرز مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، خصال الحوار والإقناع التي يتميز بها أخياط ودوره في التقريب بين الفاعلين الوطنيين حول المسألة الأمازيغية، ليعمد إثرها إلى استعرض دوره في النهوض بالإعلام الأمازيغي منذ بداية التسعينيات، ويتحدث عن منجزات الأمازيغية في مجال الإعلام، مشيراً إلى أن القناة الأمازيغية أصبحت تحظى بنسبة مشاهدة مهمة، في تعهده بالرفع من الوقت المخصص لها ومن قيمة البرامج وجودتها. محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، افتتح كلمتة باللغة الأمازيغية واختتمها بمثل أمازيغي معروف، وبينهما أكد بأن المحتفى به كان أحد أساتذته، الذين تتلمذ على أيديهم حين كان يشتغل أستاذا بالثانوية، وقال بأنه لا يمكن الحديث عن الأمازيغية في المغرب دون استحضار الأستاذ "ابراهيم أخياط" الذي تبنى القضية في عز شبابه، ولا زال مستمرا في ذلك. من جهته، قال الحسين مجاهد، الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إنَّ الأستاذ أخياط واحدٌ من المساهمين في جيل الرواد من أجل النهوض بالشأن الأمازيغي في المغرب، مردفا أنَّ مخجل عدم تكريم الرجل في موعد سابق. كلمة إلياس العماري التي ألقاها نيابة عنه أحمد زهيد، ربطت النضالات الأولى لإبراهيم أخياط في أواسط الستينيات بالنتائج والمكاسب التي تحققت للأمازيغية اليوم، حيث قال إنَّ الرجل مجسد لقيم "تامغرابيت" بامتياز، وَأن كتاب النهضة الأمازيغية، جاء بمعطيات جديدة في مجال الأمازيغية ومسارها وتطورها. أما عن مداخلات الحركة الأمازيغية، فأثنى أحمد أرحموش، رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، على خصال "دا براهيم"، ذاهبا إلى أنهُ أشعل شمعة منذ أواسط الستينيات، واليوم أصبحت شموع كثيرة مشتعلة في الحراك الأمازيغي بالمغرب، مختتما بأن الحركة الأمازيغية لا زالت في حاجة إلى نضال وفكر وعمل السي براهيم أخياط، "لأننا لا نستطيع أن نقوم بأي شيء لوحدنا". وفي غضون ذلك، سلم أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، هدية رمزية لأخياط "اعترافا بالدور الذي قام به في انطلاقة وتأسيس مؤسسة المعهد"، كما جاء على لسان بوكوس. وانتظر الجميع كلمة صاحب المذكرات، ابراهيم أخياط، الذي تناول الكلمة في لحظة مؤثرة وقف فيها الحضور لتحية الرجل وعم التصفيق القاعة، حين كان يتحدث عن وضعه الصحي، قبل أن يسترسل الكاتب في شرح عنوان الكتاب المكون من كلمتي "النهضة" و "الأمازيغية"، عائدا بالجميع إلى مرحلة الستينات، وشرح الظروف التي جعلته رفقة عدد من رفاقه الطلبة آنذاك يفكرون في إطلاق هذه "النهضة" وتأسيس أول نواة جمعوية تهتم بالأمازيغية، وهي الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي. حيث قال إنَّ الأمازيغية عانت الكثير من التهميش والإقصاء، وكانت توصف بأقبح النعوت، لكننا اليوم نعيش وضعا آخر أفضل بكثير، مختتما كلمته بقوله "للأمازيغية رب يحميها !".