ليست الإعلامية نسيمة الحر وحدها من تحاول إصلاح ذات البين في برنامجها "الخيط الأبيض" على القناة الثانية، بل إن محمد ادعيدعة رئيس الفريق الفدرالي بمجلس المستشارين قام بهذا الدور أحسن قيام وهو يصلح الخواطر المتكدرة بين رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ورئيس الفريق الدستوري إدريس الراضي. ولم يدم سجال بنكيران والراضي سوى دقائق قليلات فقط في مجلس المستشارين وأمام كاميرات التلفزيون، لتعود المياه إلى مجاريها حيث تدخل ادعيدعة بين الطرفين، ليتعانق الرجلان أمام اندهاش الحاضرين، ما دفع بعض الظرفاء إلى القول بأن "العمل البرلماني لا يعدو أن يكون مسرحية فحسب". وكانت الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة حول "السياسة العقارية للدولة بين متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإكراهات الواقع"، قد شهدت عصر اليوم الثلاثاء مشادات كلامية بين بنكيران والراضي، تبادلا على إثرها التهم، أدت برئيس فريق حزب "الحصان" إلى "التعري" أمام باقي المستشارين. وواجه بنكيران الراضي الذي قاطعه عقب تعقبيه بالقول "لا أسمح لك أن تتحدث لأنك لست رئيس الجلسة بل أنت مجرد مستشار، وماشي شغلك لأنه لا حق لك في الحديث بوجود رئيس للجلسة"، قبل أن يضيف بأنه "عليك احترامي كرئيس للحكومة لأنك أصبحت خارج القواعد وليس الموضوع". بنكيران، الذي بدت علامات النرفزة، وجه كلاميا قاسيا لرئيس الفريق الدستوري، مطالبا إياه بالصمت لأنه "لي بغا يهدر خصو يشوف أشنو لي عندو في الكرش ديالو عاد يتكلم، وأنا عارفك أشنو كتسوا" . إدريس الراضي لم يستسغ تهم رئيس الحكومة التي جاءت منقولة على الهواء وأمام المستشارين بالقول "أنا كرشي خاوية"، قبل أن يكشف عن بطنه"، معيبا على رئيس الحكومة الهجوم الذي شنه عليه بالقول "واش بغيتو تديرو لينا السكوتش باش ما باقي نتكلمو".