في أجواء مشحونة وإجراءات أمنية مشددة٬ انطلقت في الساعة العاشرة من صباح اليوم الجمعة٬ مراسيم تشييع جنازة المعارض السياسي التونسي الراحل شكري بلعيد٬ الذي راح ضحية عملية اغتيال تعرض لها أمس الأول أمام منزله وسط العاصمة على يد مجهولين. وتجري هذه المراسيم في شكل "جنازة وطنية رسمية"٬ كما قرر ذلك الرئيس التونسي منصف المرزوقي٬ القائد الأعلى للقوات المسلحة٬ وتشرف على تأمينها قوات الجيش بحضور عشرات الآلاف من المواطنين والسياسيين وزعماء أحزاب المعارضة وزملاء الراحل من سلك المحاماة والمنظمات الحقوقية بالاضافة إلى عشرات الحقوقيين والمحامين الأجانب. كما تجري هذه المراسم في يوم أُعلن فيه حداد وطني وإضراب عام عن العمل في كافة التراب التونسي٬ دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل٬ أكبر المركزيات النقابية في البلاد حزنا وغضبا على عملية الاغتيال . وقد انطلق موكب الجنازة من منزل أسرة الراحل في منطقة جبل الجلود بالضاحية الجنوبية للعاصمة٬ حيث نقل الجثمان الملفوف بالعالم الوطني التونسي على متن عربة عسكرية إلى دار الثقافة بنفس المنطقة لتمكين المشاركين في مراسيم التشييع من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد. ومن هناك ينقل الجثمان إلى مقبرة الجلاز بضواحي تونس العاصمة٬ حيث سيتم تأبينه قبل نقله من جديد إلى مقبرة الشهداء المجاورة ليدفن إلى جانب عدد من القادة السياسيين التونسيين من بينهم السياسي الراحل صلاح بن يوسف٬ أحد قادة الحركة الوطنية التونسية الذي تعرض هو الآخر إلى عملية اغتيال بألمانيا سنة 1961.