في الصورة الأميرة الجليلة للا مريم الزحف الإسمنتي بمدينة العرائش ما برح أفيونا يصعب إيقافه، ولوبي العقار بات رقما صعبا داخل جميع معادلات المدينة والإقليم، مما يكرس نكوصا بالملموس إلى عهد الغاب ورجوعا بشكل قسري إلى الماضوية بشتى تجلياتها المريبة. "" فضائح عقارية لطالما شكلت العناوين الأبرز المتصدرة لكبريات الصحف، حتى أضحت منطقة الليكسوس مرتعا خصبا للنزاعات العقارية وملاذا تنتفخ فيه أرصدة صانعي دراما المكلومين والمستضعفين للتأسيس لناطحات السحاب أو دور على شاكلة مستوطنات أمام صمت هيب للسلطات وإزاء مباركة مكشوفة لمسؤولين ذوي نفوذ صارخ في البلد. والقضية هاته تجاوز فيها أباطرة الإسمنت كل الأشكال المألوفة والمعتادة، حين تم الزج باسم الأميرة للا مريم في مشروع تم التنظير له من خلال اتفاقية بين مجموعة التهيئة العمران بشركة لوجيكو بناجي، حول إنجاز مئة وخمسين شقة ذات تكلفة منخفضة سيستفيد منه سكان أحياء الصفيح وكذا قاطني الدور الآيلة للسقوط بالمدينة العتيقة، شقق حسب الاتفاقية سوف لن يتعدى ثمنها 12 مليون سنتيم. هذا المشروع والذي اختير أن يكون وعاؤه العقاري متضمنا حوالي أزيد من ثلاث هكتارات ذي الرسم العقاري عدد 10744/36 العائد ملكيته للأملاك المخزنية. أتت كل يافطات مغربية ألوانها جعلت في مقدمتها اسم الأميرة للا مريم الحريصة على الطفولة من خلال انخراطها دون هوادة في دواليب المجتمع المدني كراعية لفلذات الكبد، هؤلاء الأخيرين هم مربط الفرس في هذه الفضيحة المتناولة فصاحب الشركة الموقعة على الاتفاقية ومن خلال المادة الثانية المتعلقة بالوعاء العقاري أعهد إليه التعاقد مع مديرية الأملاك المخزنية لإتمام البيع وفق شروط فاسخة وحسب دفتر للتحملات والذي أوكل إليه تنفيذ مشروع اجتماعي محض حوله وبقدرة قادر على مضاربة عقارية تجاوز ثمن الشقة فيه أزيد من ثلاثين مليونا ضدا على الاتفاقية الموقعة سلفا، حيث فضل اختيار فضاء يعتبر امتداد طبيعيا لمشفى الأميرة لالة مريم وعلى مقربة من جناح الأطفال، ذاك الفضاء الذي كان سينجز فيه مركز للفحص بالأشعة سكانير لانعدامه بالإقليم ككل ونظرا لما تكبده ساكنة العرائش والنواحي من معاناة التنقل إلى طنجة والرباط للإشارة هذا الجهاز موجود بمقر المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة منذ أكثر من سنة من دون استعماله بسبب عرقلة إنجاز مشروعه من طرف مسؤول شركة لوجيكو بناجي، هذه الشركة أبت إلا أن تؤسس لدراما طفولية من نوع آخر تحت تبعة اسم لالة مريم دون اكتراث بالسلطات وما عداها، بل يتحدث العارفون عن علاقته الحميمية بالأمين العام للكوركاس العامل السابق للإقليم والذي سهر بشكل مباشر على الاتفاقية سنة 2005 و التي حوي بندها الأخير ما مضمونه كونه إذا حصل أي نزاع فمرده له. وتلوك اليوم السن ساكنة العرائش كون مندوبية الصحة بدورها تقدمت إلى العامل الحالي بشكاية تشرح فيها حجم الضرر الذي قد يسببه مشروع يحمل اسم راعية الطفولة على الطفولة في حد ذاتها. وشكلت السلطة الإقليمية لجنة لمعاينة ذلك ولكن من دون جدوى. أمام هذا المشروع الوهمي الذي لم يرى النور لحد الساعة، والمسبب للعديد من المآسي للقطاع اصحي بالإقليم نتساءل عن دور السلطات الإقليمية المختصة، أم أن لوبيات الفساد ما تزال تمتلك مفاتيح سحرية لمروجي ثقافة الإسمنت ضدا على كل الشعارات الرسمية التي ترفعها الدولة وتتخللها جميع مضامين الخطابات الملكية، فمن ينقذ الطفولة التي ترعاها لالة مريم؟! محمد اعبيدو رئيس النادي المغربي للصحافة والإعلام