بناء على الكذب والبهتان الذي تمارسه البوليساريو سقط البرلمان السويدي في مزاعم المطالبة بالاعتراف بالدولة المزعومة والوهمية .وهذا يعطي صورة قاتمة على دبلوماسية برلمانية تغرد خارج السرب.فهي بذلك تخالف الرأي الأوربي والدولي الذي يدعو إلى حل سياسي متفاوض عليه.وقد اقتنعت الأممالمتحدة بمشروع الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كأرضية للحوار في إطار السيادة المغربية وتم وصف هذا الطرح بالجدية والمصداقية.إذن كيف غيب البرلمان السويدي كل هذا من أجل أن يقدم أطروحات عفا الدهر عنها؟ إن المشكل القائم حول الصحراء مشكل سياسي بامتياز،لذلك فالحل سياسي. لذلك من الواجب أن تقوم المجموعة المغربية بدورها الوطني داخل المجتمع المدني السويدي وملء الفراغات التي تستغلها البوليساريو.كما أن المغرب مطالب بتوضيح الأمور والتذكير بمواقفه خاصة وأنه له علاقة إستراتيجية مع الاتحاد الأوربي إضافة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه البرلمانات الإقليمية والدولية.خاصة وأن شرفاء البرلمان السويدي كانوا ضد هذا الموقف الشاذ في مشكل سياسي عمر أكثر من ثلاثين سنة.لذلك من الواجب أن تنظم زيارة لشرفاء سويديين من أجل التحاور مع الصحراويين أنفسهم وأن العبرة ليست بشرذمة مرتزقة هدفها كسب أموال طائلة على حساب الصحراويين المحتجزين في مخيمات الخزي والعار بتند وف وغيرها.فهل يستطيع أن يقدم البرلمان السويدي تقريرا حول وضعية حقوق الإنسان بهذه المخيمات؟ إن مثل هذه المواقف تساعد على نشر الإرهاب بتقوية انتشاره خاصة في منطقة الساحل والصحراء فهل يعي هؤلاء المسؤولون نتائج مواقفهم المغلوطة؟وهذا متناقض مع الاختيار الديمقراطي الذي أسسته السويد.وغير مستوعب للأسف لما بعد الربيع الديمقراطي والدور الاستراتيجي الذي أصبح يلعبه المغرب في إطار الاستقرار. إذن هل يرضى أن يصنف البرلمان السويدي مخالفا للشرعية الدولية بهذا الموقف القزم والمتخلف والرجعي؟ والواجب اليوم أن يتم التنسيق بين الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية والمدنية...من أجل الحد من هذه المواقف المعتلة.التي تعطي مؤشرات على بداية تسريب الخلل على مستوى مواقف لبرلمانات اعتبرت دائما مصدر الاتزان والتعقل خاصة ماله علاقة بالسياسات الخارجية.وكون هذا الأمر قد يضر بالسياسة الخارجية للدولة السويدية فإنه من اللازم أن تتدخل لفتح نقاش في الموضوع؟ إن هذا الموقف الصادر من بعض الأحزاب تهدف من ورائه إحراج الدولة في قضايا داخلية عن طريق التنفيس السياسي في قضية خطت خطوات متقدمة مما جعل المبعوث الأممي يتراجع عن المقاربات التقليدية ويهيئ لحوار جاد ومسؤول بناء على المعطيات المتوفرة عند المنتظم الدولي.وهو مشروع الحكم الذاتي الذي سيفوت الفرصة على الذين يريدون العيش بين أحضان الإرهاب والرذيلة بمختلف أشكالها والمتاجرة في القضية على حساب فئات عريضة من الشعب التي تئن تحت عتبة الفقر في المخيمات. وقد تدخلت الخارجية السويدية لتصحيح ما سقطت فيه بعض الصيحات البرلمانية السويدية الشاذة. لأن القرار الأخير بيد الدولة التي تقدر الشرعية الدولية ومصالح الدولة السويدية. ولا يمكن الاعتراف بدولة وهمية تفتقر إلى الشعب والأرض والسلطة الفعلية.إضافة إلى العلاقة الوطيدة التي تربط المملكة المغربية والدولة السويدية وسيتم الاحتفال بين الدولتين بالذكرى 250 للمعاهدة المتعلقة بالسلم والتجارة والملاحة.كما أكدت على ذلك الخارجية السويدية. ولهولاء البرلمانيين السويديين نؤكد لهم ما يلي: إن مشروع الحكم الذاتي يمتح مشروعيته من الشرعية التاريخية ولايمكن لأي بلد أن يتخلى عن هويته التاريخية. خاصة إذا تعلق الأمر بالسيادة. إضافة إلى طبيعته السياسية والإنسانية.وحسن الجوار مع الدول الشقيقة.وسيجنب المنطقة كلها الإرهاب ويخرج المواطنين المحتجزين بمخيمات الذل والعار.من الوضعية المزرية. وللإشارة فقد تراجع المبعوث الأممي عن تحيزه عندما استدرك معتبرا الحل السياسي هو الذي سيدفع بالمفاوضات ويطورها ويجنب منطقة الساحل الصحراء العنف والإرهاب.وللإشارة فهناك مجموعة من أعضاء البوليساريو ضمن الحركات المقاتلة بمالي. انطلاقا من هذا فالمغرب عازم على تنزيل مشروع الحكم الذاتي مما سيضمن الوحدة الوطنية والمغاربية ويطور منظومة حقوق الإنسان وينشر السلم خاصة في منطقة الساحل والصحراء...ويبلور سياسات عمومية في إطار جهوية متقدمة. إذن نتمنى أن ينحو البرلمانيون السويديون الذين قدما ملتمس الاعتراف بالجمهورية الوهمية المزعومة ويتحرروا من الأيديولوجيات البالية ويعيشوا اللحظة التاريخية ويحترموا دستورهم الذي يعطي للخارجية التعبير عن علاقة الدولة بالقضايا الاستراتيجية الخارجية...حتى لايقع التشويش الذي ليس في صالح السلم العالمي.