جذب الأمير مولاي هشام بن عبد الله العلوي، بشدّة، انتباه الحاضرين لحفل تأبيني الصحفيّة الراحلة لطيفة اوسعدن، وهو الموعد الذي نظمته، بالدّار البيضاء، كلٌّ من منظمة حرية التعبير والإعلام ومجلة وجهة نظر.. وجاءت كلمة الأمير، في نهاية اللقاء، متطرقة لجوانب تعمله مع الإعلامية الراحلة والمعروفة بمواقفها النضالية. مولاي هشام قال إنَّ مساندته للصحفية اوسعدن، خلال معاناتها معَ المرض، كان منبعها "الاحترام لسلوكها وسيرتها، وقيمها ونبل أخلاقها"، وزاد أنّه لم يكن يخطرُ بباله "أن ترحلَ على عجل"، معتقداً حينها أنّها "ستنتصرُ في نهاية المطاف على المرض الذي ألمَ بها"، ومعتبرا ما كان "تنفيذاً لإرادة القدر". واستطردَ الأمير، في كلمته التأبينية، أنَّ رحيل لطيفة أوسعدن "أن يمحوَ ما استقر في النفس من تقدير للراحلة، تركه رصيدها الإنساني الطافح والموسوم بالعطاء ونكران الذات"، وذكر "تفتق وعيِ اوسعدن مبكراً، وهي ابنة الشعب، المنخرطة بحماس في نضالاته، بتكوينيها الثقافي والسياسي المتينين". "الراحلة كانت ملتزمة بقضايا الشعب، ومستعدة على الدوام للبذل والعطاء.. واعتناقها فكراً تقديمياً ساعدها على مواجهة المعارك النضالية استماتةً عن حرية التعبير والديمقراطية.. أمّا كتاباتها فقد كانت خيرَ دليلٍ على دفاعها عن القيم النبيلة والإنسانية" يزيد الأمير. وتبرز من بين المعارك التي خاضتها الراحلة، حسب قول مولاي هشام، معركة المرأة لأجل التقدم والتحرر، إذ أنّ الرابطة الديمقراطية لحقوق الإنسان تحتفظُ بصور عن محطاتها النضالية التي تشيدُ بها مختلف الهيئات الحقوقية في المغرب. "الأمير الأحمر" أضاف أن اوسعدن "دافعت عنه حينَ كانَ مستهدفاً بسبب قناعاته الفكرية، ويتعرض لحملات إعلامية مسعورة" وفق تعبيره، "هوَ الأمر الذي كلف بوسعدن ملاحقات علنية وسرية.. فالراحلة لم تكن تدافع عني كشخص، وإنما انطلقت من المبادئ والقيم المشتركة في الديمقراطية وحرية التعبير..".