يبدو أن السمعة السيئة التي روجت لها بعض الشعوب عن البوم من خلال الكتابات وتفسير الأحلام وغيره من المعتقدات المتوارثة قد انكسرت شوكتها أمام الموضة التي تجاوزت كل المسافات، واستغلت العولمة الإلكترونية لتزرع ثقافة جديدة من خلال وسائل مغرية لا تخطر على بال المنافحين عن معتقداتهم. ورغم نفي علماء الإسلام أن تكون هناك أي علاقة للإسلام بالمعتقدات التي تعتبر البوم نذير شؤم، بل إن هناك من صنف هذه المعتقدات ضمن الخرافات والشرك بالله، فإن العرب والأقوام المتأثرة بالثقافة العربية أبقت هذا الاعتقاد سائدا لقرون طويلة. ويفسر البوم في الأحلام بأنه "ملك جبار رهيب. وهو أيضا لص مكابر شديد الشوكة لا ناصر له. ويدل البوم على البطالة في العمل وعلى الخوف. وهو إنسان خائن لا خير فيه. ومن رأى أن بومة وقعت في بيته فذلك خبر يأتيه بموت إنسان. ويدل البوم على اللصوص والفرقة والوحشة والكلام الفاحش." ومن حسن حظ البوم أنها تحظى بسمعة طيبة في الغرب تناقض بشاعة صورتها في الشرق. فهو يرمز إلى الحكمة، حيث تمجد الأساطير اليونانية البومة وتحيط من حولها هالة من الحكمة. مكانة بارزة جعلتها تغري مصممي الإكسسوارت الذين صنعوا منها نجمة مغرية ومرصعة بالأحجار الكريستالية. وهكذا تمكنت البومة من خلال الموضة أن تكسر صورتها السيئة وتتزين بمختلف الألوان والأحجار وتقنع نساء العالم أجمع بجمالها وأناقتها. وقبل الموضة، كان الأدب سباقا في إنصاف البوم، فغادة السمان سخرت قدراتها الرائعة في الكتابة للتغزل به، ولم تخفي عشقها السرمدي للبوم الذي يملؤ بيتها في لوحات فنية. وفي كتابها "الرقص مع البوم" تمدح السمان البومة بقولها " هل شاهدت مرة بومة في سيرك ! إنها مخلوق يستعصي على التدجين ويرفض التسول العاطفي ومنطق اللعبة الاستعراضية. هل شاهدت بومة تحاول إضحاك أحد أو جره إلى مداعبتها ككلب زينة يهز ذيله! هل شاهدت مرة بومة مستقرة في قفص تغرد لذلها ! هل عرض عليك أحد شراء بومة من سوبر ماركت المخلوقات الداجنة. البومة لا تباع لكنها تحلق إلى ما تحب ومن تحب أفلا تحبها". فهل نجحت الموضة في تحبيب البومة لقلوب النساء؟. اقرأ المزيد على مجلتكِ مواضيع ذات صلة: - الوشم عند الفتيات...تجميل أم تشويه؟ - “الأسود يليق بك”…رواية جديدة لأحلام مستغانمي - “موضة” المساواة في المغرب “طراز قديم” في بريطانيا