فاجأ رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، مستشاري الغرفة الثانية، أثناء جلسة الأسئلة العامة، زوال اليوم الأربعاء، بإفصاحه عن تفكيره رفقة الحكومة في تقديم الاستقالة بعد حادثة "تيشكا" الذي أودى بحياة 42 شخصا بعد سقوط حافلة ركاب في منحدر جنوبي مراكش. وأكد ابن كيران أنه فكر جديا في الاستقالة بعد هذا الحادث الذي تأثر به شخصيا، متسائلا في ذات الجلسة: ألا يقتضي مثل هذا الحادث من الحكومة أن تستقيل؟ قبل أن يشير إلى أنه طرح هذا الأمر على الوزراء في مجلس للحكومة بعد أن آلمه الحادث المشؤوم حسب تعبيره. وطالب ابن كيران ضمن أجوبته على أسئلة الفرق البرلمانية بالغرفة الثانية، من رجال شرطة السير والدرك الملكي بأن يتم تطبيق القانون بحذافيره مع أي مسؤول ضُبط متجاوزا للقانون المحدد للسير حتى وإن كان هذا المسؤول رئيس الحكومة. وعرض رئيس الحكومة ضمن الجلسة الشهرية للأسئلة العامة، أرقاما مخيفة عن ضحايا حوادث السير بالمغرب حينما أكد أن هناك 4000 شخص يلقون حتفهم كل سنة في حوادث السير، بما معناه أكثر من 10 أشخاص يوميا، بما معدله تقريبا قتيل كل ساعتين وثلاثة مصابين، وهو ما لا يقع حتى في بعض الحروب. كما عدد ابن كيران الميزانية السنوية التي يخسرها المغرب نظير "حرب الطرقات" اليومية والتي تكلف 14 مليار درهم سنويا وهو ما يعتبر عبء على لميزانية المغرب التي تقدر ب 260 مليار درهم. وأشار ابن كيران إلى أن الغريب في حوادث السير التي تقع في المغرب الذي يُصنف الأول عربيا والسادسة عالميا في الحوادث المميتة، أن اغلب هذه الحوادث تقع داخل المدار الحضري، أي داخل المدن، وهو ما جعل رئيس الحكومة يصف هؤلاء ب"غير المسؤولين". جدير بالذكر، أن حوادث السير بالمغرب عرفت ارتفاعا بزيادة تناهز 12% مقارنة عن عام 2010، حسب إحصائيات اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير