تزخر منطقة إسافن التابعة لإقليم طاطا بموروث تاريخي وثقافي واعد لإنعاش القطاع السياحي وتحسين مستوى عيش ساكنة المنطقة. وتختزن هذه القرية الصغيرة مجموعة من المواقع الأثرية العريقة التي يعود تاريخها لعصور خلت تتمثل في القصور والجوامع والمدارس العتيقة والحصون٬ يمكنها أن تلعب دورا مهما في استقطاب المزيد من السياح وإنعاش القطاع السياحي. وأبرز رئيس جماعة إسافن الحسان مامز، أن المنطقة تزخر بمؤهلات سياحية مهمة منها على الخصوص مجموعة من المباني القديمة (القصور والمقالع) عبارة عن مخازن جماعية تسمى "إكودار"٬ تتكون من عدة طوابق لتخزين المنتجات الفلاحية والحلي والمجوهرات ويحرسها شخص يحظى بثقة القبيلة يطلق عليه اسم "لامين". وأوضح مامز أن هذه القلاع، كانت تلعب في السابق دورا دفاعيا في حالة تعرض القبيلة لهجوم خارجي ولا تزال بعضها قائمة ومحتفظة بوظائفها إلى اليوم٬ داعيا في هذا الصدد٬ الجهات المعنية إلى رد الاعتبار لهذه المواقع الأثرية وترميمها وصيانتها. وأكد أن مجموعة من هذه المواقع الأثرية طالها الإهمال والدمار نتيجة العوامل الطبيعية بسبب تعرضها للتعرية فضلا عن تعرض بعض المآثر التاريخية للنسيان. ومن جهته قال محمد الميحياوي أستاذ مادة التاريخ بإحدى الثانويات بإسافن أن هذه القرية الصغيرة تحتضن موروثا تاريخيا له دلالة كبيرة خصوصا المدرسة العتيقة "سيدي ولكناس"٬ التي شرعت في تأدية مهمتها العلمية لما يقارب ثلاثة قرون٬ وتستقطب مجموعة من الطلبة القادمين من مدن وقرى مجاورة لحفظ القرآن الكريم وتلقي دروس في العلوم الشرعية ومواد أخرى. وكان سكان القبيلة يسهرون على توفير مؤونة الطلبة وأجرة الامام المدرس بشكل دوري. وأوضح الميحياوي أن هذه المدرسة تستفيد من دعم وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية التي أشرفت على إعادة هيكلتها وتقسيمها إلى أسلاك ومستويات على غرار ما هو معمول به في التعليم المدرسي الرسمي قصد تمكين الطالب من إتمام دراسته وتحسين مستواه التعليمي. ونوه بالمبادرة التي اتخذها أيضا أحد الغيورين على هذه المدرسة العتيقة حيث قرر المساهمة في إحيائها وتدبير شؤونها وفق الطرق الحديثة وذلك بتأسيس جمعية "المدرسة العلمية العتيقة سيدي ولكناس / أيت فيد اسافن" لتتولى الاشراف عليها. وحسب معطيات لمندوبية التعاون الوطني بطاطا فإن مدرسة "سيدي ولكناس" العتيقة٬ التي يدرس بها حوالي 67 طالبا٬ استفادت السنة الماضية من منحة تقدر ب 65 ألف درهم وذلك في إطار اتفاقية الشراكة التي تربط بين الطرفين. ومن جهتهم٬ أكد مجموعة من شباب المنطقة على ضرورة إيلاء جميع الفاعلين والمتدخلين في القطاع أهمية لهذه المباني العريقة عبر ترميمها وصيانتها لتساهم في إنعاش السياحة الثقافية بالمنطقة وخلق فرص الشغل. ودعوا في هذا الصدد إلى تشجيع جمعيات المجتمع المدني من أجل إحداث متاحف خاصة بالتراث المحلي الذي يميز المنطقة وتنظيم حملات تحسيسية لفائدة الساكنة لتعريفها بأهمية موروثها الحضاري والثقافي الأصيل.