اعتبر محمّد زيان، المحامي وكبير مسؤولي الحزب المغربي الليبرالي، أنّ مبادرة المجتمع المدني للتعريف بقضية احتلال إسبانيا لأراض مغربية شمال البلاد، في إشارة للمسيرة التي دعت إليها اللجنة الوطنية التي يرأسها المستشار يحيى يحيى للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، هي ضرورية للتعاطي مع هذا الملف. وضمن لقاء مع هسبريس، وهو الذي سيتم العمد إلى نشر ما دار به على دفعات، ضمن مواد مكتوبة وأخرى بالصوت والصورة، أعرب زيان عن أسفه ل "عدم وجود أحزاب مغربية، منذ الاستقلال إلى الآن، فكرت بجدّ في تعريف الرأي العام الوطني والدولي بهذه الوضعية غير المقبولة التي ترزح تحتها ذات المجالات الترابية المغربية الشمالية". "نحن في القرن ال21، ومطالبنا بخصوص سبتة ومليلية والجزر ينبغي أن تبنى على مراعاة عوامل مؤثرة كالعولمة والتعامل الدولي والسِّلم والنمو الاقتصادي.. أمّا من يريدون إعطاء حل موحّد فهم مخطؤون، ذلك أن الأمر هو أكثر تعقيدا مما قد يتم تصوره" يردف ذات الناشط السياسي قبل أن يسترسل: "إذا كان الأوروبيون يعتبرون حدودهم تنتهي بأواخر ميليمترات الضفة الشمالية من المتوسطي فإن ذلك يدفعنا للتساؤل عمّا يفعلونه بوجودهم بيننا على الضفة الجنوبية، أمّا إذا كانت أوروبا ترى أنها متوفرة على حدود برية معنا فهذا يجعلنا أصحاب حق في مطالبتها بولوجنا تركيبة الاتحاد الأوروبي". زيان طالب بجلاء إسبانيا عن الجزر التي تحتلها بالمياه الإقليمية المغربية.. موردا لهسبريس: "غالبية هذه الجزر المغربية التي تستعمرها إسبانيا، ومنها جزيرة "البقدُونس|ليلى" وشبه جزيرة "بَادِيس"، ستظل محط مشاكل مقترنة بالهجرة السرية وتجارة المخدّرات والملاحة البحرية إن لم تتم إعادتها للمغرب.. وأعي تماما ما أقول وأنا أزيد: لو كانت لدينا حكومة بدينامية وقدرة على الفعل فإنّه باستطاعتها استرجاع هذه الأراضي خلال شهرين أو ثلاثة من العمل". كما دعا رئيس الحزب المغربي الليبرالي إلى إقامة إمارتين بثغري سبتة ومليلية لتصفية ملفهما بناء على مخرج "السيادة المشتركة للمغرب وإسبانيا عليها".. "ما أقترحه ليس حلا مثاليا، لكنه دعوة للحوار من أجل تنمية مشتركة وتسوية للوضعيات العالقة، إذ يمكن اعتبار مقترحي هذا مساعدة مني في استهلال التفكير بناء على قيم العصر الحالي" يقول محمّد زيان. "في الحزب المغربي الليبرالي لا نرى بين المغرب والاتحاد الأوروبي حدودا مشتركة، وإنما أراضٍ مشتركة لا يمكنها أن تحتضن الحياة إلا بمشاركة الطرفين، فإسبانيا تعلم أنها غير قادرة على تدبير مدينتي سبتة ومليلية، على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، دون تعاون المغاربة والسلطات المغربية.. ولهذا يمكننا تحويل سبتة ومليلية إلى إمارتين تدبر شؤونهما وفقا لآلية تعمل على خلق سيادة مشتركة ويجعل على رأسها أمراء من الأسرتين الملكيتين بالرباط ومدريد.. كل هذا وفقا لنظام خاص يعطي الثغرين نظاما دولياخاصا بهما، ويسمح أيضا لهما بالتوسع ترابيا، زيادة على توسعهما اقتصاديا واجتماعيا" حسب تعبير زيان.