على هامش ندوة وطنية تناولت موضوع "العمل البرلماني والمجتمع المدني، وإستراتيجية للعمل المشترك" نظمتها جمعية "شباب لأجل الشباب" بالرباط عشية أمس الأربعاء، عبر الحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني عن امتعاضه من الطريقة التي تعاملت بها الصحافة الوطنية مع تقرير وزارته الراصد للعمل البرلماني، والذي سبق للوزير أن قدمه خلال انعقاد المجلس الحكومي يوم الخميس 13 شتنبر 2012. الشوباني قال إن تقريره كان موضوعيا يرصد نقاط القوة ونقاط الضعف في الأداء الحكومي المرتبط بالعمل البرلماني، إلا أن الصحافة اقتصرت على "قصة الغيابات" دون تمييز بين "الغياب" و"التغيب" و"الاعتذار"، وهو ما يطرح السؤال حول السلوك الإعلامي في علاقته بالبناء الديمقراطي على حد تعبير الوزير. الوزير وفي لقائه بهسبريس بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية للندوة التي أعطت الانطلاقة لآلية مدنية سميت "المرصد المغربي للعمل البرلماني"، قال إن عددا من الصحفيين ركزوا على ما سموه ب"سليت" البرلمانيين، مستطردا "سامحهم الله"، مفوتين بذلك على المواطنين فهم قيمة وأهمية أول تقرير مرقم من نوعه، يتسم بالموضوعية و يقدم في اجتماع مجلس حكومي. وذكر الشوباني أن العديد من الحقائق لم تظهر في التغطيات الصحفية، منها جاهزية الحكومة للجواب على جل الأسئلة المطروحة على أنظار مكتبي مجلسي النواب والمستشارين، مقابل عجز البرلمان عن برمجة كل الأسئلة التي لا تتجاوز ستة إلى سبعة من أصل حوالي مائتي سؤال كمتوسط تقترح أسبوعيا على مسؤولي القبتين المقابلتين لفندق "باليما". الشوباني الذي كان يتحدث لهسبريس في بهو فندق حسان، قال إن الحكومة مشمولة أيضا بمنطق المحاسبة، وهو ما دفع وزارته إلى إصدار تقرير يبين وتيرة حضور الوزراء في جلسات الأسئلة الشفوية، التي أكد على أن وزيري الداخلية والفلاحة كانا فيها الأكثر غيابا، مع الإشارة إلى أن الغياب عادة ما يكون مرتبطا بالحضور في نشاط ملكي أو مهمة وزارية خارج المغرب أو نشاط للوزير داخل أحد الأقاليم. قيادي العدالة والتنمية المسؤول عن حقيبة البرلمان وجوابا على سؤال مرتبط بغضبة بعض الوزراء على تقريره، صرح أن سلوك وزارته وأجوبتها مؤطرة بالدستور، وأن الأهم هو التعريف بارتفاع الأداء داخل المجلسين سواء تعلق الأمر بالمهام الاستطلاعية أو حضور مدراء المؤسسات العمومية أو ما تعلق بالردود على الأسئلة الآنية والشفوية، دون إغفال الضعف الموجود على مستوى برمجة مشاريع القوانين من أجل مناقشتها و دراسة مقترحات القوانين، فضلا عن ضعف برمجة طلبات عقد اجتماعات اللجان الدائمة. يشار الى أن تقرير الحبيب الشوباني خلف ردود فعل غاضبة من طرف بعض أعضاء الائتلاف الحكومي الذي يقود عبد الإله بنكيران، وصلت إلى حد وصف وزير الشباب والرياضة محمد أوزين لعمل زميله ب"اللاخلاقي" في تصريح له خص به يومية "المساء"، بينما التجأ وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش إلى جريدته "أوجوردوي لوماروك"، التي علقت بالقول أن "الاقتصار على احتساب عدد غيابات وحضور الوزراء هو تمرين يليق بحضانة الأطفال وليس بشيء آخر" وذلك في عددها الصادر يوم الاثنين 17 سبتمبر الجاري.