وعد وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني بفتح ورش كبير لإعادة تأهيل القنصليات المغربية التي وصف عددا منها بأنها "ليست في مستوى الخدمات". إصلاح القنصليات وتحسين خدماتها ظلا منذ سنوات طوال مطلبا رئيسا ضمن أولويات مطالب أفراد الجالية المغربية في الخارج. "لأول مرة يأخذ وزير في عين الاعتبار ما كان المواطنون يطالبون به منذ سنين"، يعلق أحد المواطنين المغاربة في هولندا. تجديد وإصلاح أوضح الوزير سعد الدين العثماني (حزب العدالة والتنمية) الصعوبات التي تعترض مغاربة الخارج في قضاء مصالحهم بالمصالح القنصلية وتحدث عن توفره على قائمة للقنصليات التي "ينبغي تجديدها أو يعاد بناؤها كليا". وقال في تصريح مصور نشرت مقتطفات منه صحيفة هسبريس الإلكترونية إن التجربة أثبتت أن إصلاح البناية في حد ذاته يؤدي إلى تحسن كبير في مستوى الخدمات. "لدينا تجربة في بعض القنصليات وهي قليلة جدا، والتي تم تجديدها كليا، تحسنت فيها الخدمات القنصلية بشكل كبير جدا". وكان مواطنون مغاربة في هولندا عبروا في السابق عبر إذاعة هولندا العالمية عن تذمرهم من الوضعية المزرية التي تعيشها القنصليات المغربية بشكل "لا يشرف" المغرب. استغراب محمد ألمان كان من ضمن مجموعة من المغاربة القاطنين في هولندا، عبر علانية عن استيائه من سوء المعاملة التي يتعرض لها المغاربة حينما يراجعون المصالح القنصلية. وعبر في تصريح لإذاعة هولندا العالمية عن استغرابه من تصريح السيد وزير الخارجية والتعاون. "استغربنا بالمعنى الإيجابي، لأنه لأول مرة يأخذ وزير في عين الاعتبار ما كان المواطنون يطالبون به منذ سنين لتصبح القنصلية والموظفون والإدارة المغربية بصفة عامة في أوروبا في خدمة المواطنين، وتقوم بعملها المنوط بها وتتخلى عن المحسوبية". ورش كبير شكاوى المواطنين لم تكن مرتبطة فقط بالبنايات وبالدعوات لإصلاحها وتجديدها أو نقلها لمكان آخر يستجيب لمتطلبات الجالية التي ازدادت أعداد أفرادها بحكم التناسل وتواصل الهجرة، ولكن لها علاقة كذلك بالمعاملة التي يعاني من تبعاتها الشباب من الجيل الثاني والثالث بصفة خاصة، بحسب محمد ألمان. "سنين والمغاربة يشتكون من المعاملة الديكتاتورية والضغط وما إلى ذلك، مما يدفع بكثير من الشباب المغاربة إلى التخلي عن وثائقهم المغربية مثل جواز السفر وبطاقة الهوية وغيرهما، بل ويتخلوا حتى عن فكرة زيارة المغرب في العطلة الصيفية ويفضلون بلدانا أوربية أخرى". ولعل هذا ما أراد الوزير العثماني التأكيد عليه حينما أوضح في مداخلته أن هناك "برنامجا كاملا أيضا لإعادة تدريب وتأهيل الموظفين القنصليين، وهذا أيضا ورش كبير سيبدأ". وفي هذا السياق تحدث السيد العثماني عن استقباله ل 24 قنصلا جديدا "عينوا في القنصليات الجديدة" أو تم تغيير عدد منهم "وفق منهجية جديدة". تطبيق كما هو الشأن مع وصول عبد الإله بنكيران لرئاسة الحكومة وما حمله معه من آمال ووعود بإصلاح الأوضاع في المغرب والمحاسبة، تأمل الجالية المغربية في الخارج في أن يترجم الوزير العثماني أقواله إلى أفعال. "ما قاله الوزير أفرحنا في الحقيقة"، يقول محمد ألمان الذي يعد من أشد المنتقدين للسياسة العامة التي تنتهجها القنصليات، ويضيف بقوله: "ولكن في السابق سمعنا كثيرا من الوعود من عدد من الوزارات والجهات، إلا أنه مع الأسف معظم ما كان يقال يمر مثل الريح. فرحنا بما قاله السيد الوزير في الشريط ولدينا ثقة في أنه سيفي بما وعد ونطلب منه أن يطبق هذا العهد الذي أعطاه للجالية وألا تكون مثل الوعود التي أطلقها الوزراء السابقون أمام الصحافة وأمام التلفزيون، قبل أن يتلاشى ذلك عندما تنقضي مدة اسستوزارهم مع الأسف". *يُنشر بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية