"الجالية المغربية في هولندا مندمجة وناجحة تماما، بل وحققت تقدما أكاد أقول انه لم يحصل في بلد اخر"، يقول محمد عامر، الوزير المغربي المكلف بشؤون المهاجرين والذي يزور هولندا حاليا. من هي الجالية؟ تأتي زيارة الوزير لهولندا في إطار برنامج التواصل مع الجاليات المغربية في كل بلدان العالم. ويكمن هدف البرنامج في "الاتصال بالجالية وإخبارها بما تقوم به الحكومة المغربية لفائدتها من برامج وإجراءات، كما ان البرنامج فرصة للاستماع إلى اقتراحات الجالية. ويجتمع الوزير مع المغاربة في روتردام، امستردام، دن بوس واوتريخت. وقال إنهم عبروا له عن سعادتهم بخطاب الملك الأخير الذي أشار فيه إلى نيته في تعديل الدستور. ولكن ماذا اخبره أفراد الجالية غير هذا؟ ومن هي الجالية التي تحدث إليها؟ هل أخبروه مثلاً عن المشاكل الكثيرة التي تواجه المهاجرين المغاربة؟ ليس فقط داخل المجتمع الهولندي بل وأيضا المشاكل العويصة التي يتخبط فيها العاملون بالسفارة المغربية وقنصلياتها في هولندا والذين خاضوا لحد الآن اعتصامات واضرابات حظيت بتغطية من وسائل الإعلام الهولندية. ارتباك يقول الوزير:" لم اتطرق للموضوع مع احد ولست على علم بذلك بعد"، ويضيف ان "رفع المطالب شيء عادي في مغرب اليوم، مغرب الاصلاحات والانفتاح"، ثم ينهي الوزير حواره للإذاعة بطريقة مفاجئة للغاية. لكن قبل ذلك، تحدث عن لقائه بالسلطات المحلية والمركزية، حيث التقى بنظيره الهولندى خيرد ليرز وبمسؤولين عن سياسة الهجرة والاندماج، لتبادل الرأي في القضايا المرتبطة بالهجرة. "وكان هناك توافق من حيث التحليل والرؤيا والرغبة في العمل المشترك بين الطرفين فيما يخص الجالية"، حسب الوزير. ماذا تحكي هولندا؟ صحيح ان عددا كبيرا من مغاربة هولندا، ومقارنة مع الجاليات الاخرى، برزت أسماؤهم في محالات مختلفة مثل الكتابة والفن والموسيقى وكرة القدم والإعلام ايضا، لكن هذا لا يمنع من أسماء أخرى من مغاربة هولندا برزت أيضا في مجال الإجرام. واذا كان من يعتقدون انهم يمثلون الجالية المغربية لا يتطرقون إلا إلى ما هو ايجابي لا غير، فان الحكومة الهولندية والسلطات المحلية، وفي المقدمة من هؤلاء عمدة روتردام المغربي الأصل احمد ابو طالب، تحدثوا مع الوزير خصوصا في الجانب السلبي ودعوا إلى التعاون لإيجاد الحلول. تلطخت سمعة مغاربة هولندا كثيرا في السنين الأخيرة، سيما بعد مقتل المخرج السينيمائي تيو فان خوخ على يد مغربي في نوفمبر 2004. يقول الوزير: "يجب ان نعمل جميعا على تصحيح هذه الصورة لان الواقع يبين العكس. يجب ان نتحدث عن المشاكل المطروحة ونحاول ان نجد لها حلولا. والمغرب مستعد للمساهمة في ذلك في حدود إمكانياته وصلاحياته .وذلك بمساعدة هؤلاء الشباب على الاندماج وتوفير سبل لهم وأكدت للمسؤولين ان سياسة المغرب تجاه الجاليات تكمن في مساعدة المغاربة على الاندماج ودعمهم خصوصا على المستوى الثقافي". وكما يبدو، يجب الكثير، ولكن اي شيء قابل للتحقق على المدى القصير؟ مركز ثقافي مغربي في هولندا يقول الوزير انه في صدد التحضير لتأسيس مركز ثقافي مغربي في هولندا يكون مقره في أمستردام. وفي غضون الشهور المقبلة، يتوقع الوزير ان يصبح المركز واقعا وجاهزا، "ليصبح فضاء مفتوحا للمغاربة وغيرهم للمساعدة في تعريف المغرب لهم ولغيرهم". ويضيف ان المغرب يرغب في ان يفتح صفحة جديدة مع هولندا وطي صفحة الماضي عبر خوض نقاش حول كل شيء، "نعالج فيه ما هو مطروح من مشاكل بكل جرأة ونفتح ورشات لفائدة الجالية والمغرب وهولندا في هذا المركز".والهدف هو تحقيق "عيش هادئ للمغاربة في هذا الوطن". أنقر هنا للاستماع إلى المقابلة مع الوزير المغربي المكلف بشؤون الهجرة *بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية